اطبع هذه الصفحة


أيها المدير .. لاتتعجل التغيير

محمد بن سعد ال عوشن

 
ينتقل المرء في حياته العملية من مكان إلى آخر، وربما تولى مسئولية إدارية عن شخص أو أكثر، وربما عن قطاع بأكمله، وفي الرؤية الأولى للعمل يبدو للمسئول والمدير أن يقوم بإجراء تغيرات جوهرية على العمل، وهو أمر مشروع إذا ما كان لدى المدير الخبرة الكافية والقدرة على تقييم العمل الجديد .
ولكن التغيير دائماً غير محبب لدى فرق العمل الموجودة سابقاً فينتج عن هذا التغيير السريع مقاومة داخلية للتغيير، ويحاول الكثيرون الإبقاء على الأوضاع كما هي، حفاظاً على المكتسبات السابقة وطلبا للراحة، وخوفاً من حصول الضرر نتيجة هذا التغيير المرتقب .
وعندها يمكن أن ينشب النزاع أو توجد النفرة لدى العاملين في المنظمة، ويجد المدير والقائد نفسه وحيداً، وربما أصيب بالإحباط، ورأى أن المفاهيم الإدارية التي قرأها ليست واقعية ولا يمكن تطبيقها.
لذا كان من الجدير بالمدير الناجح أن يتوقف ويتأمل ملياُ قبل إجراء أي تغييرات في المنظمة، وذلك لكي لا يضطر إلى اتخاذ قرارات ثم يتراجع عنها فتجعل موقف ضعيفاً وتبدأ مكانته في الاهتزاز لدى العاملين.
كما أن التغيير المستعجل قبل اتضاح الرؤى وحصول التلاحم مع فرق العمل يتسبب في وقوع النفرة لدى الفريق، مما يفقده روح التفاني وحب العمل، الأمر الذي يؤدي إلى ضعفت المخرجات وقلة الإنتاج، برغم حصول الالتزام بأوقات العمل والأنظمة الجديدة التي تم إقرارها.
والوصية هنا أن يقوم المدير بالتغيير التدريجي، كما أن عليه أن يسعى لكسب القلوب قبل ذلك وزرع الثقة، وتعزيز ثقة العاملين بأنفسهم، ومحاولة الاستصلاح قبل إجراء التغيير، والاستشارة وأخذ الرأي، وإشعار الجميع بالمسئولية المشتركة ..
مع تمنياتي لكل مدير جديد بالتوفيق في مسيرته .
.. وإلى اللقاء ...
 

محمد بن سعد آل عوشن
مشرف تربوي
binoshan@yahoo.com

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية