اطبع هذه الصفحة


برنامج جيل المستقبل واقعه وأهدافُه وطموحاته

 
لا يخفى أنّ الفرد في الإسلام هو الخليّة الحيّة التي يقوم عليها نَسيج المجتمع ، فإذا كان بناءُ الفرد سليماً رُجِيَ للمجتمع الخيرُ والسواء ، وإذا كان بناءُ الفرد مختلاًّ لم يتوقّع للمجتمع غير ذلك .. ومن هنا فإنّ الفرد في الإسلام هو نقطة البدء لإصلاح المجتمعات ونهضة الأمم ..

ومهما قيل من تأثير البيئة في الفرد ـ وهي المجتمع بمختلف قواه ومؤثّراته ـ فإنّ الفرد بما يَملك من قُوّة الإرادة ، والقدرة على التغْيير في نفسه يملك القدرة على مقاومة التأثير أوّلاً ، ثمّ يملك القدرة على التأثير فيمن حوله من أسرته ثَانياً ، وفي مجتمعه ثالثاً ..

والفرد الذي تُعطّل طاقاته ، وتُشَلّ فاعليّته ، تتعطّلُ طاقات المجتمع معه ، وتُشَلّ فاعليّته .. لا ينفكّ هذا الأمر عن ذاك .. ومنْ هنا فإنّ جهودَ الإصلاحِ في أيّ مجتمع ، وخطط النهضة والتنمية لابدّ أن تبدأَ من بناء الفرد ، وما تتطلّبه حياته من ضرورات وحاجات وتحسينات ، بما يتوافق مع مصالح الجماعة ، ولا يتعارض ..

وهذا لا يعني أن نترك الفرد وحده ، يصارع التيّارات المحيطة به وتصارعه ، فلابدّ أن يخصّ بالرعاية ، منذ نشأته الأولى ، وهي مرحلة الطفولة ، وفي محضن الأسرة ، والأسرة في الإسلام هي الوحدة الطبيعيّة ، والخليّة الحيّة لحضانة الطفولة ورعايتها ، وبناء المجتَمع وتَكوينه ، ولا مثيل لهَا في ذلك ، ولا بديلَ عنها .. إلاّ أن يكون الأطفال بلا أسر ولا رعاية ..

وظاهرة الأطفال بلا أسر .. عالم آخر من شقاء الإنسانية وعذابها العاجل ، وفساد أمرها عندما تحيد عن منهج الله وهديه ، إنه مفتاح الجريمة .. كل جريمة بشتّى ألوانها القاتمة ، وطيوفها الآثمة ، ومن آثارها : الحقد على المجتمع ، والتفكير بالإنتقام منه بكل الوسائل والأساليب .. ومظاهر العنف والإرهاب والإفساد في الأرض ..

هذه مقدّمة موجزة ممهّدة ، تعكس ضرورة التوجّه إلى الاهتمام برعاية الأسرة والأطفال ، وبخاصّة في هذا العصر ، الذي تواجه فيه الأمّة الإسلاميّة هجمة شرسة من أعدائها على كلّ صعيد ، لتغييب وعيها ، وإفقادها هويّتها وانتماءها .. وتتركّز الجهود على فئة الناشئة والشباب ، لأنهم رجال الغد ، وبناة المستقبل ..

وهذا التوجّه هو الذي قام عليه ولأجله برنامج جيل المستقبل ، ويسعى لتفعيله من خلال أنشطته وبرامجه ، فرسالة البرنامج تربوية ترفيهيه هادفة تقوم على الأصالة في المنهج ، والمعاصرة في الأساليب والوسائل ، مع الشموليّة في التصوّر ، والواقعيّة في الطرح ، وغايتها الإسهام في إعداد جيل واعٍ ، سليم التكوين والبناء ، قادر على تحمّل المسئوليّة .

ـ أهداف البرنامج ومجالاته التي يغطّيها ووسائله :

أ ـ تتجلّى أهمّ أهداف البرنامج العامّة في النقاط التالية :

1 ـ بناء الأطفال بناءً سويّاً ، وفق منهج شموليّ ، وبرامج محدّدة .

2 ـ تربية الروح الجماعيّة لدى الأطفال ، وتنمية قدراتهم ومواهبهم ، ومساعدتهم على التكيّف الاجتماعيّ ، والمساهمة الإيجابيّة البنّاءة .

3 ـ رفع مستوى الأطفال الفكريّ والتربويّ ، وتنشيطهم على التعلّم والبحث والإبداع .

4 ـ بثّ الوعي التربويّ بين الآباء والأمّهات ، وتصحيح بعض المفاهيم التربويّة للآباء والأمّهات ، وتنشيط العلاقات الأسريّة وتنميتها وتجديدها

5 ـ تحقيق التواصل بيْن الآباء والأمّهات ، والعلماء والمختصّين ، وتقريب المفاهيم التربويّة ، وتقديم الخبرات التربويّة وتطويرها .

6 ـ تحقيق التعاون مع المؤسّسات التربويّة القائمة ، بما يخدم أهداف البرنامج وطموحاته .

ـ وأمّا المجالات التي يغطّيها البرنامج فتتجلّى من خلال هذه الأهداف في النقاط التالية :

1 ـ عَالَمُ الطفُولة وما يدور حولها ، ويتّصل بها .

2 ـ علاقات الأسرة فيما يتّصل بتربية الأطفال ورعايتهم .

3 ـ المؤسّسات الرسميّة والخيرية المسئولة عن التربية والمهتمّة بها .

ـ وأمّا الوسائل التي يعتمدها البرنامج لتحقيق أهدافه ، فتتمثّل فيما يلي :

1 ـ دراسة ظروف الأطفال ومشكلاتهم واحتياجاتهم في مجتمعنا على وجه الخصوص .

2 ـ دراسة خصائص المراحل العمرية واحتياجاتها ، وما يميّز كلّ مرحلة من الناحية العمليّة .

3 ـ التركيز والتخصّص في مجال خدمة الأطفال ، من مرحلة الجنين إلى مرحلة الطفولة المتأخّرة ، والاهتمام بالمرحلة الابتدائيّة على وجه الخصوص .

4 ـ التعاون مع المختصّين لتطوير البرامج وتقويمها ، ووضع آليّة القياس والتقويم للتأكّد من مدى نجاحها ، وتحقيقها لأهدافها .

ـ وأمّا آثار هذا البرنامج ومنجزاته ، فيمكن إيجازها في النقاط التالية :

لقد أحدث هذا البرنامج على المستوى النظَريّ صحوة تربويّة بيْن الأسر والمعنيّين بالتربية ، وتوجّهاً واضحاً نحو الاهتمام بالطفولة ، والحرص على القيام بحقّها منذ مرحلة الطفولَة المبكّرة ، بل ومنذ المرحلة الجنينيّة ، وقد تجلّى ذلك في كتابات علميّة متخصّصة ، وكتابات شرعيّة تأصيليّة ، وكتابات فكريّة عامّة ، لا تخلو من فائدةٍ ، وإن كان هذا التوجّه يحتاج إلى مزيدٍ من الاهتمام والرعاية ، والامتداد في آفاق المجتمع ومختلف فئاته ، مع العمق والترسيخ .

وأمّا إنجازات البرنامج على المستوى العمليّ فأهمّها :

1 ـ المحاضرات التربويّة والسلوكية ، والمحاضرات النفسيّة المتخصّصة ، والندوات والملتقيات الحواريّة المختلفة .

2 ـ الدورات التربويّة للآباء والأمهات ، والدورات السلوكية للناشئة .

3 ـ البرنامج الترفيهي التربوي للأطفال بصحبة الآباء والأمّهات ، ومشاركتهم في بعض الفقرات .

4 ـ إصدارات البرنامج العلميّة ، والإعلاميّة التوعويّة ، المقروءة والمسموعة والمرئيّة ، وقد لاقت القبول والاستحسان لدى المختصّين ومختلف شرائح المجتمع ، وسدّت حاجة قائمة .

5 ـ المشاركة الفعّالة في معارض وسائل الدعوة ، التي أقامتها وزارة الشئون الإسلاميّة والأوقاف والدعوة والإرشاد في مناطق مختلفة من المملكة .

6 ـ إقامة البرامج التربويّة والتوعويّة الهادفة ، في المواسم العباديّة ، كموسم رمضان ، وموسم الحجّ ، وبثّ الوعي بما يخصّ الأطفال ، ويعين على حسن تربيتهم .

7 ـ إقامة البرامج التربويّة والترفيهية الهادفة ، في موسم إجازة الصيف ، والإجازات الأخرى ، لملء أوقات فراغ الأطفال بالنافع المفيد ، وفق الضوابط الشرعيّة .

8 ـ إقامة برنامج تربويّ إذاعيّ أسبوعيّ ، لتحقيق التوعية التربويّة على مستوى أوسع جمهور من الناس ، والإجابة عن أسئلة المستمعين ، وحلّ مشكلاتهم .

9 ـ المشاركة بمقالات تربويّة متنوّعة ، في وسائل الإعلام المختلفة ، كالصحف اليوميّة والمجلاّت ، وتوزيع مطويّات تربويّة في مختلف المناسبات .

ـ وأمّا الرؤية المستقبليّة للبرنامج ؛ فيأمل البرنامج أن يتحوّل الاهتمام بالأطفال من خلال التوعية ، وتعميق الشعور بالمسئوليّة إلى همّ اجتماعيّ عامّ ، له الأولويّة القصوى على كلّ همّ ، لا تشغل عنه دنيا ، ولا يقدّم عليه شأن ، وأن تتضافر جهود المخلصين في هذا الاتّجاه ، كلّ على حسب اختصاصه وميدانه ، لتقرّ أعينُ المؤمنين بجيلٍ سويّ البنيان والتكوين ، يحمل المسئوليّة بحقّ ، وينهض بها على أحسن وجه .

والله ولي التوفيق والسداد والرشاد .

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية