اطبع هذه الصفحة


ثلاثة للنجاح وثلاثة للفشل

عبد الخالق نتيج




"ليس المهم أن تسير بسرعة لكن المهم أن تسير في الاتجاه الصحيح "

هذه إحدى العبارات التي شغلت بالي كثيرا، وسؤال لطالما أزعجني هل أسير في الاتجاه الصحيح؟ هل هذا قدري؟ هل هذه رسالتي في الحياة؟
للإجابة على هذه الأسئلة سأتناول في السطور القادمة ثلاث معينات على اتخاذ الطريق الصحيح والاتجاه الصحيح وثلاث مثبطات توجهنا لركوب الحافلة الخطأ.

أول معين لنا على اتخاذ الاتجاه الصحيح أهدافنا ورؤيتنا ، إن الإنسان بلا هدف كباخرة بدون شراع، أخر مآلها الصخور، وكلنا يعلم أن الإنسان بلا هدف يصبح هدفا للآخرين، يستغلونه ليصلوا لأهدافهم، إذا لم تعرف إلى أين تريد الذهاب فكل الطرق خاطئة، إن تجربة جامعة هارفرد المشهورة تؤكد على أهمية وجود الأهداف في حياتنا، حيث ثم سؤال مئة طالب بالسنة النهائية حول أهدافهم فوجدوا أن 10% فقط من الطلبة لهم أهداف مكتوبة وواضحة ومضبوطة بينما الباقي إما ليس له أهداف أو له أهداف غير واضحة ومضبوطة.

بعد عشر سنين قاموا ببحث حول هؤلاء الطلبة فوجدوا أن 10% الذين كتبوا أهدافهم يمتلكون 96 % من ثروة كل الطلبة المائة.

وهذا النجاح المادي طبعا يقابله نجاح في باقي أركان الحياة؛ إن نحن جعلناها ضمن أهدافنا.
إن وجود الرؤية أهم معين على ركوب الشاحنة الصحيحة المتجهة نحو النجح والفلاح والسعادة.

ثاني معين على اتخاذ الاتجاه الصحيح القيم؛لان القيم هي محددات السلوك فإن كانت قيمنا ضعيفة كان سلوكنا سلبيا غير مضبوط، حيث أنه من تعريفات النجاح " تحقيق الأهداف مع الحفاظ على القيم "؛ لأننا إن أضعنا القيم أضعنا معها الاتجاه الصحيح، حفاظنا على قيمنا يمنحنا القوة و الصلابة في مواجهة مغريات الحياة، لذلك أطلب منك صديقي بعد تحديد الرؤية ( مجموع الأهداف)، تحديد قيمك العليا التي لا يمكن أن تتخلى عنها مهما كانت المغريات؛ ولتكن قيمتا الصدق و الأمانة على رأس قيمك.

ثالث معين لاتخاذ الاتجاه الصحيح، الأفكار الايجابية؛ حيت أن هذه الأفكار تضيف جمال لحياتنا و تدخل عليها الدفء و الجمال و تضيء الجوانب المظلمة، إن للأفكار الايجابية تأثير كالسحر على النفوس، وحسب قانون الانعكاس وقانون الجدب فالأفكار تجدب الأحداث من نفس نوع التفكير و قد قال تعالى " أنا عند حسن ظن عبدي بي, فليظن بي ما شاء " و الظن هنا يعني اليقين، فإن كنت متيقنا من قدراتك و من رحمة الله و عدله فأنت في الاتجاه الصحيح.

تلك ثلاث معينات على اتخاذ الطريق الصحيح وهذه ثلاث أخريات موجهات لسلوك الاتجاه الخطأ؛
أولها الفرص الخادعة، تأتينا مصيبة مغلفة داخل فرصة تدفعنا للتخلي إما عن أحد أهدافنا أو إحدى قيمنا من اجل الحصول على منفعة شخصية ضيقة، ترمي بنا للهاوية أكثر مما ترفعنا للنجاح و الفلاح، فاحذر صديقي من هذه الفخاخ، فهي سم وسط فاكهة شهية.
ثاني إشارة لاتخاذ الطريق الخاطئ المصلحة الشخصية حيث أن العديد من الناس يسير في الاتجاه الصحيح حتى تظهر له إشارة مصلحة شخصية ؛ فيغير الاتجاه ويعود من حيث أتى ، كذلك كانت المصلحة الشخصية الصخرة الأضخم في طريق النجاح.

و أخيرا أصدقاء السوء لأن " الصاحب ساحب" كما في الأمثلة الشرقية، إن الأصدقاء إما يعينوك على النجاح و إما يجرونك للفشل، فاختر أصدقائك أكثر مما تختار طعامك، لأن للأصدقاء أثر أكبر من الطعام، واحذر من أصدقاء السوء لأن أمراضهم معدية و أكثر هذه الأمراض في التفكير و الهمة.

كلمة أخيرة:
كانت هذه جولة مررنا بها على ثلاث إشارات موجهة نحو النجاح و الفلاح، وثلاث أخريات موجهة نحو الفشل و الضياع، لذلك عليك أن تختار أي الإشارات تتبع، وأرجو من الله أن نلتقي على طريق النجاح واتجاه الفلاح.

في انتظار أرائكم وأفكارك لاغناء هذه الأفكار و إنضاجها.


أدعكم في حفظ الله ورعايته ؛ أخوكم عبد الخالق نتيج
Cisco.natij@gmail.com
www.natij.tk


 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية