اطبع هذه الصفحة


دعوة لنجاح

عبد الخالق نتيج


سألت برلمانيا مغربيا عن سر نجاحه، فكان جوابه حكمة مغربية أصيلة أترجمها بالقول " نَم تَحلم، اعمَل تَنل "؛ أي أن لا طريق لتحقي الأحلام غير الاستيقاظ و بدل الجهد في العمل و المثابرة عليه.

يسأل الكثير من الناس عن وصفة للنجاح أو للتصحيح عن وصفة جاهزة وسريعة للنجاح ، ومثل هذه الوصفات غير موجودة إلا في اذهان الخاملين أو التافهين، لأن الطريقة الوحيدة للنجاح هي العمل و العمل وَحده ، فلا نجاح بدون فعل، وللفعل نتيجة فإن أعجبتك بعد التقييم أكملت المسير و إن لم تعجبك النتيجة حددت مكان الخطأ و بَحث عن البدائل ثم وضعتها في الفعل و هكذا حتى تحقق الهدف، وهذه يا صديقي طريق من جعل من التميز هدفا و من الإنجاز طريقة للحياة؛ أن يتعلم من التجربة و الخطأ ، إن خير معلم للناس هو الخطأ و أفشل معلم هو النجاح لأنه يخفي في غمرة الفرح مواطن الضعف و الخلل.

إن العمل لا يعني بالضرورة النجاح ولكن عدم العمل يعني الفشل المؤكد اقتباس من قول أ.أحمد الشقيري، وهو صحيح لأن العمل وسيلة فإن أحسنا استعمالها نجحنا وحققنا المبتغى وإلا فهي غير كافية للنجاح وهنا أسرد عليكم قصة لثلاث وزراء كلهم عملوا ولكن لكل كانت نهاية مختلفة.

تقول الحكاية أان ملكا عادلا أراد التأكد من عمل وزراءه الثلاثة فدعاهم على عجل وطلب منهم طلبا غريبا أن لهم يوم كامل لجمع ما يستطيعون من الفواكه الموجودة بحديقة القصر و سيطلع هو شخصيا على ما جمعوا.

بدأ الوزراء الثلاثة في جمع الفواكه كل على طريقته، أما الوزير الأول فقال ما أظن الملك إلا يتلاعب بنا و إني لن أجمع ثمرة واحدة حتى أفهم ما يريد منا بهذا العمل المخزي ثم نام طوال النهار تحت ضل احدى الأشجار.

أما الوزير الثاني فقال لا أظن الملك يترك أعماله ليعرف ما قمنا بجمعه؛ فنام تحت شجرة حتى إذا اقترب وقت الغروب نهض فجمع كل ما تسقط عليه عينية من فواكه كانت صالحة أو طالحة المهم أن يقوم بملأ الكيس الذي معه.

أما الوزير الثالث فقد اتقى الله وقال في نفسه أنا أعمل لدى المك وكل عمل يكلفني به علي أن أعمله بإتقان و بأحسن طريقة ممكنة، فجمع طول النار ما لذ من الفواكه و ما طاب.

في نهاية اليوم أمر الملك الحراس بأخذ الوزراء الثالثة للسجن ووضع كل وزير مع الكيس الذي جمعه، فكانت الفاجعة للوزير الأول حيث أنه مات من الجوع قبل أن يكمل يومه الثالث، أما الوزير الثاني فقد استطاع النجاة بمشقة الأنفس بما جمع الفواكه الصالحة للأكل ، أما الوزير الثالث فلم يشعر لا بجوع و لا خوف لأنه كان يتغذى على ما جمعه من الفواكه الطيبة اللذيذة.

خلاصة القول:

أن العمل إذا كان متقنا و بأحسن طريقة ممكنة ، نفع الناس و نفع صاحبه - حالة الوزير الثالث - ، أما العمل السريع دون المعايير فلن يوصلك إلا لشقاء و التعب لأنك ستعاني عند اقتضاء الاصلاح - حالة الوزير الثاني -، أما عدم العمل فهو الموت الحقيقي – حالة الوزير الأول - لأن هناك الكثير من الأحياء الأموات كما ان هناك الكثير من الأموات الأحياء.

حكمة:

يقول الإنسان الناجح أن هذا العمل صعب لكنه مُمكن، أما الإنسان الفاشل فيقول هذا العمل ممكن لكنه صَعب، وما بين القولين يوجد النجاح.

في انتظار أرائكم وأفكارك لاغناء هذه الأفكار و إنضاجها.


أدعكم في حفظ الله ورعايته ؛ أخوكم عبد الخالق نتيج
Cisco.natij@gmail.com
www.natij.tk

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية