اطبع هذه الصفحة


الشيخ ناصر العمر: يستنكر في تصريح (للإسلام اليوم)
 عملية تفجير مبنى الأمن بالرياض

موقع المسلم

 
استنكر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر عملية الهجوم التفجيرية التي استهدفت مبنى الأمن العام في العاصمة السعودية الرياض.

وأكد الشيخ ناصر (المشرف العام على موقع المسلم) في تصريح له عبر موقع (الإسلام اليوم) على أن هذه التفجيرات ليست من الجهاد في شيء، وأنها تخدم العدو خدمة مباشرة، وتعد من الإفساد في الأرض.

وأضاف أنه يجب الوقوف بحزم أمام هذه الهجمات الناجمة عن مخطط للمنفذين، مشيراً إلى تدرج عمليات التفجير بدءاً من الأمريكيين وغيرهم في الماضي، ثم رجال الأمن حول هؤلاء الأجانب، ووصولاً إلى استهداف فردي لرجال الأمن ومبنى الأمن العام.

وفيما يلي نص التصريح الخاص بالشيخ ناصر العمر:

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم حادث اليوم يختلف تماماً عن الحوادث السابقة، فقد بدأت الحوادث في الماضي بحجة استهداف الأمريكان ونحوهم، ثم تحولت إلى استهداف فردي لبعض رجال الأمن الذين يحولون بينهم وبين ما يريدون - كما يقولون - ثم استهدفت بعض رجال الأمن البعيدين عن الحدث كما حدث في حادثة القصيم "أم سدرة"، ثم كانت المفاجأة الأخيرة استهداف هذا المبنى الذي ذهب ضحيته أناس لا علاقة لهم بالأحداث، وكل هذا يؤكد على أن هذا مخطط يجب أن يوقف أمامه بحزم.

وسبق أن قلت قبل عدة أشهر: إن هذا من الإفساد في الأرض، والله لا يصلح عمل المفسدين، وأثنّي فأقول: إن هذا الحدث يخدم العدو خدمة مباشرة، وليس من الجهاد في شيء، وإنني أوَجِّه كلمة لهؤلاء الفاعلين - إن كانوا يسمعون - بأن يتقوا الله جل وعلا فالأمر عظيم وخطير، و(المؤمن لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، و(الإيمان قيّد الفتك) كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ (فلا يفتك مؤمن)، يقول _سبحانه_: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً" (النساء:93)، وقال _سبحانه_: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (المائدة:32)، وعندما قتل موسى – عليه السلام –نفساً كافرة ظالمة خطأً لم يرد قتلها، قال: "رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ" (القصص: من الآية16)، وقال: "هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ" (القصص: من الآية15)، وقال: "فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ" (الشعـراء: من الآية20)، فماذا يقول هؤلاء الذين يقتلون النفوس المعصومة؟!

من آثار تفجيرات اليوم

وأيضاً أوجه كلمة إلى من يُفهم منه التأييد لهؤلاء، أو أولئك الذين يبحثون عن مبررات لهم، نعم في البلد أخطاء، في البلد مشكلات، في البلد معاصٍ، لكن ليس هذا هو أسلوب الإصلاح، الفساد لا يعالج بالإفساد.

وبما أننا نستنكر هذا العمل، بل نعده جريمة وفساداً في الأرض، فيجب ألا نجامل في بيان حكمه إطلاقاً، ويجب أن يقف الجميع موقفاً واحداً ضد تلك الأعمال بغض النظر عمن وراءها، ولا ينبغي أن نشغل أنفسنا بمن يقف وراءها، فهي أعمال لا تخدم الإسلام في شيء، ولا تخدم هذا الدين، ولا تخدم هذا البلد، وإنما تخدم العدو خدمة مباشرة، فلذلك يجب أن تكون المواقف إزاء هذه الأفعال صريحة واضحة جلية، ولا لبس في استنكارها، وتأثيم الفاعلين، وبيان خطئهم، ومخالفتهم للشريعة، فضلاً عن أن تكون من الإصلاح في شيء، فضلاً عن أن تكون من الجهاد في سبيل الله، والله المستعان.

أسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

قاله وكتبه
ناصر بن سليمان العمر
مساء الأربعاء 2/3/1425هـ

 

حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية