اطبع هذه الصفحة


البناء الخفي

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

عبد الإ له محمد عيد الصبحي


الحمد لله القائل : ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها والصلاة والسلام على القائد الأعلى والقدوة والأسوة المطلقة صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد :
فإن بناء النفس في (الخلوات) على طاعة الله عز وجل وتوحيده والتوحيد الخالص .. دليل على أن الإنسان له [ هدف ] في الحياة الدنيا , وأنه له رسالة للمجتمع " الغافل " ورؤية يسلكها كل عبقري أُلهم الإلهام والفراسة والذكاء [ فعلى قدر البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله , يكون الإنسان قائداً لنفسه ولغيره , وعلى قدر ضعف البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله .. يكون الإنسان راكداً لايتحرك إلا لمصلحته وذاته الشخصية .

وإذا تحرك لغيره فإنه لا ينتج ولا ينجز إلا لمن يحب ويعشق لخدمته , بخلاف مصلحته الشخصية , فإنه يعطي طاقته الكلية في إنجاز أعماله الذاتية ويحرق شمعته في كمال مايتمنى ويعشق , فما بالك بمن يحرق شمعته وذاته في نصرة الدين والمجاهدة من أجله , والدفاع عن المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , وكذا صناعة الرجال الأشاوس .. فالفارس الصالح [الخفي والظاهر للمجتمع] يضيء لنفسه ولغيره , ويتكلم بما يفعل لا بما لا يفعل ,[ ويحرك غيره ولا يكـــون مُحركــــاً من غيره ]

وأفضل محرك للبناء الخفي للنفس الغافلة :
 * تطبيق سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم فهناك أكثر من [1000] سنة في اليوم والليلة , فلو حرص العاقل على تطبيق ألف سنة في اليوم والليلة لكان في الشهر ثلاثون ألف سنة , فانظر- أخي المسلم - إلى من جهل هذه السنن .. أو من علمها ولم يعمل بها .. كم من الدرجات والحسنات ضيّع على نفسه , وإنه لمحروم حقاً .
وإن الإلتزام بالسنة في اليوم والليلة وتطبيقها عملياً لها فائدة قيّمة وهي :
* الوصول إلى درجة المحبة من الله عز وجل , وإذا أحبك الله كنت القائد والخليفة له في الأرض , والإنسان لا ينظر إلى محبته لله , بل ينظر إلى محبة الله له , لأنه لو نظر إلى محبته لله ربما أن الله عز وجل لا يحبه , ولا يجعل في يده ولسانه [ البركة ] وكل ما تحمله كلمة [ البركة ] , وإذا نظر إلى محبة الله له , فإنه يوفقه في دنياه وأخراه , ويجعل في حياته السعادة والإلهام الثاقب , والبصيرة الأخاذة , والقول السديد المُحكم , وعلى قدر تقواك لله يعلمك ما لم تعلم ..
 واتقوا الله ويعلمكم الله  وكل هذا لا يكون إلا بالبناء الخفي للنفس التقية الخفية في طاعة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ..

 معشر الإخوة :
إن السر – الخفي – للنفس الهزيلة الغافلة في عدم القبول للعمل الصالح : هو عدم معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته , ولا طريق إلى المعرفة إلا بمعرفة منهج رسوله عليه الصلاة والسلام وإتباع سنته المتروكة والمهجورة في الغالب ... !!!
نعم .. إن من تمام [ العقل, والعلم النافع ] :
معرفة الله عز وجل .
ودوام العلم والعمل على سنة القائد الأعلى والرحمة المهداة .
ومعرفة الحق بالفطرة السليمة .
وأكل الحلال الخالي من الشبهات , وإلاّ .. لم يُرفع العمل الصالح بسبب أمرين :
أ / فقد المعرفة بالله عز وجل
ب/ فقد الإخلاص في العمل الصالح
[ والإخلاص لا يتخلص منه رجل مخلص ] .

فالبناء الخفي للنفس المطمئنة العاملة .. دليل على قوة الإيمان والمعرفة .. والعكس بالعكس ... !!

* وإن من فتح الآفاق للقائد المسلم , الذي يريد الإضاءة لنفسه في العلم والدعوة وغير ذلك :
1) أن يكون القائد أكبر شخصية من المربي ..!
2) أن يحس المربي أن عندك ما تعطيه ..!
3) القدرة على متابعة الأعمال من بُعد.. !
4) أن لا يشعر المربي أن القائد يربيه ..!
5) المحبة بين القائد والمربي ..!

ولا تكون هــــذه الصفــــات إلا للقائد المخلص المضيء لنفسه قبل غيره , بل لا تكون هذه الصفات إلا للقائد الحركي الفعّال المجرب ...!!!!

اللهم أصلح القلوب , وأعذنا من فتنة القول والعمل , ومن فتنة المحيا والممات ..
آمين ولا أرضى إلا بقول آمينا ..

ملخص المطــوية

موضوع هذه المطوية (البناء الخفي) في طاعة الله عز وجل , من الموضوعات التي أثارت خلجات كل مسلم غيور على دينه , وإليك – أخي المسلم - الفوائد التي تستخــلص مــــن هــــذه المطوية التي تعتبر درراً للبناء الخفي في الخلوات ..

• على قدر البناء الخفي للنفس في طاعة الله عز وجل ورسوله , يكون الإنسان قائداً لنفسه ولغيره .
• وعلى قدر ضعف البناء الخفي للنفس في طاعة الله ورسوله .. يكون الإنسان راكداً لا يتحـــرك إلا لمصلحته وذاتـــه الشخصية .
• الفارس الصالح [ الخفي والظاهر للمجتمع ] يضيء لنفسه ولغيره , ويتكلم بما يفعل لا بما لا يفعل .
• أن على القائد المسلم تحريك غيره ولا يكون محركاً من غيره ..!!
• أن أفضل محرك للبناء الخفي للنفس الغافلة : تطبيق سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم
• أن شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتى إلا بالبعد عن تطبيق سنته القولية والفعلية قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني ..  الآية
فمحبة الله مقرونة بمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته التي سنها لنفسه ولغيره .

أخي المسلم : حاسب نفسك قبل أن تحاسب وركز في أمورك الأخروية , ما دمت في مزرعة الدنيا وأحضر قلبك لكل عبادة تعملها وكل سنة تطبقها .. تجد السعادة الحقة وتكون مباركاً أينما كنت بإذن الله عز وجل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ...


 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية