صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الخطاب الإسلامي: من المواقع الدفاعية، إلي المبادرات الإيجابية

أ.د. ناصر أحمد سنه/كاتب وأكاديمي


التدافع بين الحق وأهله، والباطل وحزبه.. سُّنة ماضية إلي يوم القيامة. لذا فالحملة المعاصرة علي الإسلام وشريعته وشعائره وقيمه ورموزه.. هي حملة قديمة جديدة متجددة. حملة تبغي الوقوف حائلا ً دون عودة المسلمين لاستمساكهم بالإسلام منهاجاً لحياتهم، والدعوة إليه منقذا لغيرهم. حملة متواصلة لصد إقبال البشرية على هذا الدين لسماحته ووسطيته وحلوله التي تستنقذها من أزماتها المستعصية، وماديتها الطاغية. وهي تأتي لكسر الممانعة القيمية الإسلامية الراسخة التي تحول دون تمييع القيم، وعزل الدين ليضيع الأساس الإلهي للأخلاق، ومن ثم فرض الهيمنة والارتهان والإلحاق الثقافي والاقتصادي لتتغول ظواهر القوة الطاغية والاستكبار والفساد والإفساد والتحلل والجشع والأنانية، ولتشيع قيم الاستهلاك واللذة، وصناعة الفقر والمرض، ولا تولي دون أدني اعتبار لما يتهدد الإنسان والأسر والمجتمعات والبشرية من أخطار. إن السؤال المطروح بإلحاح: كيف واجه ويواجه الخطاب الدعوى الإسلامي هذه الحملات المتواصلة، قديمها وجديدها، متجاوزاً المواقع الدفاعية وردود الأفعال الشعبـية إلي المبادرة والأفعال الإيجابية؟.

لقد شاءت سنة الله تعالى في خلقه أن يواجه رسله، وخاتمهم محمد صلي الله عليه وسلم، من أقوامهم المعاندين حروبا شرسة.. جحودا واستكبارا وغرورا وافتراء وصدا عن سبيل الله ودعوته: \"وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلي بعض زخرف القول غرورا، ولو شاء ربك ما فعلوه، فذرهم وما يفترون\"(الأنعام:112)، ؟، كما شاءت إرادته سبحانه أن تكون معجزة الإسلام الخالدة قرأنا، ورسالة\"اقرأ\"، ومهمة النبوة الخاتمة هي \"البيان المبين\" في توائم وتلائم مع ما وصلت إليه البشرية من ثورة فكرية ومعرفية وإعلامية وتقنية، وهذا يستلزم حسن البلاغ المبين بأدواته ووسائله وأهله.. ومتي، وكيف، ولماذا، ومن، نخاطب؟.
فالباطل وملئه وأذنابه - وعلى الرغم من ظواهر التفرق والضعف والوهن الحضاري التي تعاني منها الأمة الإسلامية- يواصلون حملاتهم المتنوعة ..عسكرية ثقافية إعلامية.. حروب صليبية لاحتلال البلاد الإسلامية، قتل للأطفال والنساء والشيوخ، حملات دعائية، ورسوم كاريكاتورية، وتدنيس المصحف الشريف، ومحاولات تحريفه ، ودعاوى انتشار الإسلام بالعنف، وارتباطه \"بالإرهاب\"، وانه منافٍ للعقل، وهجوم علي الحجاب ومكانة المرأة في الإسلام الخ؟:\" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون\"(التوبة:32)،\" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون\"(الصف:8)، ولإتمام هذا النور الأسمى، والتنوير الحقيقي للبشرية ذكر الله تعالى في عقب هاتين الآيتين السابقتين من سورتي التوبة والصف:\"هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق لُيظهره على الدين كله ولو كره المشركون\"، لذا فالواقع يشهد أنه مع كل حملة من الحملات علي الإسلام يزداد في إثرها التعرف علي هذا الدين،والدخول فيه، فعقب صلح الحديبية.. ألم يدخل عشرات الآلاف من الناس في الإسلام رغم كيد قريش ومكرها؟، ألم يدخل غزاة العالم الإسلامي (المغول وغيرهم) في هذا الدين بعدم عاثوا في الأرض فسادا؟، ألم يزدد إقبال الناس علي التعرف علي الإسلام والقرآن بعد الحملات الأخيرة عليه؟.
ومع تعهد الله تعالي بإظهار دينه الحق لهداية العالمين.. فإنه تعبدنا بالدعوة إليه، ولا شك أن خطاب الفكر الدفاعي وفق مواقعه ومعاييره وأدواته ودعاته أمر لازم لبقاء الأمة، ورد الكيد المستمر عنها، والهجوم عليها.
بيد أن ديمومته يسبب انشغال المسلمين عن أهدافهم وغاياتهم، ويستنزف جهدهم وطاقاتهم، ويشتت مشاعرهم وأفكارهم، ويشل فاعليتهم وإيجابيتهم، ويصرف انتباههم عن أولوياتهم ويبقي أن:\" خطاب العقيدة غير خطاب الدعوة، وخطاب الدعوة غير خطاب الدولة، وخطاب المعركة غير خطاب الحوار، وخطاب العلاقات الإجماعية غير خطاب الولاء والبراء\"..\"(عمر عبيد حسنه ، تقديم كتاب الأمة:\" دعوة الجماهير مكونات الخطاب ووسائل التسديد، العدد : 76 ربيع الأول 1421 هـ قطر). كما أن الخطاب الدعوى في أهله يختلف عن خطاب الآخر.

الخطاب الدعوى في أهله

- يواصل أهدافه ومقاصده وغاياته- دون تشتت أو حيد من توالي الحملات و مواجهتها- إلي التدبر والعمل بالقرآن والسنة، والتفقه والتزكية والتطهير من الشبهات والشهوات، ومعرفة الحق، والأخذ بكل ما هو نافع، والمسارعة لكل ما هو خير لتحقيق فاعلية الأفراد، ومن ثم فاعلية الأمة:\"كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون\"(البقرة:151).
- يلتزم الحكمة والقصد والدراية والوعي الزماني والمكاني لإيصال الرسالة الدعوية عامة شاملة مميزة واضحة مفهومة حسنة ميسورة :\"ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمعتدين\"\"(النحل:125)، يقول تعالي:\" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبيناً\"(الإسراء:53)، فإذا كان الله تعالي قد تعبدنا بالدعوة الحسنة والقول والجدال الحسن فهل ثمة مجال للأسوأ في القول/الجدل أو الغموض أو الغلظة أو التعسير أو التفسيق أو التكفير كما قد نري في بعض الخطابات هنا أوهناك؟.
- خطاب مسؤول عن أولوياته ومراحله، فهو لا يتناول المسائل الفرعية الخلافية فيقم الدنيا ولا يقعدها بينما \" أمور كبري متعطلة، والواجب المقطوع به مهمل، وأبواب من الشريعة موصدة، والقطعيات منبوذة، والبينات مجهولة\" (بتصرف د. عبد الله الزبير عبد الرحمن:\" دعوة الجماهير.. مكونات الخطاب ووسائل التسديد،مرجع سابق)، يفند الثنائيات المثارة والمصطنعة (العقل/النقل، العلم/الإيمان، التراث/الحداثة، الأصالة/ المعاصرة،التقليد/ التجديد، العروبة/ الإسلام الخ).
- يتبني هموم الناس الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية الإعلامية، ويخاطبهم بما يعرفون ويفهمون، بعيدا عن التفاصح:\" حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذب الله ورسوله\" (أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم: رقم 127)، خطاباً للروح والوجدان ويُعمل العقل (التي وردت مادته ومشتقاتها في القرآن الكريم نحو 49 مرة، وحوالي 750 موضعا للحث على التدبر والتفكر والتعلم والبحث)، كما يطرح الوسائل المتعددة والبدائل المشروعة.
- يؤكد علي ارتباط الجزاء بالعمل، ويحث علي العمل الصالح، وتمثل قيم الإحسان والإتقان والتعاون والتواضع والتوكل والتقوى .. وغيرها من القيم التي يسعي لتكريسها:\" وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون\"(التوبة:105) ، ومدافعة الفساد والإفساد والظلم، كما يستنهض الهمم، يقرر الحقوق ويؤكد علي الواجبات، ويقتحم ما هو مغلق بغية التنوير الحقيقي وإزالة الشبهات.
- تكمن الأهمية القصوى في مقاربة الخطاب الدعوى لمشروع النهوض الحضاري المستند إلى الفطرة الإنسانية، ومرجعية النص السماوي المعصوم والخالد والثراء التطبيقي التاريخي للنهوض بالواقع المسلم للخروج من الوهن الحضاري، وتداعي الحملات والأكلة علي قصعة المسلمين، حريص علي ما يجمع الأمة ولا يفرقها، لتحقق شهودها الحضاري المسموع الكلمة، القوي الأثر، المحترم الجناب.. واقعاًً معاشاً، ومن ثم تقديمه للآخر إقتداءً وإنقاذاً، وتحملاً للمسئولية الإنسانية:\"وما هو إلا ذكر للعالمين\"(القلم: 52).

خطاب (الآخر)..

من المعلوم أن مواقع الدفاع وردود الأفعال قد تكون مساوية للأفعال في القوة، ولكنها - وهنا بيت القصيد- مضادة لها في الاتجاه، محدودة ومقيدة الخيارات والأزمان. الأمر الذي يتولد عنه التباعد والتنافر والشقاق ويحقق ما يصبو إليه دعاة \" صراع الحضارات، وتصادم الثقافات\" ، مما يُبعد البشرية عن روح التعاون التعارف الإنساني.
- بحسن البيان بلسان المدعو وبما يفهمه وما يحتاجه وما يعانيه:\" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبن لهم..\"(إبراهيم:4). فخطاب الآخر الدعوى لا يحتاج فقط لمن يجيد اللغات واللهجات المختلفة له، ولكن يحتاج أيضا لدراية ثاقبة لطريقه تفكيره، ومشاعره، ومشاكله .. تلك الإفراز الطبيعي لمجتمعات عاشت العقلانية والعلمانية والوفرة الإنتاجية المتعاظمة.. ونمط حياة \"ما بعد الحداثة\".. تلك الفوضى الشاملة، وتصارع المصالح، والحيرة والذهول، والعدمية البحتة. فإنسان هذا شانه بحاجة للتناصح الذي يكشف عن صوابية وشمولية وإنسانية ووسطية الخطاب الإسلامي.. زادا لا ينضب لتوجية العقول والأذهان، توازنا بين الشوق الروحي، وغذائه القيمي والأخلاقي، وبين مطالب الجسد وحاجاته المشروعة، تحررا حقيقيا للفرد والمجتمعات:\"ولقد كرمنا بنى لآدم وحملناهم في البر والبحر، ورزقناهم من الطيبات، وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا\"(الإسراء: 70).
- جدال بالتي هي أحسن وتأكيد واضح علي مواضع الاتفاق، وتفويت لمناطق الاختلاف:\"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وانزل إليكم، وألهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون\"(العنكبوت:46)، لا يسعي لإثارة الخصم:\" ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم..\" \"(الأنعام:108)،.
- يكرس التعاون لحل مشكلات وأزمات البشرية المتراكمة والمعقدة: الأزمة الأخلاقية.. تميع وسيولة قيم\"الحداثة وما بعد الحداثة\"،ونزع القداسة عن العالم، وإخضاع كل الأفكار والآراء والمعتقدات والقيم للتساؤل والشك، وافتقاد اليقين في كل شئ، فليس ثمة ما يمكن الحكم عليه بالصواب والخطأ، في حين أن المرجعية الإلهية للقيم والأخلاق والعدالة،الضابطة لشتى مناحي الحياة العامة والخاصة، وتقدير كل ما هو بشرى مرن مشاهد اجتهادي مناطه العقل والعلم محاطا بسياج من: التقوى، من ثوابت الخطاب الإسلامي،.. وبهذا الخطاب الوسطي الإسلامية يكسب إنسان \"ما بعد الحداثة\" أنموذجا للقيم السامية والثابتة والشاملة والواضحة والواقعية والمنفتحة.
- خطاب يعالج العنصرية، والاستعباد، والأستكبار، وتدنى الحقوق الإنسانية والحريات الحقيقية، مؤكدا اعترافه بالتعددية الثقافية والعقدية والإثنية، يقول الله تعالى:\"ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالِمِين\"( الروم:22)، ويقول تعالى: \"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم\"(الحجرات:13). اصل بشرى واحد .. ثم اختلاف الأجناس والألوان واللغات، ثم التفرق شعوبا وقبائل.. ليس للتخاصم والتصارع والتناحر، بل للتعارف، فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية / عنصرية) يتسابق فيهما الناس جميعا، والتصالح على العرف الحسن والمعرفة الرشيدة دونما اعتداء أو تعدٍ أو إكراه.. فخطاب الإسلام يعلو على كل مذهب يطل برأسه طالباً الزعامة في الأرض، وهو يجلو عن الإنسانية ما تراكم من صدأ المذاهب، وترهات العنصريين.
- تقديم خطاب دقيق يعالج اقتصاد \"ما بعد الحداثة اللاإنساني\" والرأسمالية الجشعة، ومشكلة الجوع، وتزايد معدلات الفقر والديون، وانتشار أسلحة الدمار الشامل والحروب، والجريمة المنظمة، بربطة بالأخلاق والقيم..الرحمة والتراحم والتكافل والتعاون، فشريعة الإسلام ووسطيته تُعظم قيمة العمل وتنهى عن القعود عنه، كما وتنهى عن الاحتكار والاستغلال والجشع والغش، تأمر بطرق كسب وإنفاق مشروعين، وتنمى الوازع الأخلاقي فيهما، على مستوى الفرد والمجتمع والدول. وفقه الإسلام يعارض جمع الثروات في أيد معدودة، والأرض لمن يحييها محاربة للإقطاع والاستغلال، والـ\"بنوك بلا فوائد\"، مما يجعل رؤوس الأموال تنهض في الاستثمار وإيجاد فرص العمل: \"وماءا تيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله، وماءا تيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون\"( الروم:39). إن مبدأ \"إنفاق العفو\" من كل شئ كفيل بإحداث توازن بين الأغنياء والفقراء:\" من كان معه فضل ظهر فليعـُد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له\"، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل (رواه مسلم في صحيحه).
- خطاب الأخر ـ الذي يعاني من تآكل دور الأسرة، ومحاولات الإجهاز عليها (تحت شعار القضاء على كل أشكال التمييز بين الرجل والمرأة)، وقصر مفهوم العلاقى بين الرجل والمرأة على تحقيق اللذة أيا ما كانت، مع تقنين الإجهاض، فظهر مصطلح\" الجندر\"، وكُرست أنماط\" غير تقليدية\" من المعاشرة الجنسية ـ ليعيد الاعتبار للأسرة\"الرابطة المقدسة\" وأهدافها من تحقيق التوازن العاطفي والنفسي والجسدي والتناسلي، ودورها التربوي والاجتماعي والإنساني:\" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون\" (الروم:21).
- إذا كانت قوي الاستكبار والفساد تجند إمكانات هائلة من طائرات ومشافي وأطباء ، ومداس وجامعات، وإذاعات وإعلاميين وأنثروبولوجيين للتعرف على الملل والنحل والمذاهب والأعراق في شتي البقاع للتمكن من السيطرة والهيمنة والتبشير وصنع الزعامات والحركات لاستغلال الثروات كيفما تشاء، أفلا يكون للوقف الإسلامي وللعمل الدعوى الرسمي والشعبي والفردي- والذي لا يسعي للسيطرة والاستغلال والهيمنة- قصب السبق في هذه المجالات وغيرها إعانة وهداية للبشرية.
- إن وسائل الأعلام من أهم قنوات التواصل والتأثير ورسم الصور والاتجاهات، وصناعة العقول وصياغة الاهتمامات، وتشكيل الرأي العام، ولقد ساهم الأعلام العالمي ـ والذي يقع في أيدي من لا يحمل تعاطفا مع الإسلام والمسلمين ـ في تشويه صورة المسلم ودعوة الإسلام، والتركيز علي صور نماذج مشوهه لخدمة أغراضه وأهدافه، فعجزنا ليس فقط في عدم القدرة علي نشر الدعوة وإيصالها للناس، بل عن حماية صورتنا الإسلامية الصحيحة من التشويه والنمطية، لذا فمن الضرورة بمكان إنشاء وكالات أنباء، وقنوات فضائية، ومواقع معلوماتية، وإذاعات وصحف ومطبوعات ودوريات بمختلف اللغات واللهجات.
- نشر الخطاب الذي يضع عن الإنسانية إصرها وأغلال المخدرات، والقمار والرقيق الأبيض، وانتشار الأمراض المعدية وغير المعدية، وأزمة البيئة وتلوثها، ومشكلات العلم والفن، لتكتسب البشرية هدايتها للحق والمعروف كل حق وكل معروف، ونهيها عن المنكر كل منكر، وتمتعها بالطيبات كل الطيبات، واجتنابها الخبائث كل الخبائث،
- الاحتكاك المباشر بالآخر له عظيم الأثر، لذا فالجاليات المسلمة بالخارج والبعثات العلمية والتعليمية والتجارية لها دور كبير، وعليها عبء ثقيل في التعريف بهذا الدين، وإعطاء القدوة، وتغيير الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين.
- عقد مؤتمرات وندوات توضح سماحة ووسطية الخطاب الإسلامي ، وأثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الأنسانية، وإشعاعها علي الغرب، ومدي استعدادها للاضطلاع بدورها في حل مشكلات البشرية.
- قيام السفارات وملاحقها الثقافية بدورها الفاعل والنشط ، وإعطاء القدوة لهذا الدين ولا يقتصر دورها على حفلات الاستقبال وبعض المساعدات للمبتعثين في الخارج.

جملة القول: في ظل الحملات المتواصلة، قديمها وجديدها، نحن بحاجة ماسة لنهوض المسلمين بمسئوليتهم الدعوية والحضارية:\"كنتم خير أمة أُخرجت للناس، تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون بالله\"(آل عمران:110). متجاوزين المواقع الدفاعية، وردود الأفعال الشعبية، إلي المبادرة والأفعال الإيجابية، وتقديم الأنموذج السامي والواقعي والوسطى والمنفتح والثابت الذي يضع الإجابات المقنعة، والحلول الشاملة لأزمات البشرية المعقدة، وليهديها سُبلها، ويعيد إليها توازنها، وينقذها من الهاوية.

بقلم: أ.د. ناصر أحمد سنه .. كاتب وأكاديمي.
E.mail:nasenna62@hotmail.com


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية