اطبع هذه الصفحة


أيُ جُـرمٍ اقترفَتـهُ الرِيـاضُ يَـا مجـرمون..?!

 محمد يوسف المليفي .... ابو عمر .

 
لم أعتد ان اكتب مقالاً يوم الجمعة .. ولكن الاحداث تـتــرى والحدثُ الأخير كان جللاً ومصاباً عظيماً, ولم تُــــطق نفسي أن أتأخر في الحديث عن هذا المصاب الجلل .. وهو مصابٌ ليس لأن القتلى عشرةُ أشخاص أو أن المصابين أكثر من مئة وخمسين .. ولا حتى لأن المبنى مزق شر تمزيق .. ولكنه مصابٌ لان من فعله يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً..!

عجباً .. ففي الوقت الذي يمزق الفلسطينيون شر تمزيق .. وتغتال الصهاينة رموز الأمة هناك بكل صلف واستهتار .. لا نرى من أولئك الذين يجيدون فن التفخيخ والتفجير والانفجار سيارة مفخخة في تل ابيب أو عند الكنيست الاسرائيلي .. ولكننا نرى ثمار عنفهم يغتال أمــن الرياض وما حولها وتزهق أرواح ابناء عمومتهم من المسلمين ويسلم من بارودهم اليهود..!

ألم يسمع هؤلاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم (عن عائشة, زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ وَمَا لاَ يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ)

ومما جاء بنفس المعنى ايضا في مسند الامام احمد عن علي بن ابي طالب, رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ) .. ولو كان العنف خيرا لأعطى الله عليه الخير وفتح به على أهله والقائمون به.. ولكن لأنه باب شر والشر لا يولد الا الشر .. فنجد ان الحديث الصحيح الآخر يأتي موضحاً أكثر .. فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الايمان قيد الفتك .. لا يفتك مؤمن) !

ربما يقفز احدهم قائلاً .. وماذا تقول في قوله صلى الله عليه وسلم بالحديث الصحيح (( جئتكم بالذبح?! )) !? أليس هذا عنفاً وفتكاً..?! فنقول هلا سألت نفسك من كان يخاطب رسول الله?! ولمن كان يوجه حديثه ونذيره?!
تعالوا معاً لنقرأ كيف جاءت (( جئتكم بالذبح?! )) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: ما رأيت كفار قريش أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوماً ائتمروا به وهم جلوس في ظــــل الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام.

فقام اليه عقبة بن ابي معيط فجعل رداءه في عنق الرسول ثم جذبه حتى سقط على ركبتيه الشريفتين وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول. فأقبل أبو بكر رضي الله عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه ويقول (( أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ)) ؟ ثــم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم, حتى اذا كان الغد اجتمعوا في الحجر, فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قـــط, سفه احلامنا, وشتم آباءنا وعاب ديننا, وفرق جماعتنا, وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم, يقول الراوي: فبـــيــنما هم في ذلك إذ طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقــبل يمشي حتى استقبل الركن ثم مـرّ بهـــم طائفاً بالبيت ، فلما مـــر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال: فغضب الرسول فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى ، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مرّ بهم الثالثة فغمزوه بمثلها, فقال صلى الله عليه وسلم ( اتسمعون يا معشر قريش? أما والذي نفس محمد بيده, لقد جئتكم بالذبح ) فأرعبت القوم كلمته فصاروا وكأن على رؤوسهم الطير من الرعب وقالوا له: انصرف يا أبا القاسم, انصرف راشداً فوالله , ما كنت جهولاً .. فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركهم..!

اذن القضية ليست على اطلاقها ولم يوجهها الرسول يوماً لأهل القبلة والمسلمين.. بل وجهها للكفار الذين يأتمرون به ولم يوجهها للمسلمين بل ان ما وجهه للمسلمين نقيض ذلك تماماً فها هو يقول في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي والنسائي ( لـزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم, ولا يزال المسلم في فسحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً ) بل ان مما رواه البخاري ومسلم ان اسامة بن زيد رضي الله عنه قال : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَرِيَّةٍ َ فَاَدْرَكْتُ رَجُلاً فَقَالَ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ ‏.‏ فَطَعَنْـتـُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ اَقَالَ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ وَقَتـــَلـــْتَـــهُ ‏"‏ ‏.‏ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السلاحِ قَالَ ‏"‏ اَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ اَقَالَهَا اَمْ لاَ ‏" ‏.‏ فَمَازَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَىَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ اَنِّي لم أدخل الإسلام إلا يَوْمَئِذٍ ‏..!‏

معاشـــــر الســـــادة النبـــــلاء
قامت الموسوعة الفقهية التابعة لوزارة الاوقاف في الكويت تحت باب ( قتـل ) بـتـفصيل من يجوز القتل في حقهم ومن لا يجوز ومن اراد الاستفادة والاستفاضة في هذا الباب فليراجع الموسوعة الفقهية.

ولا يسعنا الا ان نردد كما ردد سيدنا ابراهيم عليه السلام ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِــرِ ).. ونقول لأولئك الذين سلم منهم اليهود ولم تسلم منهم دماء أهل القبلة يقول تعالى ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُـــونَ أَلا إِنَّهُمْ هُـــمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُـــرُونَ ) اللهم احفظ الرياض وما حولها.. واحفظ المسلمين من أنفسهم ومن يكيد بهم من اليهود والنصارى وساء أولئك رفيقا..! .. آمين.

 

حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية