اطبع هذه الصفحة


الانتظار إلى متى ?!

محمد بن سعد ال عوشن

 
أعرف كثيرين- وربما كنت أحدهم – تلقى الواحد منهم اليوم وتسأله عن أمانيه وطموحاته .. ثم تلقاه بعد أشهر وربما سنوات فتعيد عليه السؤال مرة أخرى فتجد نفس الإجابة !
وتسأله عما قطعه من مسيرة عملية نحو هذا الأمنية – طوال هذه المدة- فلا تجد إلا الكلام والأعذار.
إننا طالما تمنينا أموراً .. وأمّلنا أشياء عديدة.. لكننا أبقيناها في قائمة (الانتظار) حتى تزول العوائق وتنتفي الموانع وتحصل الفسحة من الوقت التي نتمكن فيها من التفرغ لهذه الأماني !
ولكن ما إن تزول هذه العوائق حتى تقوم مقامها عوائق أخرى مرة بعد مرة حتى يلفظ المرء أنفاسه وهو لم يجد متسعاً من الوقت لتنفيذ ما يرنو إليه.
فمهام أخرى تأتي ، وأوقات تذهب ، وأيام تمضي، والواحد منا "مكانك سر" – كما يقال !
وما نضعه لنفسنا من عوائق وحواجز يمكن الاصطلاح على تسميتها بـ (العائق الوحيد) وهو عائق تصطنعه النفس لتجد مبررا لها عن ترك الإقدام، وما إن يزول هذا العائق حتى تضع النفس عائقا ثانياً ..ثم ثالثاً .. وهكذا دواليك .
والحل لهذه المشكلة النفسية الشائعة يكمن في ترك هذه العوائق جملة وتفصيلاً .. والبدء في تحقيق الأمنية، وعدم التأجيل أو التسويف تحت أي عذر.
وأن نعلم بأن الوصول للهدف يكون باتخاذ الخطوة الأولى في سبيله.. وأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة اليوم لا بخطوة الغد..
فإذا عزمت فتوكل على الله ، وابدأ من ساعتك، واترك كل الحجج الواهية، وابتعد عن المخذلين المتقاعسين الكسالى، واحرص على مصاحبة المنضبطين الذين تراهم قد تسلحوا بالجد والعزيمة الصادقة، وانظر إلى قدوات عملية في المجال ذاته، واستشعر وكأنك قاب قوسين أو أدنى من الوصول للهدف ..
وإنني على يقين أنك إذا فعلت ذلك فسوف يتغير جوابك على سؤال ( ماذا فعلت لتحقيق أمانيك ؟) ..
وسيكون جوابك : تحققت الأماني، وجاءت محلها أماني أخرى أكبر وأشمل .. وستقولها وأنت متشبع بالثقة، مسرور بالانتصار على النفس، سعيد بالتميز والتفرد عن الأقران والخلان الذين لازالوا بالأعذار متعلقين، وفي "العائق الوحيد" واقعين .
فما أنت صانع ؟
 

زاد الـداعيـة
  • شحذ الهمم
  • زاد الخطيب
  • فن الحوار
  • فن الدعوة
  • أفكار إدارية
  • معوقات ومشكلات
  • رسائل ومقالات
  • من أثر الدعاة
  • الصفحة الرئيسية