اطبع هذه الصفحة


مجموعة الفوائد الأولى

موسى بن سليمان السويداء


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


(( أثر في السنة ))
( عائشة قالت : إن أبا بكر – رضي الله عنه – قال : لستُ تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به , إلا عملت به وإني لأخشى إن تركتُ شيئاً من أمره أن أزيغ .
قال ابن بطة العُكبري : هذا يا إخواني الصديق الأكبر يتخوف على نفسه الزيغ , إن هو خالف شيئاً من أمر نبيه صلى الله عليه وسلم , فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم , وبأوامره , ويتباهون بمخالفته , ويسخرون بسُنته ؟ .. نسأل الله عصمته من الزلل ونجاة من سوء العمل ) .
الإبانة الكبرى , عبيد الله بن بطة العكبري الحنبلي , ج1 ص246

(( في حفظ الوقت ))

قيل لأبي العتاهية : أي شعر أحكم عندك وأعجب إليك ؟
قال : قولي :

علمت يا مجاشع بن مسعدة
أن الشباب والفراغ والجِدة
مفـسـدة للمـرء أي مفســدة

خاص الخاص , لأبي منصور الثعالبي , ص 350

(( نبي الله سُليمان وجيّشه العظيم في ضيافة الهُدهد ! ))

( حكى القزويني : أن الهدهد قال لسليمان – عليه السلام - : أريد أن تكون في ضيافتي , قال : أنا وحدي ؟! قال : بل أنت وأهل عسكرك في جزيرة كذا في يوم كذا , فحضر سليمان – عليه السلام – بجنوده فطار الهدهد فاصطاد جرادة فخنقها ورمى بها في البحر , وقال : كلوا يا نبي الله من فاتهُ اللحم ناله المرق ! فضحك سليمان وجنوده من ذلك حولاً كاملاً ) .
حياة الحيوان الكبرى , كمال الدين الدميري لشافعي , ج2ص196

(( الاعتماد على الأشهر الإفرنجية من التشبه بالكفار))

( من التشبه بأعداء الله تعالى الاعتماد في المواقيت على الأشهر الإفرنجية , متابعة للإفرنج ورغبة عما كان عليه المسلمون من الاعتماد في ذلك على الأشهر العربية , وقد وقت الله تعالى للمسلمين بالأشهر العربية , فقال تعالى : { يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } فمن رغب عن التوقيت بالأشهر العربية , فقد رغب عما شرعه الله للمسلمين واتبع سنن أعداء الله الضالين ) .
مختصر الإيضاح والتبيين , عبدالله الجارالله , ص19

أبيات في ذم الحرص الزائد , لعلي بن محمد البسامي :

ألا رُبَّ بـاغٍ حـاجـةً لاينـالُهـا * * * وآخـر قـد تُقضـى لـه وهـو آيـسُ
يُحاولهـا هذا وتُقضـى لِغيـرهِ * * * وتأتي الذي تُقضى لهُ وهو جالِسُ

روضة العقلاء , الحافظ أبي حاتم ابن حبان , ص222

(( أكثر الحروف وأقلها استعمالاً عند العرب ))

( قال ابن دريد : وأعلم أن أكثر الحروف استعمالاً عند العرب الواو والياء والهمزة , وأقلّ ما يستعملون على ألسنتهم لثقلها الظاء , ثم الذال , ثم الثاء , ثم الشين , ثم القاف , ثم الحاء , ثم العين , ثم النون , ثم اللام , ثم الراء , ثم الباء , ثم الميم . فأخفُّ هذه الحروف كلهّا ما استعملته العرب في أصول أبنيتهم من الزوائد لاِْختلاف المعنى ) .
المُزهِر في عُلوم اللغَة وأنواعِهَا , جلال الدين السيوطي , ج1ص195

(( أثر في السُّنة ))

( عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : ليوطنن المرء نفسه على أنه إن كفر من في الأرض جميعاً لم يكفر , ولا يكونن أحدكم إمعة , قيل : وما الإّمعة ؟ قال : الذي يقول أنا مع الناس إنه لا إسوة في الشر ) .
الإبانة الكُبرى , ابن بطة العُكبري , ج1ص194

(( صورة مشرفة في الصبر على الفتنة والمحن ))

جاء في ترجمة شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الحنبلي المتوفى سنة (481هـ ) , قال الذهبي : ( وقد امتحن مرات ، وأوذي ، ونفي من بلد .
قال ابن طاهر : سمعته يقول : عرضت على السيف خمس مرات ، لا يقال لي : ارجع عن مذهبك .
لكن يقال لي : اسكت عمن خالفك .
فأقول : لا أسكت ) .
تذكرة الحفاظ , الحافظ الذهبي , ج3 ص1184

أبيات في ذم الحرص الزائد , لعلي بن محمد البسامي :

ألا رُبَّ بـاغٍ حـاجـةً لاينـالُهـا * * * وآخـر قـد تُقضـى لـه وهـو آيـسُ
يُحاولهـا هذا وتُقضـى لِغيـرهِ * * * وتأتي الذي تُقضى لهُ وهو جالِسُ

روضة العقلاء , الحافظ أبي حاتم ابن حبان , ص222

(( نهاية الـظلـم ))

( مازلت أسمع عن جماعة من الأكابر وأرباب المناصب أنهم يشربون الخمور ويفسقون ويظلمون , ويفعلون أشياء توجب الحدود .
فبقيت أتفكر .. أقول متى يثبت على مثل هؤلاء ما يوجب حداً ؟! ولو ثبت فمن يُقيمه ؟
وأستبعد هذا في العادة لأنهم في مقام احترام لأجل مناصبهم .
فبقيت أتفكر في تعطيل الحد الواجب عليهم , حتى رأيتهم قد نُكبوا وأخذوا مرات , ومرت عليهم العجائب .
فقُوبل ظلمهم بأخذ أموالهم , وأخذت منهم الحدود مضاعفة بعد الحبس الطويل , والقيد الثقيل , والذل العظيم . وفيهم من قُتل بعد ملاقاة كل شدة , فعلمت أنه ما يُمْهل شيء , فالحذر الحذر فإن العقوبة بالمرصاد ) .
صيد الخاطر , أبو الفرج ابن الجوزي , ص114

أبيات في الحث على التحرّي والأمانة في الكتابة :

وما من كاتب إلا ســتبـقى * * * كـتـابـتـهُ وإن بـلـيـت يـداهُ
فلا تنسخ بخطك غير علمٍ * * * يسرك في العواقب أن تراهُ

الطيوريات , أبي طاهر السِّلفي , ص517

(( مـن حِـكـم الـعـلـمـاء ))

( احتج إلى من شئت تكن أسيرة , واستغني عمن شئت تكن نظيرة , وأحسن إلى من شئت تكن أميره ) .
شيخ الإسلام ابن تيمية , مجموع الفتاوى , ج1ص39

(( قصة الشيخ ابن سعدي مع الملك عبدالعزيز حول يأجوج ومأجوج ))

( سبق وأن كتب العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي العالم الشهير – اجتهاداً منه – أن يأجوج ومأجوج هم الصين .
سمعت الشيخ عبدالله بن محمد حميد – رحمه الله – قال :
لما اشتهرت هذه المقالة عن الشيخ ابن سعدي استدعانا الملك عبد العزيز باستدعاء الشيخ ابن سعدي برئاسة الشيخ محمد ابن إبراهيم , قال الشيخ عبدالله : فأعددنا بحثاً حول هذا الموضوع ظناً منا أنه سيحصل بحث ومناقشات , غير أن الاجتماع تم بمقالة الملك عبدالعزيز حينما , قال :
الشيخ إبراهيم ابن جاسر ذهب إلى العراق ومات هناك وأنا – والله – لا أكرهه , وأما ابن عمرو فقد قتلته وما قتلت عالماً قبله , واليوم أنت يا عبدالرحمن إن كان عندك علمٌ فهذا اليمن محتاج إلى طلاب العلم , فلا حاجة لنا في هذا البحث عن يأجوج ومأجوج .
قال الشيخ عبدالله : وأنفض المجلس بهذه الكلمة واعتذر الشيخ ابن سعدي عن مقاله وأخبر أنه لم يطبع ويتوقف عن رأيه , ويرى ما رأى المشايخ وما قاله هو اجتهاد منه شخصياً ويستغفر الله ويتوب إليه من القول على الله بلا علم ) .
قلت : هذا التصرف من الملك عبد العزيز يبدو أنه ليس مقصداً دينياً , بل مقصد سياسياً كما يحدث اليوم من إقالة المشايخ من مناصبهم لإرضاء الغير . علماً أن العلماء قديماً وحديثاً لهم اجتهادات كثيرة مختلفة ومرجوحة غير صحيحة , ومع هذا لم يُعنّفهم أحد أو يلوح بقتلهم كما جرى للشيخ السعدي .. والله أعلم .
تاريخ من لا ينساه التاريخ , الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق , ص113

أبيات للخليل بن أحمد الفراهيدي في جاهل :

لو كُنت تَعلم ما أقول عذرتنيْ * * * أو كُنت تعلم ما تقول عَذلتكـا
لكـن جهلتَ مقالتـي فعـذلتنـيْ * * * وعلمـتُ أنـك جاهـلٌ فعذَرتُكا

جامع بيان العلم وفضله , ابن عبدالبر , ص288

(( المحدث الحافظ الحارث بن أبي أسامة يحرم بناته الست من الزواج ! ))

( وكان سبب أخذ الأجرة على الرواية أنه كان محتاجاً ذا عيال وصاحب بنات لم تزوّج , وكان يقول : لي ست بنات , كبراهن بنت سبع وسبعين سنة وصغراهن بنت ثلاث وستين سنة , ما زوّجت واحدةً منهن , لأني محتاج لا استطيع التزويج والتجهيز . وكنت أودّ أن أنكحهن برجال موسرين , وما جاءني إلا فقير فكرهت أن أزيد في عيالي وأتحمل نفقته على نفسي ) .
قلت : عاش الحارث بن أبي أسامة 97 سنة وتوفي عام 282 للهجرة النبوية .
عبدالعزيز بن ولي الله الدهلوي الهندي , بستان المحدثين , ص54


 

مقالات الفوائد