اطبع هذه الصفحة


يامتجرئاً عى الدماء ..أما أيقنت بشناعة فعلك ؟ (2)

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
@adelalmhlawi


بسم الله الرحمن الرحيم

" الجزء الثاني "

يامتجرئاً عى الدماء ..أما أيقنت بشناعة فعلك ؟ (1)


تأمل في أقوال بعض علماء المسلمين في التحذير من التكفير .

يقول العالم الرباني الملا علي :
(قال علماؤنا:
إذا وُجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ، ووجه واحد إلى إبقائه ع إسلامه ، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعمل بذلك الوجه)
واﻷقوال في هذا أكثر من أن تُذكر .
فهلا تورعتم عن إطلاق الكفر على المسلمين .
فاقرأ - يابني - قليلا واجعل للقائلين بحرمة الدماء نصيبا من الصواب - مع أن الصواب كل الصواب معهم - لأن أقوالهم مؤيدة بالشرع أما أنت فليس لك لا تأويلات مردودة بأقوال نبيك عليه الصلاة والسلام وعلماء اﻷمة فاﻷمر - يابني - خطير .

يامتجرئاً على الدماء
إن حال الخوارج - التي تلك صفاتهم وقد تلبس الغلاة بكثير منها - خطير ومآلهم بوار ، حتى أن أهل العلم اختلفوا في تكفيرهم مع اتفاقهم على ضلالهم ووجوب قتالهم وإليك هذا النقل :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 28/518 ) :
فَإِنَّ الْأُمَّةَ مُتَّفِقُونَ عَلَى ذَمِّ الْخَوَارِجِ وَتَضْلِيلِهِمْ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي تَكْفِيرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ فِي مَذْهَبِ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَفِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ أَيْضًا نِزَاعٌ فِي كُفْرِهِمْ . وَلِهَذَا كَانَ فِيهِمْ وَجْهَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْأُولَى : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ بُغَاةٌ . وَالثَّانِي : أَنَّهُمْ كُفَّارٌ كَالْمُرْتَدِّينَ ، يَجُوزُ قَتْلُهُمْ ابْتِدَاءً ، وَقَتْلُ أَسِيرِهِمْ ، وَاتِّبَاعُ مُدْبِرِهِمْ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ اُسْتُتِيبَ كَالْمُرْتَدِّ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ .ا.هـ.

فهل علمت خطر اﻷمر !؟
يامتجرئاً على الدماء
إن دين الله لا يكون أبدا باﻹفساد في اﻷرض ، وأي فساد أعظم من قتل مصلين راكعين ساجدين . أخاطب - هنا - فيك عقلك :
كيف سيطيب للمسلمين بعد فعلتك الشنيعة أن يأمنوا في الذهاب لمساجدهم وهم يرون التهديد لحياتهم .
بل والله كنت في مناسبة فقال من كان بجانبي صرت أخاف إذا ذهبت لصلاة الجمعة .
فأي جرم قد ارتكبت !
وأي صد عن سبيل الله قد فعلت !
وهل دينٌ شرعه الله يكون بهذه الصورة !
سبحانك هذا بهتان عظيم .
يامتجرئاً على الدماء
أذكر لي عالما واحدا معتبرا شهدت له اﻷمة باﻹمامة في الدين قد صوّب عملكم وصحّح مسلككم .
والله لن تجد ، وهنا أقول عالما ودعك من أبي فلان وغيرهم ممن لا يعرف له قدم صدق في العلم ولا إجماع على إمامة فيه .
فهل يعقل - يابني - أن يجمع الله علماء الأمة كلهم على ضلالة ويجعلك أنت وعالمك " أبو فلان المجهول " المصيبين !
وهل يجتمع علماء اﻷمة كلها على الخيانة وأنهم موالون للظلمة وأهل هوى وشهوات وطلاب دنيا ومناصب !
فهل يرتضي الله ﻷتباع شريعته أن ينساقوا كلهم خلف أهل ضلال !؟
أي نهجه أملاه عليك عقلك وأي تفكيرك قادك لتضليل كل علماء أمتك !
فحكّم عقلك قليلا .
وعد معي - مرة أخرى - إلى تاريخ الخوارج فستجد أن أول شبههم أن ولي اﻷمر قد أخطأ وتجاوز الحدود فتجرؤا على الخروج عليه واستباحوا دماء المسلمين وشقوا عصا الطاعة وأحدثوا الفوضى في بلاد المسلمين..
فما الفرق بينك وبينهم !
يامتجرئاً على الدماء وساعيا في الفوضى
إن ضعف اﻷمة وهوانها هذه اﻷيام لا يبيح لك القفز على النصوص وتعدي قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء اﻷمة التي أمرنا الله بالرجوع إليهم .
وقد جائت النصوص بالصبر ولزوم الجماعة ، وارجع إلى تاريخ اﻷمة لترى كيف تعامل العلماء مع هذه الحقبات من التاريخ ، وانظر في المقابل ما أحدثه من صنعت مثيل صنيعة من الخلل والفساد والقتل والفوضى لتعلم أي الطريقين سلكت .

يامتجرئاً على الدماء
قل بربك ماهو حال أمك وأبيك وقرابتك وهم يرون أشلائك تتطاير لتقتل المسلمين ، وكيف هو حالهم بعدك !
هل هذا من الصحبة بالمعروف التي أمرك الله بها - خصوصا وأنت على غير هدى - بإجماع أهل عصرك .
لا تقل أني في جهاد وتضحيات ، فهل الجهاد أن تقتل المصلين والركع السجود !؟

يامتجرئا على الدماء
هلا سألت نفسك لماذا قادتك ومنظروا تنظيمك لا يقصدون لا بلاد الحرمين ، أما سألت نفسك مرة لماذا قصدوها دون سواها ؟
ولا يُعرف - لو عرفت - بلادا تحكم بشرع الله في عصرنا مثلها ، ولا يغرك تشويهات المغرضين وسافر هنا وهناك لترى صدق ما أقول لك .
أمرا آخر متعلق بهذه النقطة
تخيل لو عمت الفوضى في هذه البلاد كيف سيكون حال الحج والعمرة ، وهل سيأمن الناس في تأدية هذين النسكين ؟
فقليلا من العقل وقليلا من التأمل ، وقليلا من بعد النظر والملات فيما أنت عليه .

أخيرا
اعلم - يابني - أن كل من سلك طريقا مخالفا فيه الشرع فإن سعيه خائب وعلمه في بوار فقد أخبرنا من وصف لنا وصفهم وآمنا به أنه لن تقوم لهذه الطائفة قائمة ولن ينجح لهم عمل يقول صلى الله عليه وسلم :
" ينشأُ نشءٌ يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهم كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ ، قالَ ابنُ عمرَ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول :ُ كلَّما خرجَ قرنٌ قُطِعَ أكثرَ من عشرينَ مرَّةً حتَّى يخرجَ في عِرَاضِهِمُ الدَّجَّا ل" والحديث في صحيح ابن ماجه .
فالبدار البدارللتوبة من هذا الطريق .
ووالله لن ينفعك أبو فلان المجهول ولا صاحبك الحديث عهد باستقامة وضحالة العلم بإنعدامه .
وتأمل هذا الحديث الذي تنخلع له القلوب ،
يقولُ عليه الصلاة والسلام : " يجئُ المقتولُ يومَ القيامةِ آخِذًا رأسَه إما قال بشمالِه وإما بيمينِه تَشْخُبُ أَوْداجُه في قِبَلِ عرشِ الرحمنِ تبارك وتعالى يقولُ : ياربِّ سَلْ هذا فيمَ قتَلني " مسند أحمد .
فاﻷمر - وربي - خطير جد خطير ، فعد إلى صوابك ورشدك فالرجوع للحق خيرا من التمادي في الباطل .
اللهم اهدنا للحق ، وأرنا طريق الرشاد .


كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي.
حساب تويتر @adelalmhlawi

 

وقفه مع الأحداث
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية