اطبع هذه الصفحة


بين امتحانين

أبو همس

 
امتحان الدنيا يخص فئة من الناس ، أما الآخرة فيشمل جميع الخلق .
امتحان الدنيا يشرف عليه البشر ويضعون أسئلته ، أما الآخرة فيشرف عليه ويقومه رب البشر .
في الدنيا الأسئلة مجهولة ، أما الآخرة فمادة اختبارها حسنات وسيئات ،
في الدنيا الاختبار في قاعة منورة مكيفة وبها كل ما يخدم الطالب ويحافظ على هدوء نفسيته ، وفي الآخرة فالشمس تدنو من رؤوس الخلائق وهم حفاة عراة .
الدنيا أسئلتها تحريرية ، والآخرة مشافهة أمام جبار السموات والأرض ليس بيننا وبينه ترجمان .
أسئلة الدنيا لنا خيار في أن نجيب عما نعرفه ونترك مالانعرفه ، أما الآخرة فالأسئلة تشمل " عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما علم " وجميعها سنجيب عنها دون خيارات أو ترك .
هناك فرص تعوض في الدنيا من امتحان بديل ، أو دور ثان ، أو سنة أخرى ، أما الآخرة فلا فرص وإنما نتيجة أبدية : جنة أو نار .
لا يعلم عن امتحان الدنيا إلا المقربون ، أم الآخرة فتعلن نتيجتها على رؤس الخلائق .
ينتهي امتحان الدنيا بالخروج من القاعة ، أما الآخرة فأمامنا صراط ، وكتاب يؤخذ بشمال أو يمين ، وجنة مفتحة الأبوب ـ بلغنا الله إياها ـ ونار تقاد بسبعون زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها ...

فيامن ترهبون امتحان الدنيا ... أين مساءلة النفوس ومحاسبتها للآخرة ؟ وماذا أعددتم لذلك اليوم العظيم الذي يبدأ اختباره من لحظات الاحتضار ، ثم سؤال الملكين ؟
فأعدوا للسؤال جواباً ، وللحساب عملاً ، قبل أن يتذكر المفرطون ويندم المقصرون .

( اختصاراً لمحاضرة بعنوان : امتحان ينسى وامتحان يخشى / للدكتور : عبد الرحمن السديس )
 

المعلم الداعية

  • أفكار للمدارس
  • المعلمة الداعية
  • الأنشطة الطلابية
  • رسائل للمعلمين
  • الطالب الداعية
  • الامتحانات
  • منوعات
  • الأفكار الدعوية
  • الرئيسية