اطبع هذه الصفحة


صور من جناية أعضاء تنظيم القاعدة على الإسلام والمسلمين..ودولة التوحيد!

خالد الحاني

 
ضمن الله عز وجل لهذه الأمة ألا يسلط عليها عدوا من غيرها فيستبيح بيضتها..ويقطع شأفتها..
قال صلى الله عليه وسلم:

"سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة:
سألته ألا يسلط على أمتي عدوا من غيرها يستبيح بيضتها فأعطانيها
وألا يهلك بسنة عامة فأعطانيها
وسألته ألا يجعل بأسها بينها فمنعنيها"


والمتأمل في أحوال الأمة منذ غزوة أحد إلى يومنا هذا..يجد أن أشد النكبات..وأشنع الأزمات.. التي حلت بها.. كانت الشرارة الأولى منها من داخلها..ومن بعض أبنائها..
ففي غزوة أحد تبدل نصرها الكبير..لما عصى بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وأول وأشنع جريمة في حق خليفة راشد..كانت من بعض أبناء المسلمين..
وأشنع الفتن والثورات التي استنزفت خيرات الأمة..ومقدراتها وأشغلت رجالاتها كانت من داخلها..

فالخوارج..والرافضة والقرامطة..والزنج..والحجاج..وابن الأشعث..وابن العلقمي..
أسماء لفرق..أو أشخاص..ينتسبون إلى الإسلام..سواء كان هذا الانتساب حقيقا..أو مجرد نسب مولد..واندساس..
والويلات التي جرها هؤلاء على الإسلام..والمسلمين تنوء بحملها الأسفار..وتئن من فظاعتها كواهل الأحرار..

واليوم يتعرض الإسلام والمسلمون لهجمة شرسة..ما عرف التاريخ لها مثيلا..
يجسدها قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.
فقال قائل:
ومن قلة نحن يومئذ ؟
قال:
بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل "


والمتسبب في هذا التداعي من الأمم الكافرة..والمغري به..فرقتان..تنتسبان كلتاهما إلى الإسلام.. وتزعمان الغيرة عليه.. والذب عنه.!
وهما فرقتان تقعان بين طرف..ونقيض..
فالأولى تمثل أعلى درجات الإفراط..!
والأخرى تمثل أقصى درجات التفريط..!
وكلاهما كان ظهرا عبرت الأمم الكافرة عليه.. فتسلطوا على المسلمين..ليسوموهم سوء العذاب..
لكنّ العبور من بوابة الفرقة الأولى كان نتاج غفلة..وسفه..وعجب بالنفس..واستبداد بالرأي..
بينما العبور من بوابة الفرقة الثانية عن علم..وقصد..وترصد..واهتبال فرص سنحت..كان مبعثها اندفاع..وحماس..وجهل الفرقة الأولى..

فالفرقة الأول وهم أعضاء تنظيم القاعدة قاموا من منطلق الغيرة على الإسلام..وبغض النصارى..والغيظ منهم..لجرائمهم ضد المسلمين..بشكل مباشر أو بدعم مادي أو لوجستي قاموا بتفجيرات استهدفت بعض تجمعات النصارى..ابتداء بتفجير الرياض ونيروبي.. ثم قاصمة الظهر إسقاط برجي التجارة العالميين..
عندها تفجر الحقد النصراني المتربص..وأطل النفاق برأسه القبيح..من المستنقع الآسن الذي لا ينمو..ويترعرع إلا فيه..
تقاطعت مصالح الصليب مع شهوات المنافقين.. فعملوا كثنائي عدوه الأوحد الإسلام وأبنائه..
ولك أن تتخيل حال المسلمين.. وقد تسلط عليهم ثلاثة أعداء:
عدوّان من الداخل..وعدو متربص من الخارج..
فالحقد النصراني بكل موروثاته البغيضة الذي تمثله أمريكا بجبروتها..وطغيانها..وكبريائها التي جعلت العالم كله أمام خيارين:
إما أن تكون معي.. وإلا فأنت ضدي..
ولم يجرؤ أحد ـ خصوصا المسلمين ـ على معارضتها..أو مخالفتها.. لقوتها أولا.. ولقوة مبرر فعلها..ـ عندهم ـ لجلل ما حل بها ثانيا..
ولوجود دعم لا محدود لها من المنافقين حليفها الرئيس في بلاد المسلمين..

ولأن كثيرا من قيادات المسلمين إذا لم تكن جميعها تسنم فيها المنافقون مواقع السلطة المباشرة..
أو لهم اليد الطولى في صنع القرار..فقد استطاعوا تجيير حدث تفجير البرجين لصالحهم.. فأخضعوا دولهم وقياداتهم لأمريكا..وجعلوهم طوع بنانها..!

وكما هو جلي..فما بعث هذه الأحقاد الصليبية..والكوامن السلولية..إلا تهور..واندفاع أعضاء تنظيم القاعدة الذي لم يتوقف عند برجي التجارة..وإنما طال حتى دولة الحرمين حاضنة الإسلام..وموئله..
فكان من الطبيعي اتحاد المواقف بين جميع الطوائف..وإخضاع جميع القيادات تحت مظلة حرب الإرهاب..والإرهابيين كما هو ظاهرة..
بينما باطنه وحقيقته حرب الإسلام والمسلمين..وتجفيف منابع الدين..وتحجيم انتشاره.. وبتر كل المشروعات القائمة على الدعوة له..وإعانة أبنائه المعوزين..وسد فاقتهم حتى لا يفتنوا عن دينهم..ويدخل عليهم من باب الحاجة..

تقاطعت المصالح..وتوحد الفرقاء..واستغلت الأحداث..وهدفهم الأوحد هم أبناء السنة والجماعة..
فكان ماذا..؟
1- دولة إسلامية فتية في أفغانستان يتم إسقاطها بالتواطؤ مع عدو قديم له باع طويل في الخيانات وهم الرافضة..

2- عمل دائب على تجفيف منابع الإسلام وإيقاف انتشاره من خلال إيقاف الجمعيات الخيرية وإغلاقها..والتضييق على العاملين فيها والزج بها في المعتقلين بتهمة تغذية وعون الإرهاب

3- محاربة دولة التوحيد والضغط عليها وتهديدها..وإرغامها على التعاون المطلق باعتبارها حامية الإسلام..وحاضنته والعاملة على نشره.. والداعمة له ولأهله.. ولأن كثيرا من أعضاء تنظيم القاعدة ينتسبون إليها ومن أبنائها..
وباعتبارها ممن ذاقت ويلات تنظيم القاعدة واكتوت بناره..
فأجبرت لكل هذه الاعتبارات على إغلاق بعض المؤسسات الخيرية.. وشُنت حملة شعواء ضد مناهجها الدينية..فحذف وتغيّر بعض أبواب العقيدة..
وانبرى المنافقون عبر وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها بالكامل يكيدون للإسلام والمسلمين تحت شعار الغيرة على الدولة وحمايتها..وتحت شعار الوطنية متذرعين بأنهم وحدهم ممن لم تتلطخ أيدهم بتفجير أو إرهاب..
بينما غيرهم ممن يحملون فكرا معينا فجروا وقتلوا وروّعوا..
ودندن المنافقون طويلا على أن كل مظهر ديني فهو مشروع إرهاب وترهيب..
يجب تجفيف منابعه..وتحجيم دوره وإقصائه عن الساحة السياسية والاجتماعية.. مستمدين أمثلتهم..وأدلتهم من فعل أولئك السفهاء الذين تجنوا على الإسلام والمسلمين بما يعتقدون أنه جهادا ونصرة..

4- زج بكثير من أبناء التوحيد في السجون والمعتقلات وذاقوا فيها المرارة وتجرعوا الحسرة..وبعضهم تهمته الوحيدة مظهره المتدين..!

5- جهود جبارة..وأموال طائلة تضيع وتنفق في حراسة وحماية منشاءات الدولة ومبانيها..ومصالحها..ورجالها..

6- تنفير الناس من الدين والمتدينين..وتصوريهم على أنهم سافكي دماء..ومحبي تخريب..

فيا لله كم تجنى هؤلاء القوم بجهلهم..وقلة علمهم..وإعجابهم برأيهم..وحماسهم.. واستخفافهم بالعلماء..كم جنوا على الإسلام والمسلمين...

فكم من دم سفك..!
وكم من عرض انتهك..!
وكم من مصلحة عُطلت..!
وكم من مشروع خيري ألغي..!
وكم من دعوة خير وئدت..!
وكم من أموال أهدرت..!
وكم من جهود استنزفت..!
كل هذا تحت ما يمسى حرب الإرهاب الذي هو نتاج حماقة واندفاع أعضاء تنظيم القاعدة..
والله المستعان..

 

وقفه مع الأحداث
  • بيانات
  • مقالات
  • شبهات وردود
  • أحكام التكفير
  • حقوق الوالي
  • كتب وبحوث
  • مبادرة العفو
  • الصفحة الرئيسية