اطبع هذه الصفحة


سمات إيجابية عند بعض غير المسلمين تسهل قبولهم للدعوة

د/ عبد الله بن إبراهيم اللحيدان

 
كتب د/ عبد الله بن إبراهيم اللحيدان (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام) يقول :

منذ أن هبط نبي الله آدم عليه السلام إلى الأرض....،،
واستخلفه الله تعالى فيها بيّن له طريق الهداية والرشاد وطريق الغواية والفساد.
قال تعالى: { قال اهبطا منها جميعًا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هُدى فمن اتبع هُداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه : 123، 124].

ومن رحمة الله عز وجل بعباده أن تتابعت عليهم الرسل عليهم الصلاة والسلام يدعونهم إلى عبادة الله وحده، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، والناس في كل زمان ومكان لا يستغنون عن هداية الله ورحمته، ومهما بلغ الإنسان من علم فإنه لا يمكنه أن يستغني عن وحي الله، وحاجته إلى الوحي أعظم من حاجته إلى كل شيء .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (حاجة الناس إلى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلى كل شيء ولا نسبة غل علم الطب إليها، ألا ترى أن أكثر العالم يعيشون بغير طبيب، ولا يكون طبيب إلا في بعض المدن الجامعة، وقد فطر الله بني آدم على تناول ما ينفعهم واجتناب ما يضرهم، وجعل لكل قوة عادة وعرفًا في استخراج ما يهجم عليهم من الأدواء حتى إن كثيرًا من أصول الطب إنما أخذت من عوائد الناس وعرفهم وتجاربهم، وأما الشريعة فمبناها على تعريف مواقع رضا الله وسخطه وحركات العباد الاختيارية فمبناها على الوحي المحض . ا.هـ
إن العالم اليوم يحتاج إلى معرفة الإسلام معرفة صحيحة، ففي العالم اليوم ما يزيد على خمسة آلاف مليون إنسان لا يدينون بالإسلام، ومعظم هؤلاء لم تبلغهم الدعوة إطلاقًا أو بلغتهم بصورة مشوهة، ولذلك فإن مضاعف الجهود في إيصال الدعوة إلى هؤلاء من أهم المهمات ومن أفضل القربات، والمسؤولية أعظم على الدعاة إلى الله فهم ورثة الأنبياء وهم المطالبون بأن ينشروا هداية الله تعالى إلى أمم الأرض كلها.
وإذا كان المسلمون مسؤولين عن تبليغ الإسلام على غير المسلمين ودعوتهم إليه في كل زمان ومكان، فكيف بالذين وفدوا إلى بلاد المسلمين في العصر الحاضر وهم ألوف مؤلفة، وبعضهم يمكث سنين طويلة بين المسلمين دون أن تصله دعوة الإسلام، مما يؤكد أن على المسلمين أن يبذلوا الوسع في تبليغهم ، وأن تتضافر جهود العلماء في التأكيد على ضرورة هداية غير المسلمين إلى الإسلام، وبيان محاسنه لهم قولاً وعملاً. واغتنام فرصة وجودهم بين المسلمين، فقد يرجع هؤلاء بعد فترة قصيرة من قدومهم إلى بلاد المسلمين وهم لم يسمعوا كلام الله، ولم يعرض عليهم الإسلام، وهذا أمر له خطره وضرره. فإن هذه الأمة مأمورة بالبلاغ في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة وهي كذلك منهية عن ترك البلاغ لئلا يصيبها ما أصاب الأمم من قبلها قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} [آل عمران : 104 ـ 105 ].
إن دعوة غير المسلمين في المجتمع الإسلامي لا يتسع الوقت لتأخيرها ولا سيما أن كثيرًا منهم لا يمكث في بلاد الإسلام إلا فترة مؤقتة وقد تكون عدة شهور فقط، وربما لا يعود مرة أخرى إلى بلاد الإسلام وقد يكون بلده بعيدًا لا يصله الدعاة أو أن دعوة الإسلام في بلده مشوهة أو لا يسمح بتبليغها إلى الناس ، وهذا ما يؤكد وجوب المبادرة إلى دعوتهم وعدم تأخيرها.
وإذا كان الواجب المضيق حيث يكون الوقت المقدر للفعل مساويًا له، فإن دعوة غير المسلم إلى الإسلام قد تمتد إلى سنة أو أكثر، فالهداية ليست أمرًا يملكه الداعية، وربما مكث الداعي مدة طويلة ثم لا يستجيب أحد لدعوته، ومعظم غير المسلمين اليوم لا يقيمون إقامة دائمة في بلاد المسلمين، ولذلك فإن دعوتهم لا تحتمل التأخير.
ثم إن مما يؤكد ضرورة دعوة الجالية إلى الإسلام، أنهم باتجاهاتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم يؤثرون على المسلمين، وبالتالي فإن دعوتهم إلى الإسلام، ومن ثم دخولهم فيه يزيل من هذا الخطر أو يقلل منه.
كما أن مما يؤكد ضرورة دعوة الجالية أن هناك العديد من السمات الإيجابية عند غير المسلمين التي تسهل قبولهم للدعوة، ويبين هذه السمات ما جاء في دراسة ميدانية على عينة من المدعوين من غير المسلمين في مدينة الرياض حيث ظهر منها ما يلي .
1 ـ أن 70 % منهم يرون أن ضعف الوازع الديني سبب في المشكلات النفسية والاجتماعية، وهذا يعطي دلالة على أهمية تقديم الإسلام لهم على أنه دين شامل لحياة الفرد والمجتمع وأنه يقدم الحلول الصحيحة لجميع المشكلات في كل زمان ومكان.
2 ـ أن 80.4 % يرون أن هناك علاقة بين سعادة المرء وتدينه ، وهذا يتطلب من القائمين على الدعوة أن يبينوا الدين الصحيح الذي يحقق السعادة لمعتنقيه في الدنيا والآخرة.
3 ـ أن 78 % منهم يرون ضرورة الإلمام بالديانات الأخرى، بل إن 62.8 % يرغبون في زيادة معلوماتهم عن الإسلام وهذا يغزز من فرصة دعوتهم إلى الإسلام لا سيما أن الدراسة بينت أن 79.8 % يرغبون في إقامة علاقة مع الآخرين.
4 ـ أن 91 % يرون وجوب احترام علماء الدين وهو ما يؤكد أن للدين مكانة في النفوس لا يمكن محوها وهو أمر فطر الله عليه الناس، وهو يؤكد تعلق هؤلاء بالدين، ويبقى دور القائمين بالدعوة في بيان الدين الصحيح الذي يجب عليهم أتباعه.
إن هذه السمات وغيرهم تعزز استجابة هؤلاء للدعوة وقبولهم لها ولا سيما في هذه البلاد التي يرى فيها الوافد ما لا يراه في غيرها من تعظيم لشعائر الإسلام وتطبيق لأحكامه ومن التزام أهلها بتعاليمه وآدابه.

نقلا عن مجلة الأسرة
12/10/1422 هـ

مواقع لدعوة غير المسلمين :
http://www.islam-guide.com
http://www.thetruereligion.org
http://www.sultan.org
http://www.beconvinced.com
http://www.al-sunnah.com
http://english.islamway.com
http://www.islamtoday.net/english/
http://www.saaid.net/islam/

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية