اطبع هذه الصفحة


القوافل الدعوية في القرى والأرياف

 أحمد عبد الصمد


يعيش أغلب المسلمين في القرى والأرياف والبوادي، ومعظمهم إما أهل زراعة وإما أهل ماشية. والخدمات والتسهيلات التي توفرها الدول لهذه الطبقة من الشعب دون ما توفره لسكان المدن الكبرى، ومع ذلك فإن تخلفهم في المجال الدعوي أسوأ منه في المجال المادي؛ لأن أغلب الدول الإسلامية لا تهتم بالجانب الديني من حياة الشعب، ولهذا انتشرت في هذه الطبقة عادات وتقاليد سيئة ومخالفة للشرع – وبعضها يرتكب باسم الدين – كما تنتشر فيهم منكرات وأمراض اجتماعية كثيرة، يختلف أكثرها عما عند أهل المدن الكبرى. والدعاة إلى الله بعيدون عن تلك المناطق النائية، وعلاقتهم بها ضعيفة، ويقل حضورهم فيها واهتمامهم بها، فلذلك تراكمت على أهلها الانحرافات، وفشى فيهم الجهل، وابتعدوا عن الدين الصحيح قليلا أو كثيرا. ولتقليل هذه الانحرافات والمنكرات ينبغي أن يقوم طلبة العلم والدعاة بجولات دعوية إلى القرى والأرياف يتعرفون من خلالها على أحوال إخوانهم والوقوف على المشاكل التي تقض مضاجعهم، والمساهمة في حلها. وأن يعلموهم أمور دينهم، ويرفعوا احتياجاتهم إلى الجهات الرسمية وأهل الخير من المسلمين لسدها. وأن يشجعوا غيرهم من أهل العلم والدعاة!
على المشاركة في ذلك، والدال على الخير كفاعله.

وهذه بعض المقترحات والتوجيهات المتعلقة بالموضوع لعلها تساهم في إنجاح الفكرة وتطويرها.
1. إعداد دروس ومحاضرات مناسبة لأهل المدن والقرى النائية.
2. اختيار مجموعة من الدعاة تتكون من 3-5 لكل بعثة، ويصحبها داعية ممن له خبرة دعوية واجتماعية.
3. تركز البعثة في دروسها على التوحيد ومحاربة الشرك، واتباع السنة وترك الابتداع، ومعالجة الانحرافات القائمة، ومكافحة المنكرات الشائعة في تلك المنطقة.
4. وتهتم بتزكية النفس والمواعظ، وتحث على الطاعة وتعظيم حرمات الله وشعائره، وتزهد عن المعاصي والذنوب.
5. والبعثة تدعوا الناس إلى الخير بسمتها وفعلها قبل قولها؛ لتكون قدوة للمدعوين.
6. ترسل البعثات المتجهة إلى المناطق القريبة مساء الأربعاء ثم تعود مساء الجمعة بعد إلقاء درس بعد العصر. أما المناطق النائية فإن البعثة تغيب فيها أسبوعا أو أكثر.
7. تزود البعثة بمعلومات عن سكان المناطق التي تزورها، وعن عاداتهم وتقاليدهم، والأمراض المنتشرة فيهم؛ ليسهل عليهم فهم الواقع، ومواجهته بما يناسبه. ويفضل أن يكون في البعثة أحد أبناء القرية المزارة.
8. تصطحب البعثة بعض الهدايا والتحف لعلماء ووجهاء القرى التي تزورها، كما تصطحب بعض الأدوية، ويرافق البعثة داعية طبيب أو ممرض إن أمكن.
9. تتغلغل البعثة في السكان، وتخترق صفوفهم وتجالسهم في منتدياتهم، وتخاطبهم بلغتهم وعلى مستواهم؛ للوصول إلى ثقتهم ومن ثم التأثير عليهم، وتتصل البعثة بجميع شرائح المجتمع، وتخاطب كل شريحة منها بما يناسبها.
10. زيارة الخلاوي والمدارس، ومقابلة الأساتذة وتوجيههم، وإشعارهم بمسؤوليتهم، وإهداء الكتب والأشرطة لهم.
11. إجراء مسابقات بين الطلاب وتوزيع الجوائز على الفائزين، وإهداء السكاكر والحلوي لصغار الطلبة. ومقابلة الوالدين وتزويدهم ببعض الأفكار التربوية، وحثهم على التعاون مع الأساتذة في تربية الأولاد وتعليمهم.
12. الاتصال بالطلاب من أهل القرية في المدن، ومساعدة هؤلاء الطلبة وتوجيههم، والتعاون معهم في دعوة قريتهم.
13. الاعتناء بدعوة النساء، وحل مشاكلهن.
14. توعية الناس أثناء السفر في المواصلات العامة، وحبذا لو كان مع البعثة ميكروفون.
15. تتخذ البعثة المساجد مسكنا لها، وتعتمد على نفسها في النفقات، ولكن لا تمتنع عن ضيافة أهل القرية ودعوتهم إن عرض عليها ذلك.
16. تستخدم البعثة كل الوسائل والأساليب التي تقرب قلوب الناس إليهم كالدعاء لهم، والرقية على مرضاهم، وزيارتهم، وتعليمهم الأدعية والأذكار المشروعة، وإبداء محاسنهم، والثناء بها عليهم، والشكر لهم على صنائعهم المعروفة، والرفق بهم.
17. ومما يؤثر في العامة التدريس من الكتاب عند إلقاء الدروس والمحاضرات؛ لما للكتب من الهيبة في نفوس العامة.
18. تعقد البعثة لقاءات واجتماعات مع وجهاء القرى وعلماءها، يقدمون لهم فيها أسباب ودواعي زيارتهم، وأخبار الأمة والدعوة الإسلامية، والمشاكل والمحن التي يتعرض لها المسلمون وأسبابها والحلول المناسبة لها، كما ينبهونهم على مسؤوليتهم أمام الله وأمام أمتهم عن حماية دين الأمة ودنياها، ثم يطلبون منهم تقديم أخبار القرية، ويناقشون معهم في تنمية القرية من كل النواحي، ويختمون لقاءهم بتقديم النصائح والمقترحات لهم لإصلاح القرية وأهلها.
19. تهتم البعثة بتحسين علاقة شباب الصحوة في القرية بأهلها، وذلك عن طريق إزالة سوء التفاهم بينهم، وتوجيه الشباب على حسن التعامل مع المدعوين، وتقدير علماءهم، واحترام كبارهم، وعن طريق تحريض أهل القرية على الاستفادة من الدعاة وإن كانوا صغارا.
20. ومن مهام البعثات الدعوية توعية شباب الصحوة في المدن والقرى، ورفع معنوياتهم، وتحميسهم وبعث روح التنافس فيما بينهم، وربطهم بإخوانهم من الدعاة، والتنسيق معهم في المستقبل.
21. تتعرف البعثة على دعاة وأعيان القرى المزارة من العلماء والوجهاء، ؛ لكسب ثقتهم وإقناعهم بقبول الدعوة ومساندتها، وتنشئ معهم علاقات طيبة، وتتبادل معهم العناوين والهواتف؛ لضمان الاتصال بين الطرفين في المستقبل. ويطلبون منهم زيارة مكتب الدعوة إذا قدموا العاصمة؛ لاستضافتهم والاحتفاء بهم مما سيكون له أبلغ الأثر في مواقفهم من الدعوة والدعاة.
22. تهتم البعثة بدعوة العلماء التقليديين (من فيهم بعض البدع أو الشركيات)، وربطهم بالدعوة والدعاة، وتزورهم في منازلهم وتهدي لهم بعض الكتب والتحف؛ لكسب ثقتهم، وإقناعهم بقبول دعوة التوحيد والسنة ومساندتها.
23. تقدم البعثة تقريرا عن رحلتها الدعوية إلى المكتب المختص، وتركز في تقريرها على توصيف الأوضاع في المناطق التي تمت زيارتها، وعلى العقبات التي تعترض طريق الدعوة في تلك المناطق والفرص الدعوية المتاحة فيها. وتقدم أيضا الآراء والمقترحات التي يمكن الاستفادة منها في المجال الدعوي، وتبدي الخبرات المكتسبة من الرحلة، وتقدم أحسن الطرق للوصول إلى قلوب المدعوين في المناطق المزارة.
24. نشر أخبار الجولات الدعوية في الإذاعات والصحف، وإبراز نتائجها الإيجابية، وحث الناس على الاستفادة منها، وتشجيع طلبة العلم والدعاة على المشاركة فيها.
25. تقديم احتياجات أهل القرى الدعوية كبناء مسجد أو خلوة للأغنياء من أهل الخير.
26. اصطحاب كميات من الأشرطة المنتخبة والمناسبة لأهل القرى والأرياف وتوزيعها عليهم.
27. الاتصال بالدعاة في القرى المزارة قبل خروج القافلة؛ لينظموا المحاضرات والدروس واللقاآت قبل قدوم البعثة في البلدة.

 

الأفكار الدعوية
  • الأسرة
  • الأحياء والمساجد
  • الأفكار الموسمية
  • الانترنت
  • أفكار للمدارس
  • القرى والهجر
  • المستشفيات
  • المرأة المسلمة
  • دعوة الجاليات
  • أفكار متنوعة
  • الموظفين والتجار
  • دعوة الشباب
  • الشريط الإسلامي
  • الرئيسية