اطبع هذه الصفحة


المعين المفقود ....هل لا يزال مفقودا

أ/ سارة السويعد

 
المعين هو ذلك الفرد ذا الحس المرهف .. ذا القلب المؤنس ..

حياتنا الدعوية مليئة بالأحداث وهذه سمة الدعوة ، يألم فيها الباذل ، ليس لبذله فحسب بل لهمه الذي سكن جوانحه ... ولا عجب .
فحينما ندرك فضل الدعاة على اختلاف و تنوع جهودهم ، ندرك أن ثمة نفسٌ ترُوم الصعاب طلباً لمرضاة الله وفوزاً بما وعد الله به عباده {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَّدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُؤلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، يقول ابن عثيمين رحمه الله معلقًا على آخر الآية: ( وهذه الجملة تفيد عند أهل العلم باللغة العربية الحصر، أي الفلاح إنما يكون لهؤلاء الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير)
محمد بن صالح العثيمين، شرح رياض الصالحين، 498

ولكن هل سيظل الدعاة يسيرون وسط شدة هذا الطريق دون قلب معهم ، دون بسمة تفيض الإشراق على حياتهم ، دون كلمات تدفعهم نحو الإقدام بقوة .
إننا حين نستشعر أهمية الصاحب لأبنائنا وأثره البالغ على سلوكهم إن كان نجيباً أو متكاسلاً ، نشعر حينها بأهمية الاختيار والمتابعة .
و ماذا عن عالم الدعوة أليس من الحق أن يكون كل داعية قد اتخذ معيناً له ، أم لا يزال المعين مفقودا ً فُقد ونُدر الحصول عليه في زمن طغت المُلهيات وظل مسمى الداعية حلماً يخشى الاستمرار فيه كل الأفاضل .

المعين المفقود لكل داعية لكل منتج لكل متميز ................هل لا زال مفقوداً .
إن ندرة وجود شخص متابع ومحفز لكل عمل تقوم به أمرٌ مؤلمُ للغاية ، ويزداد شدة الألم حين تزداد المنغصات والمثبطات رغم حاجة الزمن وهذا الزمن بالذات للدعاة والمعينين لهم ، للمنتجين والمعينين لهم .
فكم يعاني صغارنا حين يتوجهون للإنتاج واستغلال الأوقات من كلمات مزعجة ، ربما تبعدهم عن حدود الإبداع والإنتاج كلها ، لنخسر من عقْدنا عليه الآمال .
وماذا عنا نحن ... هل نحتاج من يشُد على أيدينا ، من يعيننا ويقول لنا كما قال عليه الصلاة والسلام لسعد بن معاذ ( أرم فداك أبي وأمي )!؟
ليراجع كل فرد منا ما قدم لكل منتج ومنتجة ..
هل أعانه أم ثبطه .................. هل أيد عمله أم استعجب أمره .

المراسل الدعوي :.

فقد المعين لا يعني بالضرورة ترك الساحة لمن يدفعهم أسراب الغربان ، بل هو دافع لك لتفخر أنت بنفسك ...

فكيف نُوجد المعين في أنفسنا :.
انتبه للرسائل التي تمليها عليك نفسك.
ألبس جسدك لباس التفاؤل .
لا تحاول تكبير الصغائر ، واستصغار الكبائر .
اجعل نفسك في الميدان ، ومنّيها بكل خير .
لا تأبه بكل مثبط ، بل حادث نفسك : ياه !ما أبأس حالهم لم ينتجوا في سجلهم سوى التثبيط.
ابحث ولا تعجز عن كل بسمة حانية من شخص فاضل يقدر جهدك وحتما ستجد .
فكر بروعة كلمات من يثني عليك ، واجعل كل حرف ثناء زفه إليك جرعة كبيرة في نفسك، تغنيك عن ألسن كثيرة كنت تنتظرُ إحساسها وإعانتها لك .
استعرض خطوات نجاحك التي مررت بها ، وفكر دوماً بالتقدم أكثر .
لا تعرض نشاطك إلا على محب لك ، أو مقدر مهتم بالإنجاز .
لا تقل أنا في الميدان وحدي هناك في الميدان من هم بعمرك ، بل وأصغر منك وقد لا تعرفهم .
ختاماً : ثق أن الله معك وهو أقرب معين ( إن الله معنا ) ( إن الله لمع المحسنين ) فلا تتراجع أبداً (( وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه أحمد


كتبت : أ/ سارة السويعد .
المصدر مجلة المتميزة
 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية