|
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد :
فلما للدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهمية كبيرة ،
ومنزلة عالية رفيعة ، أحببت أن أشارك في بيان أمره ، وعلو شأنه، وعظيم مكانته ،
وخطر التهاون به ، والرغبة عنه ، والتغافل عن إقامته ، والتذكير بفضل مرتبته ،
والقائم به، والمقدم عليه ، والتنبيه على آثار العمل به ، أو الإعراض عنه ،
والتشجيع على إفشاءه ، والحث على فعله ، والترغيب في سلوك طريقه ، والتحذير من
تركه ، وعدم الاهتمام به ، ونسيانه ، والانشغال عنه ، والتحجج بحجج واهية لإيجاد
الأعذار للتنصل من إيقاعه وإعماله ، وما يحصل من تبريرات للتهرب من السعيِّ فيه،
وتذكيراً بقوله تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن
المنكر وتؤمنون بالله } وقوله سبحانه : { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر } ، ورغبة في الأجر من الله ، وحرصاً على نفع
المسلمين وضعت الأسئلة ونقلت الأجوبة بنصها دون إضافة أو زيادة .
رحم الله علماء الإسلام ، ونفع بالأحياء منهم ، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير
الجزاء ، ووفقنا لما يحب ويرضى ..
س1 : ما هي أخص أوصاف المؤمنين المميزة لهم عن
غيرهم ؟
ج1 : الله قد جعل الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر فرقاً بين المؤمنين والمنافقين ، فأخص أوصاف المؤمنين المميزة لهم عن
غيرهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص9 ]
س2 : على ماذا يدل قوله تعالى { أنجينا
الذين ينهون عن السوء } ؟
ج2 : في قوله تعالى { فلما نسوا ما ذكروا
به أنجينا الذين ينهون عن السوء } ما يدل على أن الناجي هو : الذي ينهى عن السوء
دون الواقع فيه والمداهن .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص9-10 ]
س3 : ما هي عواقب إهمال جانب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
ج3 : إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
، هو القطب الأعظم في الدين ، والمهم الذي ابتعث الله له الأنبياء والمرسلين ،
فلو طوي بساطه ، وأهمل علمه وعمله ، لفشت الضلالة ، وشاعت الجهالة ، وخربت البلاد
، وهلك العباد ، قال الله تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي
الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } فنعوذ بالله من اندراس هذا المهم
العظيم ، واستيلاء المداهنة على القلوب ، وذهاب الغيرة الدينية .
[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج15 ص15 ]
س4 : هل يتم الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر دون العقوبات الشرعية ؟
ج4 : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا
يتم إلا بالعقوبات الشرعية ، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وإقامة
الحدود واجبة على ولاة الأمور ، وذلك يحصل بالعقوبة على ترك الواجبات ، وفعل
المحرمات ، فمنها عقوبات مقدرة مثل جلد المفتري ثمانين ، وقطع السارق ، ومنها
عقوبات غير مقدرة قد تسمى " التعزير " وتختلف مقاديرها وصفاتها بحسب كبر الذنوب
وصغرها ، وبحسب حال المذنب ، وبحسب حال الذنب في قلته وكثرته . [مجموع فتاوى شيخ
الإسلام ج28 ص107 ]
س5 : من علم أنه لا يقبل منه إنكاره
للمنكر ، ما الواجب في حقه ؟
ج5 : حكى القاضي أبو يعلى روايتين عن أحمد
في وجوب إنكار المنكر على من يعلم أنه لا يقبل منه ، وصحح القول بوجوبه ، وهو قول
أكثر العلماء ، وقد قيل لبعض السلف في هذا ، فقال : يكون لك معذرة . [ جامع
العلوم والحكم ج2 ص251 ]
س6 : ماذا تكون نتيجة التساهل في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
ج6 : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو
الأساس الأعظم للدين ، والمهم الذي بعث الله لأجله النبيين ، ولو أهمل لاضمحلت
الديانة ، وفشت الضلالة ، وعم الفساد ، وهلك العباد ، إن في النهي عن المنكر حفاظ
الدين ، وسياج الآداب والكمالات ، فإذا أهمل أو تسوهل فيه ، تجرأ الفساق على
إظهار الفسوق والفجور بلا مبالاة ولا خجل .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص10 ]
س7 : ماذا يجب تجاه المنكرات الظاهرة ؟
ج7 : المنكرات الظاهرة يجــب إنكارها .
[ ابن تيمية / مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص205]
س8 : ما حكم الإنكار بالقلب ؟
ج8 : الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم ، في
كل حال ، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة . [ جامع العلوم والحكم ج2
ص246 ]
س9 : الأمر والنهي والدعوة والإرشاد ، متى
تتعين على المسلم ؟
ج9 : لا شك أن واجب الأمر والنهي والدعوة
والإرشاد على كل فرد منا بحسب حاله وعلمه ومقدرته ونفوذه ، إذا لم يقم بهذا الأمر
العظيم من تحصل بهم الكفاية في هذا الزمن .
[ صالح بن غصون / الدرر السنية ج16 ص166 ]
س10 : ما هي آثار انتشار المنكرات على
الناس ؟
ج10 : متى صار العامة يرون المنكرات
بأعينهم ، ويسمعونها بآذانهم ، زالت وحشتها وقبحها من نفوسهم ، ثم يتجرأ الكثيرون
أو الأكثر على ارتكابها .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص10 ]
س11 : بعض الناس لا يأمر ولا ينهى أبداً
بحجة طلب السلامة ، ما القول هنا ؟
ج11 : لما كان في الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر والجهاد في سبيل الله من الابتلاء والمحن ما يعرض به المرء للفتنة ،
صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة ،
كما قال عن المنافقين { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا } .
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص165-166 ]
س12 : ما حكم تارك إنكار المنكر مع قدرته
على إنكاره ؟
ج12 : تارك إنكار المنكر مع القدرة على
إنكاره ، كمرتكبه ، وهو من الفاسقين الداخلين في الوعيد . [ عبد الله بن سليمان
بن حميد / الدرر السنية ج15ص54 ]
س13 : ما حكم التهاون في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وعاقبته ؟
ج13 : من أكبر الكبائر وأعظم العظائم :
التهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعدم القيام لهما بما يشترط ويفتقر
إليه في حصوله على الوجه الذي تبرأ به الذمة ويحصل به المقصود ، قال الله تعالى :
{ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وقال صلى
الله عليه وسلم في حديث حذيفة : ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن
المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم )
.
[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج14 ص480 ]
س14 : متى يجوز البحث عن منكرات استتر بها
فاعلوها ؟
ج14 : إن غلب على الظن استسرار قوم بها ،
لأمارات دلت ، وآثار ظهرت ، فذلك ضربان : أحدهما : أن يكون في ذلك انتهاك حرمة
يفوت استدراكها ، مثل أن يخبره من يثق بصدقه أن رجلاً خلا بامرأة ليزني بها أو
برجل ليقتله ، فيجوز له في مثل هذه الحالة يتجسس ويقدم على الكشف والبحث ، حذراً
من فوات ما لا يستدرك من انتهاك المحارم وارتكاب المحظورات …… والضرب الثاني : ما
خرج عن هذا الحد وقصر عن حد هذه الرتبة ، فلا يجوز التجسس عليه ولا كشف الأستار
عنه . [ الأحكام السلطانية والولايات الدينية ص 314 ]
س15 : ماذا على من يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر ؟
ج15 : على الآمر بالمعروف والناهي عن
المنكر أن يقوم بذلك على الغني والفقير ، والقريب والبعيد ، والشريف والوضيع ،
ولا يخاف في الله لومة لائم ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها : ( إنما أهلك بنو
إسرائيل أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه
الحد ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) .
[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج15 ص20 ]
س16 : بعض الناس يتهم الآمرين بالمعروف
والناهين عن المنكر دون دليل ؟
ج16 : من عرف بالخير لم يقبل عليه تهمة
أحد ، بل لا يستحلف في أحد قولي العلماء ، بل يؤدب من اتهمه .[ مختصر فتاوى ابن
تيمية ص467 ]
س17 : ما هي الصفات التي ينبغي أن تكون في
المحتسب ؟
ج17 : صرح العلماء رحمة الله عليهم بأنه
يجب على الإمام أن يولي هذا المنصب الجليل والأمر الهام الذي هو في الحقيقة مقام
الرسل ، محتسباً يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويكون ذا رأي ، وصرامة ، وقوة
في الدين ، وعلم بالمنكرات الظاهرة .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص13 ]
س18 : متى يكون الرفق ومتى تكون الغلظة ؟
ج18 : قال أحمد : الناس محتاجون إلى
مداراة ورفق ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا غلظة ، إلا رجل معلن بالفسق ،
فلا حرمة له . [ جامع العلوم والحكم ج2 ص256 ]
س19 : أشكو من الخوف والهيبة عند إنكار
المنكر أو السؤال عن العلم ، فما علاج ذلك ؟ وفقكم الله لكل خير .
ج19 : هذا الخوف والهيبة إنما هو تخذيل من
الشيطان ، فلتحذر ذلك ، وكن قوياً ، ولا تستحي إن الله لا يستحي من الحق ، وعليك
أن تسأل ولا تستحي ، وأن تنكر المنكر ولا تستحي ، إذا كان لديك العلم والبصيرة
فعليك أن تدعو إلى الله ، وأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، بالأسلوب الحسن ،
وليس في هذا حياء ، فالحياء الذي يمنع من الحق إنما هو ضعف وعجز ، وليس بحياء ،
وإنما الحياء الشرعي الذي يمنعك من الباطل ، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه
وسلم : ( الحياء من الإيمان ) ( الحياء خير كله ) هذا الحياء الذي يمنعك من
الباطل ، فيمنعك من الزنى ، ويمنعك من الخمر ، ويمنعك من مجالسة الأعداء ، ويمنعك
من كل شر ، هذا هو الحياء الشرعي .
[ ابن باز / فتاوى إسلامية ج4 ص293 ]
س20 : ماذا يجب على المحتسبين ؟
ج20 : يجب على المحتسبين أن يغيروا
المنكرات على القوي والضعيف ، وأن لا يسلكوا مسلك أهل الكتاب ، ومن أراد النجاة
إذا وقف بين يدي جبار السماوات والأرض فالطريق واضح .
[ الدرر السنية ج15 ص26 ]
س21 : هل يسقط إنكار المنكر عمن يخشى أن
يُسبَّ أو يُشتم ؟
ج21 : إن خاف السب ، أو سماع الكلام السيئ
، لم يسقط عنه الإنكار بذلك ، نصَّ عليه الإمام أحمد ، وإن احتمل الأذى وقوي عليه
فهو أفضل ، نصَّ عليه أحمد أيضاً .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص249 ]
س22 : من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر خوفاً وطلباً للعز ما عاقبته ؟
ج22 : المداهن لا بد أن يفتح الله له
باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز ، وقد قال بعض السلف " من ترك الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة المخلوقين نزعت منه الطاعة ، فلو أمر ولده أو
بعض مواليه لاستخف بحقه ، فكما هان عليه أمر الله أهانه الله وأذله { نسو الله
فنسيهم }.
[ حمد بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص76 ]
س23 : ماذا يفعل من سمع صوت الغناء المحرم
وعلم مكانه ؟
ج23 : لو سمع صوت غناء محرم أو آلات
الملاهي ، وعلم المكان التي هي فيه ، فإنه ينكرها ، لأنه قد تحقق المنكر ، وعلم
موضعه ، فهو كمن رآه ، نصَّ عليه أحمد .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص254 ]
س24 : من حضر في مكان فيه منكر ولم ينكر
فما حكمه ؟
ج24 : الله تعالى قد أمرنا بإنكار المنكر
بحسب الإمكان ، فمن حضره باختياره ولم ينكره فقد عصى الله ورسوله بترك ما أمره به
من بغضه وإنكاره والنهي عنه .
[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص222 ]
س25 : ما هو حال المداهن الطالب رضا الخلق
؟
ج25 : المداهن الطالب رضا الخلق ، أخبث
حالاً من الزاني والسارق والشارب ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وليس الدين
بمجرد ترك المحرمات الظاهرة ، بل بالقيام مع ذلك بالأمور المحبوبة لله، وأكثر
الدينين لا يعبئون منها إلا بما شاركهم فيها عموم الناس ، وأما الجهاد والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة لله ورسوله وعباده ، ونصرة الله ورسوله
وكتابه ودينه ، فهذه الواجبات لا يخطرن ببالهم فضلاً عن أن يريدوا فعلها فضلاً عن
أن يفعلوها ، وأقل الناس ديناً وأمقتهم إلى الله من ترك هذه الواجبات وإن زهد في
الدنيا جميعها ، وقل أن يرى منهم من يحمر وجهه ويتمعر في الله ، ويغضب لحرماته ،
ويبذل عرضه في نصرة دينه ، وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله من هؤلاء . [ حمد
بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص77-78 ]
س26 : ما حكم من رضي بالخطايا ؟
ج26 : من شهد الخطيئة فكرهها بقلبه كان
كمن لم يشهدها ، إذا عجز عن إنكارها بلسانه ويده ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن
شهدها وقدر على إنكارها ولم ينكرها ، لأن الرضا بالخطايا من أقبح المحرمات ،
ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب ، وهو فرض على كل مسلم ، لا يسقط عن أحد في حال من
الأحوال . [ جامع العلوم والحكم ج2 ص245 ]
س27 : إذا كان صاحب المنكر مستتراً بمنكره
فما العمل معه ؟
ج27 : إن كان الرجل متستراً بذلك وليس
معلناً له أنكر عليه سراً وستر عليه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من
ستر عبداً ستره الله في الدنيا والآخرة ) إلاّ أن يتعدى ضرره ، والمتعدي ضرره لا
بد من كفّ عدوانه . [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص217 ]
س28 : إذا أنكر على صاحب المنكر المستتر
سراً فلم ينته فما العمل معه ؟
ج28 : إذا نهاه المرء سراً فلم ينته فعل
ما ينكّـف به من هجر وغيره ، إذا كان ذلك أنفع في الدين . [مجموع فتاوى شيخ
الإسلام ج28 ص 217 ]
س29 : متى ينكر على صاحب المنكر علناً ؟
ج29 : إذا أظهر الرجل المنكرات وجب
الإنكار عليه علانية ، ولم يبق له غيبة ، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك
، من هجر وغيره ، فلا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام ، إذا كان الفاعل لذلك
متمكناً من ذلك من غير مفسدة راجحة .[مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص217-218 ]
س30 : ماذا يحل بالمجتمعات إذا كثر الخبث
؟
ج30 : متى كثر الخبث عم العقاب الصالح
والطالح ، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله بعقابه { فليحذر
الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } كيف وباب الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر قد ذهب معظمه ، فما بقي منه إلا رسوم أو مجرد ادعاء ،
فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وإنه لباب عظيم به قوام الأمر وملاكه ، وإنه لمن
أعظم منافع الإسلام ، وآكد قواعد الأديان ، وبه تحيا السنن وتموت البدع .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج14 ص496 ]
س31 : ما حكم من لم يعرف بقلبه المعروف
والمنكر ؟
ج31 : روي عن أبي جحيفة قال : قال علي :
إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد : الجهاد بأيديكم، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم
الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه المعروف ، وينكر قلبه المنكر، نـُـكِسَ فجعل
أعلاه أسفله .
وسمع ابن مسعود رجلاً يقول : هلك من لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فقال ابن
مسعود : هلك من لم يعرف بقلبه المعروف والمنكر ، يشير إلى أن معرفة المعروف
والمنكر بالقلب فرض لا يسقط عن أحد ، فمن لم يعرفه هلك . [ جامع العلوم والحكم ج2
ص245 ]
س32 : هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر من أسباب فشو الشر ؟
ج32 : لو قام كل منا بما عليه من الدعوة
إلى الإسلام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإرشاد الناس ، وعظتهم ،
وتذكيرهم بما فيه صلاحهم واستقامتهم ، لاستقر الخير والمعروف فينا ، وامتنع فشو
الشر والمنكر بيننا { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } .
[ عبد الله بن محمد بن حميد / الدرر السنية ج15 ص13 ]
س33 : هل حاضر المنكر كفاعله ؟
ج33 : لا يجوز لأحد أن يشهد مجالس
المنكرات باختياره بغير ضرورة ، ورفع إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قوم
شربوا الخمر ، فأمر بجلدهم ، فقيل : فيهم فلان صائم ، فقال : به ابدأوا ، أما
سمعت الله تعالى يقول : { وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر
بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم } فجعل
حاضر المنكر كفاعله . [ مختصر فتاوى ابن تيمية ص 504 ]
س34 : العلم والرفق والصبر ، هل هي مطلوبة
في المحتسب ؟
ج34 : لا بد من هذه الثلاثة : العلم ،
والرفق ، والصبر ، العلم قبل الأمر والنهي ، والرفق معه ، والصبر بعده ، وإن كان
كل من الثلاثة مستصحباً في هذه الأحوال ، وهذا كما جاء في الأثر عن بعض السلف
ورووه مرفوعاً ، ذكر القاضي أبو يعلى في المعتمد : " لا يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر إلا من كان فقيهاً فيما يأمر به ، فقيهاً فيما ينهى عنه ، رفيقاً فيما
يأمر به ، رفيقاً فيما ينهى عنه ، حليماً فيما يأمر به ، حليماً فيما ينهى عنه "
.
وليعلم أن الأمر بهذه الخصال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مما يوجب
صعوبة على كثير من النفوس ، فيظن أنه بذلك يسقط عنه ، فيدعه ، وذلك مما يضره أكثر
مما يضره الأمر بدون هذه الخصال أو أقل ، فإن ترك الأمر الواجب معصية ، فالمنتقل
من معصية إلى معصية أكبر منها كالمستجير من الرمضاء بالنار ، والمنتقل من معصية
إلى معصية كالمنتقل من دين باطل إلى دين باطل ، وقد يكون الثاني شراً من الأول ،
وقد يكون دونه ، وقد يكونان سواء ، فهكذا تجد المقصر في الأمر والنهي والمعتدي
فيه قد يكون ذنب هذا أعظم ، وقد يكون ذنب هذا أعظم ، وقد يكونان سواء .[ مجموع
فتاوى شيخ الإسلام ج28 ص137-138 ]
س35 : رجل صالح لكنه لا يأمر بالمعروف ولا
ينهى عن المنكر ، ما حكمه ؟
ج35 : حدثني من لا أتهم ، عن شيخ الإسلام
إمام الدعوة النجدية ، أنه قال مرة : أرى ناساً يجلسون في المسجد على مصاحفهم ،
يقرؤون ويبكون ، فإذا رأوا المعروف لم يأمروا به ، وإذا رأوا المنكر لم ينهوا عنه
، وأرى أناساً يعكفون عندهم ، يقولون : هؤلاء لحى غوانم ، وأنا أقول : إنهم لحى
فوائن ، فقال السامع : أنا لا أقدر أقول إنهم لحى فوائن ، فقال الشيخ ، أنا أقول
: إنهم من العمي البكم .[ حمد بن عتيق / الدرر السنية ج8 ص78 ]
فوائن : جمع فاين وهي تطلق عندهم على المرأة البغي والسيئة .
س36 : هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر سبب للعنة الله ؟
ج36 : قال تعالى : { لعن الذين كفروا من
بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا
يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } وهذا غاية في التغليظ ، إذ علل
استحقاقهم اللعنة ، باستهانتهم بأمر الله ، وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر .[ محمد بن إبراهيم / الدرر السنية ج15 ص16 ]
س37 : هل الإنكار بالقلب فرض على الجميع ، وما هي كيفيته ؟
ج37 : الإنكار بالقلب فرض على كل واحد ،
لأنه مستطاع للجميع ، وهو بغض المنكر وكراهيته ، ومفارقة أهله عند العجز عن
إنكاره باليد واللسان .
[ عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص143 ]
س38 : متى تستخدم الغلظة والشدة في إنكار
المنكر ؟
ج38 : شرع الله سبحانه لعباده المؤمنين ،
الغلظة على الكفار والمنافقين ، حين لم تؤثر فيهم الدعوة بالحكمة واللين ،
والآيات وإن كانت في معاملة الكفار ، دالة على أن الشريعة إنما جاءت باللين في
محله حين يرجى نفعه ، أما إذا لم ينفع ، واستمر صاحب الظلم أو الكفر أو الفسق في
عمله ،ولم يبال بالواعظ والناصح ، فإن الواجب الأخذ على يديه ، ومعاملته بالشدة ،
وإجراء ما يستحقه من : إقامة حد ، أو تعزير ، أو تهديد ، أو توبيخ ، حتى يقف عند
حده ، وينـزجر عن باطله .
[ عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص133 ]
س39 : هل تستخدم الشدة في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر أم اللين ؟
ج39 : ما أحسن ما قاله الشاعر في هذا
المعنى :
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب *** وقـد لان مـنه جانب وخطاب
فلما دعـا والسيف صلت بكـفه*** له أسلموا واستسلموا وأنابوا
والخلاصة : أن الشريعة الكاملة : جاءت باللين في محله ، والشدة في محلها ، فلا
يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ، ولا يجوز أيضاً : أن يوضع اللين في محل الشدة ، ولا
الشدة في محل اللين ، ولا ينبغي أيضاً : أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين
فقط ، ولا أنها جاءت بالشدة فقط ، بل هي شريعة حكيمة كاملة ، صالحة لكل زمان
ومكان ، ولإصلاح كل أمة ، ولذلك جاءت بالأمرين معاً ، واتسمت بالعدل والحكمة
والسماح .
[ عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص133-134 ]
س40 : ما حكم من يكتب في الصحف والمجلات
مهاجماً أهل الحسبة ؟
ج40 : أن يكتب في صحيفة سيارة ، ما يتضمن
التشنيع عليهم ، والحط من شأنهم ، ووصفهم بما هم برءاء منه ، فهذا لا يجوز من
مؤمن يخاف الله ويتقيه ، لما فيه من كسر شوكة الحق ، والتثبيط عن الدعوة إليه ،
والتلبيس على القراء ، ومساعدة السفهاء والفساق على باطلهم ، وعلى النيل من دعاة
الحق . [عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص139 ]
س41 : من لم ينكر قلبه المنكر ، ما حكمه ؟
ج41 : من لم ينكر قلبه المنكر ، دلّ على
ذهاب الإيمان من قلبه .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص245 ]
س42 : على ماذا يدل حديث : ( يخلف من
بعدهم خلوف …… ) ؟
ج42 : ذكرنا حديث ابن مسعود الذي فيه (
يخلف من بعدهم خلوف ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ) الحديث ، وهذا يدل على جهاد
الأمراء باليد ، وقد استنكر الإمام أحمد هذا الحديث في رواية أبي داود ، وقال :
هو خلاف الأحاديث التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالصبر على جور
الأئمة ، وقد يجاب عن ذلك : بأن التغيير باليد لا يستلزم القتال ، وقد نصّ على
ذلك أحمد أيضاً في رواية صالح ، فقال : التغيير باليد ليس بالسيف والسلاح ،
وحينئذ فجهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات ، مثل أن يريق
خمورهم أو يكسر آلات الملاهي التي لهم ، ونحو ذلك ، أو يبطل بيده ما أمروا به من
الظلم ، إن كان له قدرة على ذلك ، وكل هذا جائز ، وليس هو من باب قتالهم ، ولا من
الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص249 ]
س43 : هل يجب على الفرد الآمر بالمعروف
والناهي عن المنكر الصبر ؟
ج43 : قال ابن شبرمة : الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر كالجهاد ، يجب على الواحد أن يصابر فيه الاثنين ، ويحرم عليه
الفرار منهما ، ولا يجب عليهم مصابرة أكثر من ذلك .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص249 ]
س44 : ما هو الحامل على الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ؟
ج44 : اعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، تارة يحمل عليه رجاء ثوابه ، وتارة خوف العقاب في تركه ، وتارة الغضب
لله على انتهاك محارمه ، وتارة النصيحة للمؤمنين ، والرحمة لهم ، ورجاء إنقاذهم
مما أوقعوا أنفسهم فيه ، من التعرض لغضب الله وعقوبته في الدنيا والآخرة ، وتارة
يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته ، وأنه أهل لأن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا
ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، وأن يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال ، كما قال
بعض السلف : وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله ، وأن لحمي قرض بالمقاريض ، وكان عبد
الملك بن عمر بن عبد العزيز – رحمهما الله – يقول لأبيه : وددت أني غلت بي وبك
القدور في الله عز وجل .
[ جامع العلوم والحكم ج2 ص255 ]
س45 : مراتب الإنكار الثلاث مشروعة في حق
من ؟
ج45 : مراتب الإنكار الثلاث ، مشروعة
للمسؤول وغيره ، وإنما يختلفان في القدرة ، فالمسؤول من جهة الحكومة أقدر من غيره
، والإنكار بالقلب هو أضعف الإيمان ، في حق العاجز عن الإنكار باليد واللسان ،
سواء كان مسؤولاً أو متطوعا ، وهو صريح الحديث الشريف ، ومقتضى القواعد الشرعية .
[ عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص140 – 141 ]
س46 : ما حكم المشاركة في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ؟
ج46 : الأجهزة والسلطات الحكومية ، إن
كانت قد قامت بواجب الدعوة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمشاركة غيرها
لها في ذلك من المتطوعين حسن جداً ، ومطلوب شرعاً ، لأنه من باب التعاون على البر
والتقوى ، والمشاركة في جهاد شرعي ، وتوجيه صالح . قصارى ما هنالك : أن الأجهزة
والسلطات الحكومية ، قد أدت فرض الكفاية ، وصار القيام من غيرهم لمشاركتهم من باب
السنن والتطوع ، وذلك من أفضل العبادات وأحبها إلى الله سبحانه . وأما إن كانت
الأجهزة والسلطات الحكومية ، لم تقم بالواجب على الوجه الأكمل ، كما هو الواقع ،
فإن مشاركة غيرهم لهم في ذلك متعيّنة ، لأن فرض الكفاية لم يسقط بهم .
[عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص141 – 142 ]
س47 : متى يأثم الجميع ؟
ج47 : تقرر في الأدلة الشرعية : أن الدعوة
إلى الله سبحانه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، من فروض الكفاية ، إذا قام
به من يكفي سقط الفرض عن الباقين ، وصارت المشاركة فيها في حق الباقين سنة ، وإن
لم يقم بها من يكفي أثم الجميع .
[عبد العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص142 ]
س48 : متى يكون الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فرض عين على فرد ؟
ج48 : قد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، فرض عين ، وذلك في حق من يرى المنكر ، وليس هناك من ينكره ، وهو قادر
على إنكاره ، فإنه يتعين عليه إنكاره ، لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك .[عبد
العزيز بن باز / الدرر السنية ج16 ص142 ]
س49 : ما معنى قوله تعالى : { واتقوا فتنة
لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }؟
ج49 : أي هذه الفتنة لا تصيب الظالم فقط ،
بل تصيب الظالم والساكت عن نهيه عن الظلم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) .[مجموع
فتاوى شيخ الإسلام ج14 ص158 ]
س50 : إذا كان سيترتب على إنكار المنكر
منكر أنكر منه ، فما الواجب ؟
ج50 : لا يجوز إنكار المنكر بما هو أنكر
منه ، ولهذا حرم الخروج على ولاة الأمر بالسيف ، لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، لأن ما يحصل بذلك من فعل المحرمات ، وترك واجب ، أعظم مما يحصل بفعلهم
المنكر والذنوب ، وإذا كان قوم على بدعة أو فجور ، ولو نهوا عن ذلك وقع بسبب ذلك
شر أعظم مما هم عليه من ذلك ، ولم يمكن منعهم منه ، ولم يحصل بالنهي مصلحة راجحة
، لم ينهوا عنه . [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج14 ص472 ]
س51 : ماذا يقتضي قوله تعالى:{ عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم }؟
ج51 : قوله تعالى علواً كبيراً : { عليكم
أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } لا يقتضي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، لا نهياً ولا إذناً ، كما في الحديث المشهور في السنن عن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أيها الناس
إنكم تقرءون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها ، وإني سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : ( إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله
بعقاب منه ) " .
[ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ج14 ص479 ]
س52 : تارك الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ماذا يكون ؟
ج 52 : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فرض كفاية ، فإذا غلب على ظنه أن غيره لا يقوم به تعيّن عليه ، ووجب عليه ما يقدر
عليه من ذلك ، فإن تركه كان ( عاصياً ) لله ولرسوله ، وقد يكون ( فاسقاً ) ، وقد
يكون ( كـافـراً ) .[ مختصر فتاوى ابن تيمية ص 581 ]
*
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
أجمعين .
*
جمع وإعداد : شريف بن علي الراجحي ، الرياض : ص . ب ( 261532 ) الرمز البريدي (
11342 ) . بريد إلكتروني : sarajhi@yahoo.com
المراجع :
1- الدرر السنية في الأجوبة النجدية ، جمع عبد الرحمن بن قاسم ، الطبعة الأولى
عام 1420هـ .
2- الأحكام السلطانية والولايات الدينية .علي بن محمد الماوردي ، دار الكتب
العلمية ، بيروت .
3- جامع العلوم والحكم .الإمام عبد الرحمن بن رجب ، تحقيق شعيب الأرناؤوط
وإبراهيم باجس ، مؤسسة الرسالة بيروت ، الطبعة الأولى عام 1411هـ .
4- فتاوى إسلامية . جمع وترتيب محمد بن عبد العزيز المسند ، دار الوطن ، الطبعة
الأولى عام 1415هـ .
5- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، جمع عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد .
6- مختصر فتاوى ابن تيمية . تأليف محمد البعلي ، المتوفى سنة 777هـ ، دار الكتب
العلمية ، طبع الطبعة الأولى بأمر الملك عبد العزيز ، عام 1386هـ .