اطبع هذه الصفحة


بين التدريب الفعال والإلقاء !

محمد بن سعد ال عوشن

 
سبق أن تحدثت في مقال سابق عن ضرورة التطوير وأهميته، وان تنمية المهارات الفردية والجماعية أمر تحتاجه الأمة لنهضتها من هذه الكبوة التي أصابتها .
ولكون التدريب أحد أساليب التطوير الذاتي، وتنمية المهارات، و مع انتشار "حمى" التدريب في وقتنا الحاضر كان الحديث عن التدريب الفعال مهماً، لتطوير أداء المدربين، ورفع مستوى المتدربين ..
وبداية نود الإشارة إلى أن حضور حلقة تدريبية ليس هو ذاته حضور محاضرة تثقيفية في الموضوع ذاته.
ذلك أن "المحاضرات" بوصفها أسلوباً لنشر المعلومة تؤدي مهمة (نقل المعلومات الموجودة لدى المحاضر إلى جمهور مستمعيه) ، ويكون دور الجمهور هو التلقي فحسب.
أما التدريب فشيء آخر، إذ الحديث فيه يكون متبادلاً ومشتركا بين الطرفين، وهو نقل للخبرة وليس للمعرفة، و يتضمن تطبيقات عملية يتم إجراءها أثناء الحلقة التدريبية، ومن ثم توضيح الكيفية الصحيحة للأداء، وتقويم أداء المتدربين .
ولذا فإن التدريب الفعال يسلك – غالباً - مسلك المجموعات الصغيرة ولايتعامل مع الحضور كمجموعة واحدة، وهذه التجزئة مقصودة لإيجاد تواصل أقوى، وتحفيز المشاركين لتطبيق التمارين المقترحة .
ويتجنب المدرب الفعال أسلوب ضخ المعلومات الكثيرة، وإنما يعطي قواعد وأسس ويستطرد بذكر الأمثلة والوقائع، ثم ينتقل إلى الحضور في مجموعاتهم، ويكلفهم بمجموعة من التدريبات التي تقوم باختبار المهارات أو تطبيق المعلومات أو اكتشاف الطاقات أو نحوها .
ولذا كان من خصائص التدريب الفعال : التنويع في طرق إيصال المعلومة للمتدرب، فتارة يكون الإلقاء، وأخرى من خلال العروض المتحركة، وثالثة من خلال لوحة الرسم، ورابعة من خلال تفويض أحد المتدربين للحديث عن قضية من القضايا .
وتستغرق الحلقات التدريبية وقتاً أطول بكثير من أوقات المحاضرات، ويفترض فيها أن يقوم المدرب بالنزول من برجه العاجي إلى مستوى الحضور وملامسة مشاعرهم، وإضفاء جو من الارتياح والسعادة على الحلقة التدريبية.
ومن خصائصه أن يشعر المتدرب بعد خروجه من الحلقة التدريبية باكتسابه للمهارة بل وربما إتقانها .
ويقتضي التدريب الفعال أن يكون المدرب متمكناً في الموضوع الذي سيدرب فيه، ومتميزاً في أدائه، ناجحاً فيه، ذلك أن الحضور بطبيعتهم يطرحون الكثير من التساؤلات والأفكار، الأمر الذي يكشف عن مدى إتقان المدرب وتخصصه، بخلاف أسلوب الخطب والمحاضرات التي يقوم فيها الملقي بالحديث المستمر دون مقاطعة، ثم يختم حديثه .
وإذا شعر الحضور بأن المدرب – نفسه – غير متقن لهذا المجال الذي يدرب فيه، فإن حجم استفادتهم من الحلقة ستكون أقل من القليل .
كانت تلك بعض سمات التدريب الفعال، والذي نأمل أن يكون هو الصبغة الغالبة على معاهدنا التدريبية، وأن لايكون الهدف المادي، واستغلال حاجة الناس للمعرفة وشغفهم بها سبباً لارتياد الفن ممن لايحسنه .
وإلى لقاء

 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية