اطبع هذه الصفحة


"قضية تحرير الصحوة"

سعد بن عبدالرحمن بن سعد النفيسة


لا يكاد العجب ينفك عني وأنا أتأمل العديد من الكتابات المنثورة في صحفنا المحليَّة ، والتي ما تزال تصر على اغتصاب الحقائق ، واختزال الوقائع والأحداث فيما يخدم الفكرة المنطوية خلف الجُمل المطاطية ..ولا يخفى أن قضية المرأة إحدى هذه القضايا التي غدت صبوحا لهذا الكاتب وغبوقا لذاك . حيث صار من الحتمي أن الوصول إلى الشهرة أو "دهاليز" الإعلام لا بدّ أن يمر على هذا المختبر لانتقالي الذي بدوره يؤهل من يتجاوزه لأن يكون كاتبا أو مفكرا أو باحثا أو حتى عالما شرعيا لا يشق له غبار ، وما يجري في بعض القنوات الفضائية يعكس صدق ما أذهب إليه، فبمجرد أن يمرغ هذا الكاتب أو ذاك قلمه في هذا الموضوع ، وينغمس في دعايات ودعاوى هذه القضية يكون قد وصل إلى شأن عظيم وغاية كبيرة ، تصدره لأن يكون ضيفا في برنامج تلفزيوني أو مقابلة صحفية .
وما هذه القضية إلا أنموذج لخلل تعيشه هذه النخبة في تفسير الواقع وقراءة المشهد وإصلاح الحال ، وفي هذه الأيام برز باب آخر يوسع دائرة القبول في ميدان الإعلام ، ومن خلاله تمكن وسيتمكن الكثيرون من الولوج إلى عالم الإعلام والبروز ، دون الحاجة إلى الخوض في موضوع المرأة ؛ ذلكم هو موضوع "الصحوة" . إن المتابع للكتابات الصحفية في هذه الفترة لا يستطيع إغفال هذه الحملة التي تنال كل ماله علاقة بالصحوة ، ولا بأس أن يكون ذلك أيضا مدعَّما بفتوى مبتورة تسيغ هضم هذه اللقمة الكبيرة ! لقد حملت الكثير من هذه الكتابات اتهاما للنوايا وتأويلا لها بطريقة تضمن تضخيم الكذبة وإشاعتها !
إنَّ الحق الذي لا مراء فيه أنَّ هذه "الصحوة" مشروع بشري رامٍ لإصلاح الأمة وإعادتها إلى دينها ، ومن المؤكد أن الخطأ فيه وارد ، والزلل فيه كائن ، ولا يمكن حينئذ تحميله ما لا يحتمل كأن يكون رجالات هذا المشروع في طهر الملائكة المقربين ، أو تكون وسائل هذا المشروع من عند رب العالمين ! ويبقى الأمر الأهم هو أن يكون التصحيح حياديا والنقد بناء والتوجيه رحيما ، حتى نضمن النهوض بأمان والرقي بتوازن .
لقد فرضت الأحداث العالمية "غربلة" للكثير من المشاريع الإصلاحية في العالم العربي والإسلامي ، وغدت المراجعات واجبا لا بدَّ منه ، بينما كان الأجدى أن تكون هذه المراجعات والتصحيحات من أبجديات وحتميات كل مشروع بين فترة وأخرى قبل أن يكون ذلك إملاء أو استجابة لضغوط خارجية أو داخلية . ونحو هذا المراجعات كان ولا بد من وجود حركة دائمة تقوم على فحص الماضي القريب وبسطه على صفيح النقد والمراجعة فالحق أحق أن يتبع . إن ما يكتب حول "الصحوة" رغم قسوته وميله وإقصائه يحمل بين طياته خيرا لا يدركه إلا متجرد ، ولا يفقهه إلا طالب حق ، فليس كل ما يكتب غير صحيح وأيضا ليس كل ما يكتب صحيح ، ومن هنا تتأكد أهمية تعاملنا بالشفافية في التعامل مع ذلك ، بعيدا عن البحث والتنقيب في مقاصد الكاتبين والقائلين ؛ بل نجعل من ذلك نبراسا لنا في مسيرتنا نحو الأمام لتحرير "الصحوة" من قيود الاستسلام ومقعدات الرضا بالحال .. وبذلك نرسم أقوم السبل للوصول بهذا البلد الطيب إلى أعلى المراتب وأسماها ..

• إشراقة سعوديَّة :
"لقد أعادت الصحوة إلى كل مسلم اعتزازه بدينه الحنيف، وانتماءه الحضاري المشرف، وماضيه المشرف المجيد"
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله


ملاحظة :
هذا المقال في زاوية (شدو الأصيل)
التي أكتبها بصحيفة المحايد
 

مقالات الفوائد