صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رِسَالَة إلي الإعْلامِيِّين ....إِنَّ الرَّائِدَ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ

عبدالوهاب عمارة


بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي سيدنا محمد , خاتم النبيين , وسيد المرسلين , ورحمة الله للعالمين .
وبعد
نري إعلامنا اليوم - الكثير منه - وبعض الناس يعمل عمل الذباب لا يري إلا القاذورات والنجاسات والسوءات فيسلِّط عليها الأضواء والكاميرات , ويقيم من أجلها النقاشات والحوارات , لا من أجل أن يطهِّر المجتمع ويجنِّب الناس السوءات , لا بل من أجل أن يضخِّم الزبالة في المجتمع وينشرها في أرجائه , ويُصيب من لم يُصب بها , فتعم الفوضى وتنتشر النار في الهشيم .
فلماذا هذا ؟ وما الفائدة العائدة عليهم من تدنيس أوطانهم وتخريب بلادهم ؟ , ألا يعلم هؤلاء قول رسولهم صلي الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ »
فأدني درجات الإيمان والوطنيّة هي أن تجنب الوطن وتجنب الناس السوءات والسلبيات وتكف عن أذي الناس , ولو كان الأذى بنشر السلبيات وتلويث أسماعهم بالقبيح من القول والفعل , وما أقبح هذا الأذى المعنوي , الذي يصاب به الناس من الإعلام والفضائيات , ومن نقد الإسلام والإسلاميين , وتشويه صورة المخلصين من أبناء الوطن , ونشر الحرية الغربية المزعومة , التي هي في حقيقتها التملُّص من الدين والتحرُّر من المبادئ وأيناك يا حمرة الخجل ؟! ألا يستحيي هؤلاء من كذبهم ؟ وافتضاحهم بين الناس في الدنيا قبل الآخرة ؟

إن الرائد لا يكذب أهله رسالة النبي صلي الله عليه وسلم للإعلام

روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) صَعِدَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِى « يَا بَنِى فِهْرٍ ، يَا بَنِى عَدِىٍّ » . لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ « أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِى تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِىَّ » . قَالُوا نَعَمْ ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقاً . قَالَ « فَإِنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ » . فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ ( تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ )
وبهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع للأمة أسس الأعلام فقد اختار مكاناً عالياً وهو الجبل ليقف عليه وينادي على جميع الناس فيصل صوته إلى الجميع، وهذا ما تفعله محطات الإرسال في عصرنا الحديث لتزيد من عملية الانتشار الإذاعي،
ثم اختار لدعوته الأساس المتين ليبني عليه كلامه وهو الصدق، وبهذا يكون - صلى الله عليه وسلم - قد علَّم رجال الإعلام والدعوة أن الاتصال بالناس بهدف إعلامهم أو دعوتهم، يجب أن يعتمد وبصفة أساسية على الثقة التامة بين المرسِل والمستقبِل: أو بين مصدر الرسالة والجمهور الذي يتلقى الرسالة، كما أن المضمون أو المحتوى يجب أن يكون صادقاً لا كذب فيه . (السيرة النبوية للدكتور علي محمد الصلابي )
وفي رواية آخري للحديث (الحمد لله أحمده وأستعينه، وأومن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله. والله الذي لا إله إلا هو، إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة.... الحديث ) (فقه السير للعلامة محمد الغزالي)
إن الرائد لا يكذب أهله , فكيف يكذب أهله وهو الأمين عليهم وهو الوصي بهم ؟ فمن أراد أن يحقق الريادة في أي مجال وخاصة في مجال الإعلام فينبغي له , لا أقول أن لا يكذب , بل أقول أن يتحري الصدق ولا يزال يتحري الصدق حتى يكتب عند الناس رائدا . وبلغة الإعلام : التزام المهنية في العمل وميثاق الشرف الإعلامي .

فساد إعلام قريش

إن هذا الإعلام الفاسد والمشوِّه للحقائق , فيَلْوِي أعناق الكلام , يخرج علي الناس بما يريد هو لا بالواقع والحقيقة , ويصور للناس ما يَتصوَّر هو , ولو بالسحر أقصد سحر الكلام , وليسوا بهذا بِدْعاً من الأمر, إنهم بذلك يتبعون سنن من قبلهم من معاندي مكة , يقول الدكتور علي محمد الصلابي : ولذلك نظمت قريش حرب إعلامية ضده لتشويهه صلي الله عليه وسلم , قادها الوليد بن المغيرة حيث اجتمع مع نفر من قومه، وكان ذا سن فيهم، وقد حضر موسم الحج فقال لهم: يا معشر قريش! إنه قد حضر الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيكَذِّب بعضكم بعضاً، ويردَّ قول بعضكم بعضاً.
فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأياً نقول به. قال: بل أنتم قولوا أسمع , فقالوا: نقول كاهن , فقال: ما هو بكاهن، لقد رأيت الكهان فما هو بزمزمة(الزمزمة :كلام خفي لا يسمع) الكاهن وسجعه , فقالوا: نقول مجنون , فقال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو تخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته , فقالوا: نقول شاعر , فقال: ما هو بشاعر، قد عرفنا الشعر برجزه وقريضة ومقبوضه ومبسوطه ، فما هو بالشعر, قالوا: فنقول ساحر, قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحّار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا عقده , قالوا: فما نقول يا أبا عبد شمس؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة وإن أصله لعذق (العذق: النخلة.)، وإن فرعه لجناة(الجناة: ما يجني من الثمر) وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل. وإن أقرب القول لأن تقولوا: ساحر، فقولوا: ساحر يفرق بين المرء وبين أبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته
فأنزل الله تعالى في الوليد: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا *وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا *سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (المدثر:11-26).
ويتضح من هذه القصة أن الحرب النفسية المضادة للرسول - صلى الله عليه وسلم - لم تكن توجه اعتباطاً وإنما كانت تعد بإحكام ودقة بين زعماء الكفار، وحسب قواعد معينة هي أساس القواعد المعمول بها في تخطيط الحرب النفسية في العصر الحديث، كاختيار الوقت المناسب، فهم يختارون وقت تجمع الناس في موسم الحج، والاتفاق وعدم التناقض وغير ذلك من هذه الأسس حتى تكون حملتهم منظمة، وبالتالي لها تأثير على وفود الحجيج، فتؤتي ثمارها المرجوة منها، ومع اختيارهم للزمان المناسب فقد اختاروا أيضاً مكاناً مناسباً حتى تصل جميع الوفود القادمة إلى مكة .

إِنَّهَا المَصَالِحُ

فقد كانوا يريدون أن تبقى لهم منزلتهم المرموقة، وأمجادهم العريقة، ويريدون أن تبقى لمكة قداستها عند القبائل العربية؛ إذ كانوا يظنون أن الإسلام يسلبها هذه الميزة، ويجعل العرب يغزونها، ويمتنعون عن جلب الرزق إلى أسواقها، وينسون أن الله هو المنعم عليهم بالأمن والرزق:{وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا ءَامِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (القصص: 57).
ولم تكتف قريش ببث الشائعات، وإطلاقها من مكة، بل كانت تلاحق الداعي المختار - صلى الله عليه وسلم -، حيثما ذهب، وتجند من سفهائها من ذوي الأحلام الطائشة، والنفوس المريضة ليسيئوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يشوهوا سمعته بين القبائل، كيلا يجرؤ أحد على إيوائه، أو اتباعه، وقد ظن طغاة مكة وخُيِِّل لهم أن بإمكانهم أن يطفئوا نور الله بأفواههم، وأن يحجبوا الشمس بأيديهم الصغيرة وأن يقضوا على هذه الدعوة في بدايتها، ولكن خاب سعيهم وتحقق قول الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} (الصافات: 171-173). (السيرة النبوية :علي محمد الصلابي)
ومغرضون اليوم يفعلون ما فعله مغرضون الأمس بنفس الطريقة وبذات الأسلوب .

كن نخلة :

إن هذا الزمن يحتاج منا أن نضحِّي بكل شيء من أجل أوطاننا , وأن نكون شُعَلاً نضيء للناس طريق الهداية , ونُنِير لهم دروب الرشاد , حتى نبني أوطاننا ونعزّ أمتنا , وكفانا تخلفا عن ركب الحضارة وقافلة الرقي والتقدم , فلتكن معول بناء لا معول هدم , إن المصري ولا سيما المسلم نافع بطبعه , روى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ « أَخْبِرُونِى بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لاَ يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلاَ وَلاَ وَلاَ ، تُؤْتِى أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ » . قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَوَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لاَ يَتَكَلَّمَانِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئاً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « هِىَ النَّخْلَةُ » . فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ يَا أَبَتَاهُ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِى نَفْسِى أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ قَالَ لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئاً . قَالَ عُمَرُ لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا .
إن المؤمن الصادق المحب لوطنه ودينه وقومه المناضل من أجل الحق والحقيقة كل شيء فيه نافع كما هو الحال في النخلة ثمرها وساقها وجريدها وأوراقها حتى النوى يدخل في علف الحيوانات , وهكذا المؤمن يجب أن يكون .

كن نحلة :

قال الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم « إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَُ الْخَائِنُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ وَسُوءُ الْجِوَارِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَبِ نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَلَمْ تَغَيَّرْ وَلَمْ تَغَبَّرْ وَلَمْ تَنْقُصْ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ أَكَلَتْ طَيِّباً وَوَضَعَتْ طَيِّباً وَوَقَعَتْ عَلَى عُودٍ فَلَمْ تَكْسِرْ وَلَمْ تُفْسِدْ » . قَالَ وَقَالَ « أَلاَ إِنَّ لِى حَوْضاً مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ - أَوْ قَالَ صَنْعَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ - وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبَارِيقِ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ هُوَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَداً » . رواه أحمد , وقال الألباني قوي بالطرق
إن الله يبغض الفحش بالقول أو بالفعل أو بنشره ونقل أخباره بين الناس للإضرار بهم , إنه الصادق الأمين يخبر عن واقعنا , فالأمين فينا مخون والإسلام والشريعة رجعية والإسلاميون متخلفون , واللادينيون والشواذ وبغاة الفتنة والانحراف متحضرون مثقفون ومن نخبة المجتمع ؟ آمنت بالله وبرسوله
ويضرب النبي صلي الله عليه وسلم مثلا للمؤمن كالنحلة ,
إنك تعجب من عالم الحشرات عندما تراه يضاهي عالم الإنسان , فتجد فيه الذباب النفعي الضار بغيره من أجل مصلحته ويهلك من يهلك , فيأتي علي الأشياء القذرة ويحطُّ عليها ويحمل معه الداء والأمراض ،
والنمل مملكة النظام والانسجام ولكن من أجل نفسه , فيجمع ويعمل لكن من أجل أن يخزن لنفسه ولنفسه فقط ,
أما النحل فيسقط برشاقة علي الأزهار يشتمُّ عبيرها , ويستنشق رحيقها , فيجمع ويحول ما جمع إلي عسل مصفي طُعْمَة للطاعم وشفاء للناس ,فالمؤمن بسلم شافٍ يُوضَع علي الجرح فبه يبرأ .

لا تكن زبَّالا

- مع كامل احترامنا للزبَّال ومهنته وشخصه فهي مهنة شريفه ولكن لضرب المثل -
الزبال يأتي الحديقة لا من أجل أن يبحث عن الأزهار والأشجار ولكن من أجل أن يبحث عن الزبالة والقمامة وفضلات الناس , فلا تقع عينه إلا علي الزبالة وربما لا يري الأزهار ولا تعني له شيئا ,
وحتى الزبّال يجمع الزبالة ليواريها عن أعين الناس .
فلا تكن في نظرتك للناس والمجتمع كنظرة الذباب أو النمل أو الزبَّال ,
بل كن كالنحل وكن نخلة ,وحتى لو وقعت عينك علي سوأة فاسترها وأصلحها كما يصلح الزبَّال الحدائق
ويبعد عنها القمامة .
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا , استعملنا في الخير والإصلاح , واجعلنا مفاتيح للخير , ولا تتركنا لأنفسنا وأهوائنا فنكون مفاتيح للشر , اللهم آمين .
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات: 180 -181)
والصلاة والسلام علي


من بلغ العلى بكـمـالـه *** كشف الدجى بجماله
عظمت جميع خصالـه *** صلوا عليه وآلــه


عبدالوهاب عمارة
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف
elshikhaboans@yahoo.com




 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية