اطبع هذه الصفحة


نداء : يا صاح .. ألق السلاح

 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إنها نعمة لم يدرك قيمتها بعد ، ( نعمة الأمن ) ولم نفقدها بعد كليا انما هي ما يشبه فقدان بعض أجزاء هذه النعمة - نسأل الله العلي القدير ان يديم نعمة الأمن لهذه البلاد المباركة وسائر بلاد المسلمين.
أخوكم في الله - من الصومال - مقيم في المملكة الحبيبة منذ الحرب الأهلية هناك ، وأحب أن أنبه الإخوة المنخرطين في أعمال التخريب في المملكة إلى ما يلي :
1) مثلي يعرف نعمة الأمن ، حيث لم أرى أبي مدة تزيد على 9 سنوات نتيجة فقدان الأمن ، وتوفت أمي - رحمها الله - وأنا لم ارها مدة تقارب السنتان ، ونحن احد عشر إخوة وأخوات مشتتين في العالم ، بعضنا لم ير البعض ما يقارب 14 عاما - والله المستعان ، دعك عن الأخوال والخالات ، والأعمام والعمات ، كل هذا نتيجة فقدان الأمن الذي أنت بصدد السعي إلى تدميره وتخريبه بحجة وشبهة واهيتين.

2) مثلنا يتمنى الحصول على اليسير من الأمن والاستقرار، حيث عانينا ما يضيق المقام في ذكره من ويلات الحرب الأهلية الطاحنة التي أكلت الأخضر واليابس، شردنا من ديارنا والتحفنا السماء وافترشنا الأرض، عانينا الأمراض والأوبئة – عافاكم الله – مئات الآلاف من مسلمي الصومال ماتوا جوعا ومرضا ، ومئات آلاف آخرين ماتوا تحت وطأة القصف والنيران الرشاشة، وكل هذا نتيجة فقدان الأمن !!!! هربنا إلى بلاد الكفر فرارا بأنفسنا !! وهناك استغلت حاجتنا الماسة إلى الدواء والكساء والغذاء فسعى الكفار المتربصون الموقدون شر نار الفتنة ، سعوا إلى تنصيرنا و تهويدنا ، وهنا وقعت أعظم كارثة !!! فلا دين بقي ولا أمن فإلى الله تعالى المشتكى .

3) مثلي يعرف نعمة الأمن، مثلي الذي بلغت به المأساة مبلغا جعله يتمنى حاكما ولو جائرا يسلب بعض الحقوق ويترك بعضها ، بدلا من فقدان كل شيئ ، مع اننا نحسن الظن بربنا ونرجو منه تعالى كل خير ، ( واسألوا الله من فضله ).
أرجو من الإخوة المفجرين ان يعقلوا ويتربصوا ويمعنوا النظر ما يحصل لإخوانهم في الصومال وأفغانستان والعراق من فقدان الأمن ويعتبروا بها .
ودعني أكون صريحا معكم أكثر : فإن أفغانستان غزاها عدو ملحد يطمع في خيراتها ، وكذالك فلسطين ، والعراق مؤخرا غزاه بل واحتله عدو غاشم طمعا في خيراته ومحوا لدينه ،،،، أما الصومال : فغير ذلك ، الذي جعل وضع الصومال كما ترى هو : شاب مثلك حمل السلاح !!! ولكنه لا يدري في وجه من حمل السلاح ؟ ولماذا حمل السلاح ؟!!! وما عسى ان ينتج من حمله للسلاح بهذه الطريقة الهمجية اللامنهجية ؟!
انه طيش الشباب الملتزم التزاما أجوفا !!! ادخله إتباعه لهواه في حفرة مظلمة ان اخرج يده لم يكد يراها ،،

أيها الشباب : ان ما تفعلونه الآن في بلدكم لا يأتي بخير البتة!!!! بل سيجعل المملكة صومال ثان !!!!! - لا قدر الله – ونحن أبناء صومال الأمة الأول الذي خاض تجربة حمل السلاح الهمجي !!! فالأمة ليست بحاجة إلى صومال آخر ، بل مساعدة الصومال ليكون كالمملكة ... لا ... العكس .
انا متأكد من انه لا احد من هؤلاء يرضى ان تسلب حقوقه وينتهك عرضه ويشرد من بيته فينزح إلى بلاد الكفر وبالتالي ينّصر أبناؤه وإخوانه الصغار !!! بالله عليكم من منكم مستعد ان يكون مصيره هكذا ؟؟!!
ثم ان الصومال لم تأته قارعة من السماء !! ولم تأته ريح صرصر عاتية !! ولكن : انعدام للأمن .... وإطلاق نار هنا وهناك ... ثم مجموعات مسلحة غير معروفة الأهداف ....ثم هجمات كبيرة ومواجهات دامية ... وأخيرا دمار شامل ونزوح كامل وهدم وخراب وفقدان كل شيئ في الحياة .... وليس الأمن فقط !!! وهنا وجد أعداء الله ضالتهم على طبق من ذهب .. وجدوا الصومال لقمة سائغة ... وجدوها مسرحا للحروب القبلية الجاهلية ، حيث باتت القبائل تجنح لموالاة دول أجنبية مما سهل لهم مآربهم التنصيرية والتهويدية !!! حتى أصبح هناك حزب شيعي !!! في الصومال ! ولأول مرة !! والله المستعان . أنت لا تتخيل ان عواقب أعمالك هذه وخيمة إلى هذه الدرجة .

وأخيرا أقول – معتذرا عن الإطالة - الهدم سهل ولا يستغرق وقتا طويلا ، وبالمقابل البناء صعب ومعقد يستغرق وقتا طويلا ويحصد أموالا وربما أرواحا .
واني أتحدث معكم عن تجربة الصومال مع الهدم، الصومال الذي وحتى هذه اللحظة لم تقم له قائمة !!! لم يستطع لملمة جراحه الغائرة ، ورغم المحاولات الكاذبة منها والصادقة !!!

فيا أيها الإخوة المخطئون : قفوا قليلا .. وأسألوا أنفسكم : من أولى بالتفجير :
شـــارون ؟؟؟!!! وبوش؟؟؟ وبوتين ؟؟؟!!! أم أهلك في بلاد الحرمين ؟؟؟!!! حرسها الله ، أجننتم أيها الناس ؟ أسلم منكم بوش وشارون ولم يسلم منكم إخوانكم المسلمون ؟؟؟ فتوبوا إلى الله تعالى ... وأبشركم .. بأن الله تعالى سيفرح بتوبتكم ..
اللهم تب علينا جميعا .. ولا تشمت بنا الأعداء .. وألف بين قلوبنا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم... والسلام عليكم ورحمة الله


أخوكم من الصومال

 

حول التفجيرات
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية