اطبع هذه الصفحة


المنهج الرباني
وسطيته وتمايزه عن المناهج المحدثة

سامح عبد الإله عبد الهادي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الهادي إلى صراط مستقيم، والصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد :
فإن الناظر في واقع الأمة اليوم، يرى تبايناً واسعاً، واختلافاً واضحاً فيما تبنته من أفكار، وسارت عليه من مناهج، غير أن الحق الذي لا يتجادل فيه اثنان، ولا يتمارى فيه خصمان أن المنهج الرباني واحد لا يتعدد، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ " خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ -قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ – عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ  (إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) ( الأنعام، 153 )
ومن الملاحظ أن المناهج المحدثة قد تتفق في بعض أو أكثر معتقداتها وأفكارها مع المنهج الرباني، إلا أنها تفترق عنه في النهاية، تعظيماً لما تراه الحق الذي ينبغي على الناس اتباعه وتبنِّيه!
ومما يلاحظ أيضاً على هذه المناهج أنها تتأرجح ما بين الغلو والتفريط، وهذا الأمر متوقع لمن حاد عن منهج أهل الحق الذي ينبغي على الجميع اتباعه.

والسؤال الذي يلحُّ علينا بالإجابة:

* ما الأسباب التي أدَّت إلى انحراف هذه المناهج وحيدتها عن سبيل أهل الحق ؟
إن الأسباب كثيرة متشعبة، ومع هذا فإننا عند التأمل يمكن لنا أن نرجعها إلى ثلاثة رئيسة هي :

أولاً:
الجهل بالمنهج الرباني، ولا يمكن لأحد أن يجتنب الوقوع في الخطأ والانحراف مالم يتعرف على هذا المنهج، ويتبين معالمه، ويقتدي بأعلامه السابقين، ويسترشد بأئمته المعاصرين، وللإنصاف فإن تحميل أعداء الإسلام وحدهم مسؤولية تجهيل الأمة المحمدية - مع ما يقومون به فعلاً من سعيٍ حثيثٍ للتجهيل، سواء بإغراق مجتمعاتنا بالشهوات، أو بما يقومون به من سرقة منظمة للعلماء، أو بما يفرضونه على الدول العربية والإسلامية من قوانين تحول بينهم وبين التقدم العلمي، أو بما يقومون به من ابتزازٍ مالي وضغوطٍ تتمثل بالقروض الباهظة المتبوعة بالفوائد الملعونة- إن تحميلهم المسؤولية الكاملة مع كل هذا ليس من الإنصاف، فالمجتمع المسلم في عصرنا هذا يعيش حالة من الغفلة، وهو معروف عالمياً بأنه مجتمع لا يقرأ، حتى غدا معروفا في أواسط المثقفين أن أمة اقرأ لا تقرأ.

ثانياً:
اتباع الهوى، وهو من أخطر الأمور التي تحيد بصاحبها عن سبيل أهل الحق، يقول سبحانه وتعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا)(الفرقان 43) قال ابن عباس" الهوى إله يعبد من دون الله"[1].
 وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية كلاماً مهماً عن الهوى لابد من تأمله، قال "وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بالثلاث المهلكات والمنجيات[2] التي ذكر أنه عند المهلكات عليك بخويصة نفسك؛ أنه قال " شحٌّ مطاع وهوىً متَّبع "[3] فجعل هذا مُطاعاً وهذا مُتَّبعاً  وهذا والله أعلم لأن الهوى هوى النفس و هو محبَّتها للشيء وشهوتها لهُ سواءٌ أُريدَ به المصدر أو المفعول. فصاحب الهوى يأمره هواه ويدعوه فيتْبَعُه كما تتبعُ حركات الجوارح إرادة القلب، ولهذا قال تعالى( وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا )( المائدة 77) وَقَالَ : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ )( القصص 50) وهذا يعمُّ الهوى في الدين كالنصارى وأهل البدعِ في المقالِ والقدَرِ. كما كان السلف يسمُّونهم أهلَ الأهواء : من الرافضة والخوارج وهذا الهوى موجود في كثير من الفقراء والفقهاء إلا من عصمه الله "[4]

ثالثاً:
كيد أعداء الإسلام، والتي تمثلت بأمور كثيرة منها :
1- دراسة الميراث الإسلامي العظيم وتصيُّد الأخطاء البشرية التي لا يسلم منها أحد للنيل من هذا الدين العظيم.
2- محاولة الدّس فيه وتفسير حوادثه بما يريدون وكيفما يشاؤون.
3- بثُّ الشبهات من خلال مواقعهم الإلكترونية وقنواتهم الفضائية ومفكريهم وعملائهم.
4- بثُّ الإشاعات التي طالت لتنال من مقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأزواجه وصحابته وأعلام المسلمين.
 5- التشكيك في مصادره ومحاولة العبث بها، وقد بذلوا لهذا الأخير جهوداً جبارة وأموالاً طائلة وأوقاتاً طويلة، وانظر مثلاً ( المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) و(مفتاح كنوز السنة)، فقد بذل المستشرقون في سبيل إخراج هذين الكتابين سنين طويلة، كان الهدف منها تسهيل الوصول إلى الحديث الذي يريدونه في أمهات كتب السنة[5]، وما كل هذا إلا للصدِّ عن دين الله تعالى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف 8).

 إذن، فإن العصمة والنجاة من هذه الأمور يبدأ بعد توفيق الله سبحانه بالتعرف إلى هذا المنهج العظيم، للسير عليه من غير انحراف أو زيغ، وإليك المعالم الرئيسة له:
المنهج الرباني هو المنهج الإلهي الحق الذي يربط صاحبه بالقرآن والسنة، ويلزم صاحبه بالتجرُّد لهما، حيث يقول الله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا( الأحزاب36) وقال سبحانه (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(النساء 65).
 و هو المنهج الذي فهمه أعلم البشر بسيد البشر؛ الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم وارتضاهم لنصرة نبيه صلى الله عليه و سلم وحمل العلم عنه لنشره بين الناس.
وهو المنهج الذي سار عليه التابعون ومن تبعهم من علماء هذه الأمة، من غير اكتراث بكثرة المخالفين له على مرِّ العصور و الأزمان، قال سبحانه (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( التوبة 100).
قال ابن عمر رضي الله عنه " من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عيله وسلم، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا على الهدى المستقيم "[6].
وقال الفضيل بن عياض عليه رحمة الله ما معناه (الزم طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكيــن )[7].
هذا المنهج يعرف بمنهج: ( أهل السنة والجماعة )، أو ( السلف الصالح )، وهو يدعو صاحبه لأن يتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملة، فهو منهج متكاملٌ لا يغلِّب جانباً على الجانب الآخر، وسطٌ لا غلو فيه ولا تفريط، يتمايز عن سائر المناهج والفرق باتِّزانه واعتداله:
فلا ترى فيه غلواً في تقديس الشيوخ ، ولا جفاءً وقدحاً في العلماء.
فأهل السنة يقدرون العلماء ويعرفون لهم حقهم، ولا يأخذون بما شذّوا به، ولا ينالونهم بألسنة القدح، بل يعتذرون لهم بالأعذار ويناصحونهم ويدعون لهم بالتوفيق والسداد.
وهم وسط بين من انتحل الإرجاء مذهباً ليسوغ به الأخطاء ويبرِّر به الكفر، وبين الذين استحلوا بغلوِّهم دماء المسلمين بدعوى الكفر، حتى شابهوا الخوارج وداروا في فلكهم.
 فأهل السنة يكفرون من ثبتت في حقه الشروط وانتفت في حقه الموانع وأقيمت عليه الحجة، ولا يرون الإرجاء مذهباً  كما لا يستبيحون دماء الأبرياء، بل يرون كل ذلك منكراً يجب التحذير منه.
وهم وسط بين  الذين غلو في مقام نبينا صلى الله عليه وسلم حتى أجازوا عبادته ببعض العبادات كالاستغاثة والدعاء والحج، وبين الذين تنكروا لسنته ورفضوها بحجة أنها لا تتناسب مع واقعنا المعاصر وأنها كانت مناسبة لجيل ذهب وانتهى.
فأهل السنة ينزلون النبي صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله تعالى إياها، فهو خير البشر و سيدهم وهو المقَدَّمُ في الحب على النفس والمال والولد، ولكنه بشر كسائر البشر،لا يعبد وإنما يطاع ويتبع، ولا يُتَنكَّر لسنته بل يعتصم بها، وهي العلامة الفاصلة بين من أحب الله ومن ادَّعى محبته، قال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران 31) .
وهم وسط بين من تميَّع في أمر دينه ليرضي أذواق الناس من المسلمين والكافرين، وبين من تنطَّع وتزمَّت حتى أوصل الكثيرين إلى الاعتقاد بأن كل من التزم السنة في مظهره واحد من هؤلاء.
فأهل السنة لا يخجلون من دينهم ولا ينهزمون أمام بهرجة الدنيا المعاصرة، وقوانين الدول الكافرة، كما أنهم ينزلون مسائل الشريعة منزلتها اللائقة بها من غير تحميلها ما لا تحتمله.
وبالجملة فأهل السنة وسط متميزون بوسطيتهم، قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)(البقرة 143 ).

كما أن لهذا المنهج المبارك صفات تميِّزه عن غيره من المناهج المنحرفة من الواجب ذكرها والتنبيه عليها ليدرك القارئ مدى الافتراق بينه وبين غيره من هذه المناهج، وهي :

أولاً: أنه منهج زكاه الله في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته، قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( التوبة 100 ) و قال صلى الله عليه و سلم "عليكُم بسنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذ وإيّاكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ "[8] وقال صلى الله عليه و سلم " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "[9]. 
ثانياً: أنه منهج لا يتعصب للأقوال والمذاهب،  بل يحترمها ويأخذ بما فيها ويجعل الدليل من القرآن والسنة هو الفيصل عند وقوع الاختلاف عملاً بقوله تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (النساء59).
ثالثاً: أنه منهج يدعو للاجتهاد وتحرير العقل من التقليد الذي يبلِّده ويجعل من صاحبه إمعة، ويرى أن الأئمة الأعلام تختلف أفهامهم واستنباطاتهم ومع هذا فإنهم في الحقيقة مجتمعون في رجوعهم إلى الكتاب والسنة، فالاختلاف بينهم واقع في الفرع لا في الأصل الذي يجب الاجتماع عليه.
رابعاً: أنه منهج يدعو ويحث على طلب العلم ورفع الجهل عن صاحبه، كما يدعوه للعمل بهذا العلم وتجريد الإخلاص لله عز وجل في ذلك.
خامساً: أنه منهج متكامل لا يعتني بالجانب العلمي على الجانب الخلقي، ولا بالجانب السياسي على الجانب العقدي، ولا بالجانب التربوي عن الجانب الجهادي.
سادساً: أنه المنهج الذي ارتضاه أعلام هذه الأمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وغيرهم.
إن منهج السلف يفتح أمام المسلم باب التعاطي مع الحداثة والتقدم باتزان وانضباط متمثلٍ بالقواعد والأصول،فهو متسلِّح بالقرآن والسنة، وسائر على درب من سبقه إلى الجنة، متعلق بقوله سبحانه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا )(طه 114).

اللهم اهدنا صراطك المستقيم، ولا تزِغنا عنه فنكون من الهالكين، وصلى الله على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.
 
كتبه: سامح عبد الإله عبد الهادي
باحث وداعية إسلامي


-----------------------------------------------
[1] تفسير القرطبي ( 13 \ 36 ).
2،3  حديث الثلاث المهلكات والثلاث المنجيات يروى عن أنس مرفوعاً بلفظ " ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه من الخيلاء وثلاث منجيات العدل فى الرضا والغضب والقصد فى الغنى والفقر ومخافة الله فى السر والعلانية " أخرجه الطبرانى فى الأوسط برقم (5452) بإسناد ضعيف، وأخرجه البيهقى فى شعب الإيمان برقم (745) ، وأخرجه أيضًا : القضاعى فى الشهاب برقم (326) ، وأبو نعيم فى الحلية (2/343) وقال : هذا حديث غريب من حديث قتادة . راجع (جامع الأحاديث \ الحديث رقم 11207).
أما الحديث الذي في نهايته ( عليك خويصة نفسك ) فيروى عن أبي أمية الشعباني قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني، قال قلت: كيف تصنع في هذه الآية ؟ قال أية آية ؟ قلت (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) . قال: سألت عنها خبيرا . سألت عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال " بل ائتمروا بالمعروف . وتناهوا عن المنكر . حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً ، وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمراً لا يدان لك به فعليك خويصة نفسك، ودع أمر العوام فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن على مثل قبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون بمثل عمله ) رواه ابن ماجه برقم (4014) وهو حديث ضعيف الإسناد، وقد ضعفه الألباني في سنن ابن ماجه.
 
[4] مجموع الفتاوى (18 \ 332 ).
[5] غير أن السحر انقلب على الساحر، فقد استفاد علماء المسلمين من هذين الكتابين استفادة عظيمة في تخريج الأحاديث والحكم عليها، وكان هذا بفضل الله سبحانه، ثم بفضل الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي - رحمه الله- الذي قام بترجمتها ونشرها، فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
[6] كذا أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/306،305) بإسناد حسن.
[7] الأذكار للنووي، ص246.
[8] رواه أبو داود برقم (4607)، والترمذي برقم (2676) ( م )، وابن ماجه برقم (42)، والحديث صحيح، وقد صححه الألباني في أحكامه على السنن.
[9]  البخاري برقم (2652)، ومسلم برقم (2535).


 

مقالات الفوائد