اطبع هذه الصفحة


ليس للسعودية .. خصوصية ..!!!

حميدان بن عجيل الجهني


هكذا ينادي تلميحا أو تصريحا بعض من لايقدر للمقدسات قدرها، ولا للدين حرمته، ولا لهذا البلد الكريم مكانته...

وبهذا يطالب من لايريد لمجتمعنا صفاؤه، ولا لحكومتنا علوها ورفعتها، ولا لهذا الشعب الأبي منرلته وتميزه بين الشعوب...

بل البعض يحاول بطرق شتى التهوين من قضية القداسة والتقليل من شأن المقدسات وأنها مجرد مسميات؛وقد يشكك في صحة وصفها بالتكريم والنور!!

ولعل من أسباب ذلك ضعف قناعة جمهورهم بهويتهم الإسلامية، وأرومتهم العربية، وشعورهم بالانهزامية، وتأصل تيعية المغلوب للغالب في أنفسهم، وطول معايشة جلهم للغرب وأرتباطهم بأهله، أو إدمانهم على كتاباتهم وثقافاتهم وانبهارهم بالتقدم التقني لديهم وانصهارهم بحضارتهم المادية ، وتشرب قلوبهم عاداتهم السيئة وسلوكياتهم الخاطئة، حتى كادت أن تكون جبلة تغلب على كثير من تصرفاتهم، مما جعلهم يتعامون عن قبحها، وسوء مافيها من تفلت أخلاقي وانحراف سلوكي، وفساد إجتماعي، فضلاً عن الانحراف العقدي الذي لايمكن إغفاله..

بل بلغ بهؤلاء الوهم أن ظنوا أنها سبب تقدمهم، فحملهم ذلك إلى المطالبة بتبعية - لهم - لاضابط لها، وانفتاح - عليهم - لاحد له، وسعوا جاهدين لصبغ المجمتع السعودي العربي المسلم المحافظ بصبغة غربية عجمية كافرة منحلة تخالف عادتنا الأصيلة وتقاليدنا العريقة المستمدة من شرعنا الحنيف، متجاهلين أن هذه البلاد هي جزيرة العرب، ومهد الإسلام، ومأرز الإيمان، ضاربين بعرض الحائط النصوص الشرعية والأدلة العقلية والشواهد الحية المؤكدة أن عز هذه البلاد وسؤددها مرتبط بالإسلام عقيدة ومنهجا وسلوكا..

وأنها أرض الاسلام الذي لاتقبل سواه قال عليه الصلاة والسلام (لايجتمع دينان في جزيرة العرب) وقال تعالى عن أرض الحرم : {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} وغير مبال بالتصريحات الواضحة الجلية من حكام هذه البلاد وقادتها المؤكدة على اتخاذ الكتاب والسنة دستورا ومنهجا في جميع مناحي الحياة،

ومايشهده الواقع من كون المملكة العربية السعودية محط أنظار العالم الإسلامي كله،واعتبارها المستحقة بكل إقتدار قيادته وتمثيله في سائر المحافل، يلزمها التمسك-حكومة وشعبا- بأهداب الشريعة والالتزام بالمنهج والدستور الذي أرتضته لنفسها وعرفها العالم به، وعدم الانسياق وراء الدعايات المضللة التي ينادي بها ويدعوا إليها - بحسن نية أو خبث طوية - بعض من يتكلم بألستنا،وينتسب إلى بلادنا..

وقد يشهر لتحقيق ذلك سلاح العلم الحديث، أو يرتدي لباس الوطنية ، أو يمتطي صهوة الدين، ليموه على الناس، منقبا عن الخلافات الفقهية، مستدلا بما ضعف وشذ من الآثار، ومعرضا عن كلام علمائنا الذين تلقت الأمة فتاواهم بالقبول، بدعوى التطور والتحضر وعدم الانعزال عن العالم ،أو التخلف عن ركب الحضارة والتقوفع على الذات، وادعاء أن الخصوصية تنفص لبقية الشعوب، ونحو ذلك من الدعاوى الفجة التي يزبد بها ويرعد من خسر الرهان وعجز عن البرهان..!

وغفلوا أو تغافلوا أن تميزنا إنما هو نابع عن خصوصيتنا،و لا خصوصية لنا إلا بالتمسك بديننا الذي يدعوا إلى إعمار الأرض،وإصلاح الكون،وإتباع سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يحث على كل مافيه خير للبشرية التي إنما تطورت يوم كانت متبعه لهدية واستنار الغرب بعد تخبطه في دياجير الظلام حين اقتبس من علوم الشريعة مايضيء له دربه في شتى مناحي الحياة..

أفلا يحق لنا-إذا- أن نفخر بخصوصيتنا وقبلة المسلمين لاتوجد إلا في بلادنا؟ وماالذي يمنعنا من الاصرار على خصوصيتنا وبين أظهرنا جثمان إمام البشرية ونبي الانسانية؟

والخصوصية لا تمنع من الاستفادة مما لدى الآخرين من علوم دون التخلي عن ديننا وعاداتنا وقيمنا،قال تعالى : { قل ياأيها الكافرون * لاأعبد ماتعبدون } وقال عليه الصلاة والسلام : \"من تشبه بقوم فهو منهم\" ..
 

بقلم : حميدان بن عجيل الجهني .
المشرف العام على شبكة مفكرة الدعاة .

 

مقالات الفوائد