اطبع هذه الصفحة


دعوة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ إلى دعاة أهل السنة بالنهوض في مواجهة الباطل

فهد بن سعد أبا حسين

 
حيث يقول رحمه الله : ( فتنبه أيها القارئ لذلك ، واحذر من شبه المشبهين وبدع المبتدعين والله الهادي إلى الصراط المستقيم . وقد جاء بعد الرسول صلى الله عليه وسلم دعاة الشرك من اليهود والنصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة يدعون الناس إلى خلاف ما دعاهم إليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وينشرون بينهم الأفكار الهدامة والدعايات المضللة عن قصد وعن غير قصد ، فراج الباطل بسبب ذلك وخفي الحق على أكثر الخلق ، وقل دعاة الهدى وأنصار الشريعة ، وكثر بين الناس أدعياء العلم وأنصار الشرك ودعاة الرذيلة ، فحسبنا الله ونعم الوكيل . ومن هنا يعلم القراء الصالحون ، والعلماء المهتدون أن الواجب عليهم التشمير عن ساعد الجد في الدعوة إلى الإسلام الصافي من شوائب الشرك والبدع ، ونشر محاسنه وأحكامه العادلة وأهدافه السامية وتعاليمه السمحة بين طبقات الأمة في المجتمعات والمحافل والصحف والنشرات ، ومن طريق الخطابة والإذاعة ليتعلم الجاهل وينتبه الغافل ويتذكر الناسي ويقف المضلل عند حده فلا يكيد للإسلام وأحكام الشريعة بمرأى من أهل العلم ومسمع ، ومتى شمر دعاة الإسلام لنصره في الدعوة إليه ، ذل دعاة الشرك والإلحاد والبدع والأهواء ، وخمدت نارهم وقبعوا في زوايا الخمول وابتعدوا عن منصات الخطابة ومنابر الصحافة ، أو دخلوا في الحق وناصروا أهله لما سطع لهم نوره ، وظهر لهم رشده ، وانزاح عن قلوبهم حجب الشبهات والجهالة ، فما أوجب النصيحة لدين الإسلام على أهل الإسلام وما أعظم حقه عليهم ، ولقد قام بهذا الواجب جم غفير من علماء الإسلام ودعاة الإصلاح في هذا العصر ، وإني لأرجو لهم التوفيق والثبات ومزيد من القوة والنشاط في الحق وهدم حصون الضلال وقلع أسس الباطل ، وإني لأرى لزاماً على الذين لم يساهموا في هذا الميدان من القراء النابهين والعلماء المبرزين أن ينفضوا عنهم غبار الكسل وشبهة التواكل ، وأن يقتحموا الميدان بصدق وشجاعة وعلم وحلم حتى ينصروا دينهم ويحملوا شريعتهم ويهدوا الناس إليها ويرشدوهم إلى الصراط المستقيم ، ولهم بذلك مثل أجور أتباعهم إلى يوم القيامة كما قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : (( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً )) . والله المسئول أن يهدينا وجميع إخواننا صراطه المستقيم ، وأن يعيذنا جميعاً من طريق المغضوب عليهم والضالين إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ) .

المرجع مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله 1/399.

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية