صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







آفات في جسد الدعوة !

 
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله .. و بعد :

فإن لكل أمر آفاته التي تأخره أو تعطله عن إكمال مسيرته ، و للدعوة آفات و آفات ، ساهمت بسبب وقوع بعض الدعاة فيها بتأخر الدعوة و تعطلها في مناطق عدة و معدة !

أذكر منها لا كلها .. فأقول :

الآفة الأولى : عنصرية الحدود الوهمية !
و هذه أكبر آفة تنخر في جسد الدعوة و للأسف ..
بلي فيها مجموعة كبيرة من دعاة هذا الزمان ، من حيث لا يشعرون ، بل بعضهم يشعر ، و يبرر لنفسه مثل هذا العمل !

جلست ذات مرة مع أحد من يعتبر رأساً في الدعوة في حيهم ، قلت له فلان من البلاد الفلانية لماذا لا يدخل مع الشباب للحلقة ، و يدعى إلى الله بدل أن تتلقفه ذئاب البشر ، و ملاعب الدشير !
فقال لي : ما عندي وقت أصرف جهدي على واحد يغادر البلد بعد كم سنة !!!!!!!!

لا أخفيكم صعقني الجواب ، و تمنيت لو سكت ، أثناءها استرجعت بعضاً من سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و الذي كان يدعو جميع القبائل من شتى البقاع ، فتلك من أرض نجد ، و هذه من أرض اليمن و كان قد سافر إلى الطائف لدعوة أهلها ، و لم يقل أدع قومي فقط !

كان يراسل الملوك و يدعوهم إلى الإسلام ، و لم يقل هؤلاء ليسوا من قومنا .

أسلم سلمان الفارسي ، فقبله النبي صلى الله عليه و سلم ، بل قال فيه كلمته المشهورة [ سلمان منا آل البيت ] مع أنه ( فارسي ) !!

أفلا تكون هذه آفة من آفات الدعوة ؟!

الآفة الثانية : الطبقية !
جلست مع شخص آخر يعتبر رأساً من رؤوس الدعوة و التربية في المنطقة ، سألته عن ( فلان ) لما لا تدعونه للدخول في برامج جماعتكم ، خاصة و أنه فيه خير و يود الدخول معكم ، فتهرب في البداية ، ثم أبى لسانه إلا أن يخرج ما في داخله و قال :

و الله هذا فقير و حنا بحاجه لـ( المطخطخين ) علشان نسيّر أمورنا !

لم أستطع أن أتصور هذا الجواب القاسي ، كيف لا يكون للفقير حق في الدعوة و الدخول مع الصالحين ؟!!

أليس النبي صلى الله عليه و سلم قد دعا ( الحر ) و ( العبد ) و ( الغني ) و ( الفقير ) ؟!

بل أن النبي صلى الله عليه و سلم قد عاتبه رب العالمين من فوق سبع سماوات لما عبس في وجه ابن أم مكتوم أثناء دعوته لـ( صناديد قريش ) !! فعاتبه الله سبحانه و تعالى من فوق سبع سموات : { عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى }
ثم قال عز وجل :
{أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}
و الله لقد رأيتها بعيني لا يقال لي !

كان ذلك الرجل يحرص على فتى أشغله ملعب حيهم عن حضور برامجهم ، فكان كثير الغياب و التهرب ، و مع ذلك كان ( له تصدى ) و ذلك الفقير كان حريصاً أشد الحرص على الدخول في برامجهم فكان ( عنه تلهى ) !!

الآفة الثالثة : غبش في تحديد الأولويات .
و هذه آفة تنخر في جسد الدعوة أيضاً ..

فقد أصيب بعض الدعاة بعدم قدرته على تحديد الأولويات التي يجب أن يبدأ بها !

فأقام برنامجاً دعوياً في حي بعيد ، و حيهم من أحوج الأحياء إلى تلك البرامج !

و أراد أن يحفظ طلاب مسجده " صحيح البخاري" و لم يحفظوا القرآن بعد ! فضاعت أوقاتهم فلا هم الذين حفظوا القرآن ، و لا هم الذين ضبطوا السنة !

و لنا في سيرة النبي صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة فإنه لما قدم المدينة ، آخا بين < المهاجرين > و < الأنصار> ثم عقد صلحاً مع العدو الداخلي < اليهود > ثم أنتقل لمحاربة العدو الخارجي < قريش > فلما أمنهم بعد صلح الحديبية ، بدأ بمراسلة الملوك ..

أفلا يقتدي دعاتنا بنبي الله محمد صلى الله عليه و سلم في تحديد الأولويات ؟!

الآفة الرابعة : إهمال ذوي القدرات المحدودة !
القدرات تتفاوت ، فمنهم من رزق قدرات هائلة ، و إمكانيات جبارة ، إما بـذكاء أو طلب علم أو نشاط في دعوة أو غير ذلك .

و منهم نم قد قدر الله عليه أن لا يظهر عليه ما يميزه عن غيره ، بل قد يظهر ما يجعله أقل من غيره بكثير .

فتجد بعض الدعاة قد صرف جل طاقته ، و قوته لذلك الرجل صاحب القدرات ، و أهمل الآخر ، بل جعله من سقط المتاع فلا تجد له برنامجاً منفرداً لتثقيفه ، و الارتقاء به في سلم " العلم " و " الدعوة " !!

أما من سبقه فله ( الدروس ) و ( ال