اطبع هذه الصفحة


واجبات وقتية للخطاب الدعوي

شوقي عبدالله عبّاد


 بسم الله الرحمن الرحيم


مع أن الخطاب الدعوي يزداد وعيًا ونضجًا، فإن ذلك لا يتم بالسرعة المطلوبة، وواجب الوقت[1] من أهم الأمور التي ينبغي إعادة النظر فيها بين الفينة والأخرى؛ بحيث يتماشى خطاب الدعوة الإسلامية مع هذا الواجب.
 
إن "المطلوب" يعتمد على مقتضى ذلك الوقت وواجبه ووظيفته، كما هو الحال في سائر العبادات،
وعدم الأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الواجبات الوقتية يؤدي إلى ضرر بالغ على الدين وأهله، في هذا المقال سيتم تناول عددًا من الواجبات الوقتية للخطاب الدعوي في العصر الحديث[2].
 
أولًا: الأدب الاسلامي وبالأخص الرواية

 
هذا من أحسن الأمثلة التي تدل على أن الدعوة الإسلامية المعاصرة ما تزال تعتمد في أمور كثيرة على الارتجالية دون كبير إعداد؛ ذلك أن أهل الأدب قد تنبؤوا قبل أكثر من عقدين من الزمان أن فن الرواية سيكون الفن المهيمن على الساحة الأدبية، والواقع يشهد بصحة ذلك، فسوق الرواية أصبح من أكثر الأسواق رواجًا على مستوى العالم ومنه العالم الإسلامي، فجمهور الرواية من القراء جمهور كبير على مستوى الجنسين، فترْكُه ليس خسارة فحسب، بل سيفتح الباب للآخرين؛ كي يسدوا عطش هذا الجمهور بالغث. طالَما أن الرواية الأدبية محبوكة، فإنها تؤثر في فكر القارئ ونفسيته، وتغوص في أعماقه مثلها مثل المحاضرة أو الكتاب إن لم يكن أكثر، وواجب الوقت يتمثل في توظيف هذا الفن توظيفًا يغرس القيم وينشر الفضيلة ويدعو إلى الحق؛ لأن مفهوم الحق والفضيلة ليس له حضور واضح في الرواية غير المنضبطة، بل ما يضاد هذين المفهومين هو الحاضر في هاتيك الرواية.
 
إن الرواية الأدبية لا تعدو كونها فنًّا من الفنون، ويستطيع الكثير المساهمة في هذا المضمار، وحسب د. مصطفى بكري السيد رحمه الله، فإن النهوض بهذا الأمر يتطلب أول ما يتطلب بالإضافة إلى المعاناة والنية الحسنة - يتطلب "موهبة في القص، وقراءة نهمة في الإنتاج المحلي والعالمي؛ ليكون الصوت منسجمًا مع إيقاع العصر"[3]، ولعل خريجي كليات الآداب أول من يستطيع المساهمة في هذا المجال إذا ما تَمَّ توجيههم وإرشادهم، على أن يرافق ذلك تبني كل المشاركات الناشئة والمبادرات الجديدة، وتشجيع أصحابها وتحفيزهم ماديًّا ومعنويًّا.
 
ثانيًا: دعوة غير المسلمين إلى الإسلام

دعوة غير المسلمين إلى الإسلام هي المهمة التي تتبادر إلى الذهن عند إطلاق كلمة (الدعوة)؛ لأن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم دعوة عالمية، فلم تكن لقوم دون آخرين، ولم تخص أرض دون أخرى؛ قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28]؛ يعني إلى الناس عامة، وفي الصحيحين: "وكان النبي يبعث إلى قومه وبُعثت إلى الناس عامة"، وفي صحيح مسلم: "بُعثت إلى الأسود والأحمر"، ومن اعتقد أن محمدًا لم يُبعث لجميع الناس، فقد أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، وأحد المقاصد العظمى من ذروة سنام الدين - الجهاد - هو تبليغ الدين للناس، ولا يظننَّ ظانٌّ أن دين الله قد وصل لجميع البشر؛ إذ لا يزال فئام من أهل الغرب والشرق لم يسمعوا عن الإسلام، وإن سمعوا فمن مصادر غير موثوقة؛ كوسائل الاعلام الغربية التي يسيطر على عدد منها اليمين المتطرف، رافَق ذلك للأسف وجود سلوكيات خاطئة لبعض المنتسبين إلى الإسلام أدت إلى حجب الإسلام الصحيح عن الآخرين.
 
إن تبليغ دعوة الإسلام أصبحت ممكنة، بل سهلة أكثر من أي وقت مضى، لسببين اثنين:
 الأول: طبيعة هذا الدين الذي خالف في خصائصه الكثير من المِلَل والنِّحَل، خصائص بقائه وصحته التي تنبع من داخله لا من خارجه؛ مما يعني أنه ليس بحاجة إلى كبير عناء في دعوة غير المسلمين إليه بقدر ما هو بحاجة إلى طريقة عرض صحيحة.
والثاني: وجود التقنية الحديثة التي ذلَّلت كثيرًا من الصعوبات التي كان يواجهها الدعاة إلى الإسلام سابقًا ما على الداعية حاليًّا إلا أن يحدد الفئة المراد دعوتها للإسلام مع علم فيما يدعو إليه، ويرافق ذلك كله الطريقة الصحيحة في العرض، ثم ينطلق في دعوته دون أن يفارق بلده أو بيته الذي يقطنه.
 
ولعل الدعاة والمراكز الإسلامية في البلاد غير الاسلامية، يتمكنون من تحقيق هذا الواجب أفضل من غيرهم؛ بسبب معرفتهم بطبيعة تلكم المجتمعات (ثقافتهم، لغتهم، ...)، ويجدر بغيرهم ممن يريد الدعوة إلى الإسلام أن يهتم باللغات الحية المنتشرة في أصقاع المعمورة؛ كاللغة الإنجليزية أوالصينية أو الفرنسية، والتركيز عليها؛ لأن أتباعها هم الكثرة الكاثرة على وجه البسيطة، وألا يستعجل الأمر، فإن إجادة لغة يحتاج وقتًا وصبرًا، وأجره ثابت في كل مرحلة من مراحل تعلُّمه، طالما أن نيته تبليغ الدين، لقوله عليه الصلاة والسلام (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء مانوى) و "للوسائل أحكام المقاصد".
 
ثالثًا: الدعوة إلى تأليف القلوب والتعاون

لا يخفى أن المسلمين عمومًا، وأهل السنة خصوصًا، هم مشروع للاستئصال في هذه الأزمنة، وأنجع الردود في مقاومة مثل هذه المشاريع، تتمثل في الاجتماع والتناصر والتآلف.
 
إن الاجتماع وترك التفرق من أعظم مقاصد الشريعة؛ قال ابن تيمية: "تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البين"[4].
 
فحري بالدعاة أن يعطوا هذا الجانب أولوية في خطابهم، ويكون ذلك عن طريق الدندنة حول هذا المفهوم بشتى الطرق والأساليب، وكذلك التحذير من كل ما يضاد هذا المقصد الشرعي، سواء كانت نعرات جاهلية، أو تكتلات حزبية، أو تعصبات مذمومة[5]؛ قال ابن تيمية: "فمن تعصب لأهل بلدته أو مذهبه أو طريقته، أو قرابته أو لأصدقائه دون غيرهم، كانت فيه شعبة من الجاهلية حتى يكون المؤمنون كما أمرهم الله تعالى معتصمين بحبله وكتابه وسنة رسوله، فإن كتابهم واحد ودينهم واحد، ونبيهم واحد وربهم إله واحد"[6].
 
والمطلوب ترسيخ مفهوم الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى[7]، وعلى الدعاة أن يبدؤوا بأنفسهم في تطبيق هذا المفهوم تطبيقًا عمليًّا وهو ما يسمى بـ(الدعوة بالقدوة)، فيرى الناس مفهوم الأخوة الإسلامية بين الدعاة أنفسهم على الواقع، وليس في المعرفة النظرية فقط؛ لأن هذا المفهوم يعرفه الصغير قبل الكبير من الناحية النظرية، ولكن ما سيُحدث فَرْقًا ويقف أمام مشاريع الاستئصال هو تنزيل هذا المفهوم على الواقع، وأن يرى الناس كل الناس أن "المسلم أخو المسلم"[8]، بغضِّ النظر عن أي اعتبارات غير شرعية، ومن الأخطاء المنهجية أيضًا التي ترد هنا الإحجام عن التعاون في أمور الخير والبر مع المخالفين، والصواب هو التعاون مع كل إنسان يريد عمل الخير ومع أهل السنة من باب أَولى؛ قال ابن القيم - ضمن الفوائد المستنبطة من صلح الحديبية - : "إن المشركين وأهل البدع والفجار والبُغاة والظلمة، إذا طلبوا أمرًا يعظِّمون فيه حرمة من حرمات الله تعالى، أُجيبوا إليه وأُعطوه وأُعينوا عليه، وإن منعوا غيره، فيُعانون على ما فيه تعظيم حُرمات الله تعالى لا على كفرهم وبَغيهم، ويمنعون مما سوى ذلك، فكل من التمس المعاونة على محبوب لله تعالى مُرضٍ له، أُجيب إلى ذلك كائنًا من كان، مالم يترتب على إعانته على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدق المواضع أصعبها وأشقها على النفوس"[9].
 
رابعًا: نشر العلم الشرعي

فضلًا عن أن تعلُّم العلم الشرعي وتعليمه عبادة يُثاب عليها صاحبها، فإن العلم الشرعي يقي صاحبه أيضًا من الوقوع في الفتن، فالفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا ذوو العلم، وإذا أدبرت عرفها ذوو الجهل؛ كما قال الحسن البصري رحمه الله[10]، وللعلم الشرعي جزآن يكمِّل كل واحد منهما الآخر: جزء نظري علمي، وجزء عملي سلوكي.
 
أ- الجزء النظري أو العلمي:

وهو ما يتعلق بالأوامر والنواهي والأحكام الشرعية والفتوى ونحوها، والملاحظ أن القرآن الكريم مع أنه مصدر التشريع الأول، فإنه لم يأخذ حظه في خطاب أهل الدعوة خلال الفترات السابقة كما أخذت علوم أخرى، ينبغي أن يُعطى القرآن الكريم أولوية لا من حيث تلاوته وحفظه فحسب، بل من حيث تدبُّره وتأمُّل آياته، وغوص الفكر في معانيه، ناهيك عن أن كثيرًا من علوم الشريعة الأخرى متضمَنَّة بين دفتي الكتاب العزيز، قال ملا علي قاري الحنفي: "غالب سور القرآن وآياته متضمنة لنوعي التوحيد، بل القرآن من أوله إلى آخره"[11]، وقال ابن تيمية في آخر حياته: "وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن"[12]، وعليه فإن على دُور تحفيظ القرآن ألا تكتفي بمجرد الحفظ، بل الواجب الوقتي يتطلب إضافة التفسير وشرح المعاني مع مراعاة أحوال المتلقين؛ قال ابن تيمية: "والمطلوب من القرآن هو فَهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همة حافظه، لم يكن من أهل العلم والدين"[13].
 
ب‌- الجزء العملي أو السلوكي:

المقصود هو التركيز على جانب الرقائق والسلوك وأعمال القلوب، وأهمية هذا الجزء لا تقل عن أهمية الجزء النظري المشار إليه أعلاه، بل قد يكون أكثر أهمية، ولا سيما في الوقت الحالي؛ حيث وجود تيار شهواني ينتشر حول العالم بطريقة ممنهجة، وتُسن القوانين لحمايته[14]، فالعلوم تتفاضل حسب واجب الوقت، وتراث أهل الإسلام ثري جدًّا في الجانب السلوكي والروحي دون الحاجة إلى اختراع قصص مكذوبة أو أحاديث موضوعة.
 
ومن الأخطاء المنهجية اعتقاد أن الجزء العملي السلوكي أقلُّ من نظيره العلمي النظري، أو قسيم له، والصواب أنه مكمِّل له، قال ابن رجب: وكذلك أكثر السلف رضي الله عنهم يجمعون بين العلم بالله الذي يقتضي خشيته ومحبته والتبتُّل إليه، وبين العلم الذي يقتضي معرفة الحلال والحرام والفتاوى والأحكام[15].
 
بالجزء النظري يستطيع الداعية مجابهة تيار الشبهات أو الإلحاد، ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52]، وبالجزء العملي الروحي يتمكن من مجابهة تيار الشهوات.
 
خامسًا: واجبات أخرى

هناك واجبات وقتية ينبغي أخذها بعين الاعتبار، وهي وإن كانت بحاجة إلى تفصيل، فإنها تندرج ضمن ما تَمَّ ذكره أعلاه.
 
هناك واجبان وقتيان يقعان ضمن واجب العلم الشرعي: الجزء النظري العلمي.
 
 الأول: توعية الناس من أجل الابتعاد عن الخرافات والخزعبلات والتكهنات التي تنافي العقل، ولا تَمُتُّ إلى الإسلام بصلة، وعدم نشر الأحاديث الضعيفة والموضوعة والقصص غير المسندة التي ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في انتشارها بسرعة أكثر مما كان في السابق.
 
والثاني: تصحيح العديد من المفاهيم المرتبطة بالإسلام وبنبي الإسلام عليه السلام؛ مثل الإرهاب والتطرف والجهاد وحقوق الإنسان، ووحدة الأديان والحجاب وحقوق المرأة، وحقوق الجاليات المسلمة في الغرب، والهوية (اللغة والتاريخ)، وعلاقة العلم بالدين، وإن كانت هذه المواضيع وأمثالها قد أُشبعت طرحًا في خطاب أهل الدعوة، ولا سيما الخطاب المقروء إلا أن واجب الوقت يحتِّم إعادة طرحها بلغة غير اللغة التي طرحت بها سابقًا على أن يكون الطرح بنفَسٍ غير منهزم.
 
وثَمَّ واجب وقتي يندرج ضمن العلم الشرعي (الجزء العملي)، وهو التوجيه نحو بناء الأسرة المسلمة المتماسكة، بحيث يكون للمرأة دورٌ في تحقيق هذا الواجب، وهناك واجب وقتي يندرج ضمن واجب التآلف والاجتماع، ألا وهو الاهتمام بنصرة المستضعفين والمظلومين، ولا سيما من المسلمين، وهل "تٌنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم" كما في الحديث[16]، وقد كانت من وصايا النبي الكريم وهو يودِّع الدنيا "الصلاة وماملكت أيمانكم"[17]، وآخر هذه الواجبات هو الإعلام الجديد وأهميته، وتشجيع أهل الخير على ولوجه، وقد فعل الكثير منهم وأبدعوا، ولو قلنا: إن الإعلام الجديد هو الموجه الحقيقي للسياسة، لَما أبعدنا النُّجعة، والرواية الأدبية هي أحد أفراد هذا الإعلام، خصوصًا أن الكثير من هذه الروايات تُحَوَّل إلى أعمال سينمائية؛ مما يعني الوصول إلى جمهور آخر ممن لا يميل إلى القراءة، بل يحب المشاهدة.
 
وممكن تلخيص كل ما سبق من واجبات في مضاعفة الجهود في بيان الحق ونشر الإسلام الصحيح، وذلك بكل الأساليب المتاحة والتقنيات المتوفرة بين أيدينا، والتركيز على المؤثر منها، ومما يساعد على معرفة المؤثر من غيره، هو الاهتمام بعلم الاستشراف والدراسات المستقبلية، وهذا العلم للأسف غائب عن الكثير من أصحاب الشأن في العالمين العربي والإسلامي، فضلًا عن العاملين في حقل الدعوة[18].

---------------------------------------------
[1] ويطلق عليه أيضًا فقه مراتب الأعمال وفقه الأولويات
[2] الخطاب الدعوي هنا يقتصر على ما كان مكتوبًا أو مسموعًا أو مرئيًّا، ويخرج أي نشاط عملي في هذا الجانب.
[3] خواطر عن القصة في القرآن الكريم، مجلة البيان، العدد 33.
[4] مجموع الفتاوى (28/51)
[5] أنظر كيف نحيي رسالة المسجد للكاتب ص 61-:65؛ تطهير المسجد من التعصب الذميم.
[6] مجموع الفتاوى  (28/ 422)
[7] جزء من حديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما
[8] جزء من حديث أخرجه الشيخان في صحيحيهما
[9] زاد المعاد (3/ 269)
[10] التاريخ الكبير للبخاري (4/322)
[11] شرح الفقه الأكبر (ص 13)، ط مكتبة المدينة بباكستان، وقد نقله عن ابن القيم في مدارج السالكين (3/ 417)، والمقصود بنوعي التوحيد: التوحيد العلمي الخبري والتوحيد الإرادي الطلبي.
[12] ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (4/519)
[13] مجموع الفتاوى (23/55)
[14] انظر تصريح بابا الفاتيكان - رمز الكنيسة - حول حق الشواذ في إقامة علاقة زوجية، وذلك في الواشنطن بوست بتاريخ 22/ 10/ 2020م
[15] مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي (2/481)
[16] صحيح البخاري من حديث سعد (2896)
[17] سنن ابن ماجه من حديث أنس (2697)
[18] حول الدراسات المستقبلية، تنظر رسالة الماجستير: الدراسات المستقبلية وأهميتها للدعوة الإسلامية؛ للمديفر 1427 هـ بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية.

 

 
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية