اطبع هذه الصفحة


بيان الشعب المسلم

علي جابر سالم الفيفي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


عبر البريد , وصلتني رسالة بعنوان – بيان الشباب السعودي ! – وبما أني وغيري من – الشباب السعودي - في هذا الوقت نمر بحالة من الشعور بالإنكسار والإهانة , نتيجة انطلاق شعلة العار , برعاية رسمية مع الأسف , وشعلة العار هذه ليست الأولى ولا الأخيرة , بل هي حلقة من حلقات التردي التي تِؤسفنا ولا تسرنا, وتمحوا ما كنا نفاخربه يوما أمام غيرنا من الشعوب من حولنا , تلك الشعوب التي نراها اليوم تحاول أن تخرج من الكابوس الذي وضعت نفسها يوما فيه , لتدور الايام دورتها , ونحل نحن في ذلك الموضع , وبرضانا نحمل الشعلة التي احرقت من قبلنا !
لأجل هذا فقد امتلأتُ بالكثير من التفاؤل عندما رأيت الرسالة ولكني بمجرد ان وضعت عيني على مضمونها عادت الي حالة الخذلان والانكسار .

امتلأ البيان بالكثير من الالفاظ الهلامية والمطاطية , التي أصبحت للأسف حاضرة عبر وسائل الاعلام والكتابات واللقاءات , كشماعة يلتجئ إليها كل من يريد أن يكشف سوءته ويخاف من الإنكارعليه , وهذه الالفاظ بدأت تحل في المحل الأسمى عند شريحة كثيرة من الكتاب ومرتادي الثقافة , بدلا من الالفاظ والمسميات الشرعية التي وردت وامتلأ بها القران والسنة وكتب سلف الامة ومنظريها منذ بزوغ شمس الاسلام الى يومنا هذا , ولو طُلب مني أن احلف لحلفتُ أن ثلاثة أرباع الموقعين على البيان المزعوم لا يعرفون أغلب ما فيه وما أهدافة وما معنى ألفاظه , وكان الواجب بناء على هذا ان يدرس الموقعون هذه الالفاظ والمصطلحات ويفهموا معانيها , ليس لأهميتها كلا , ولكن حتى يكون لديهم فكرة عن ما هم مقدمون للتوقيع عليه .
وكما جزمت في هذه , فإني أجزم أيضا أن هذا البيان إنما هو ردة فعل لحالة السقوط والمنع التي مُني بها ملتقى النهضة , والذي انكشفت حقيقته - ولله الحمد - أمام الناس , بعد أن اتضحت أخيرا خاصة أن الممشرفين عليه قد حرصوا منذ انطلاقته على ان يعمل بهدوء ولا يلفت الانظار نحوه كما حرصوا أيضا على أن يجعلوا على رأس هرمه رجل كان له سابقة معروفه ولا يزال يحتفظ بمكانته بين اهل العلم والمتابعين , إلا أن انكشاف سوءة الملتقى وحقيقته تجعلنا أمام استفهامات كثيرة وكبيرة عن حقيقة ما يدعوا إليه ويريده الشيخ سلمان العودة في ظل صمته ومحاولة تجاهله لما حدث للملتقى وردود الافعال التي حصلت حتى تم منعه وبعد منعه !

وحتى نعرف حقيقة هذا الملتقى , نجد تصريح صاحب فكرته – مصطفى الحسن -والذي صرح بأن المشاركون فيه شبابا وفتيات ما بين 18 الى 27 سنة وهم يجلسون في ورش العمل والندوات المقامة في الملتقى جنبا الى جنب ! ربما ليكتسبوا ثقافة ذاتية , قياسا على التدفئة الذاتية , التي يتجه اليها بعض البشر عند اشتداد البرد , وعدم وجود التكييف الحار , فيتجهون الى التلاصق بين الاجساد حتى يدفئ بعضها بعضا !
والحديث هنا عن – بيان الشباب السعودي - إلا أني أسهبت في الحديث عن (( الملتقى )) ذلك لكون البيان أصلا لم يصدر إلا كردة فعل عن أمور جوبهت بالممانعة والرد لعل من اهمها الملتقى , فحتى نعرف حقيقة البيان ومالمراد منه وما هدفه وما سببه علينا أن نعرف حقيقة الملتقى جيدا لكي نعرف بعد ذلك حقيقة البيان المزعوم .

ويجدر هنا أن ننبه إلى أمر , وهو ان العدد والكثرة ليس شيئا أساسيا يُعتمد عليه , ولا هو معيار يُعرف به الحق من الباطل , بل الحق هو ما أتت به الشريعة ولو لم يعمل به إلا واحد من الناس , وقد يمر بالناس حالات يكاد الحق أن ينعدم , ثم يهيئ له الله سبحانه من يعيده ويشهره وينشره , والباطل هو ما ذمته الشريعة , وإن فعله أغلب أهل الارض , وقد ينتشر الباطل ويُعمل به حتى يُظن أنه هو الحق والفطرة , ثم يُهيئ الله له من يُبين حقيقته ويهتك ستره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
والاهتمام بتكثير العدد شيء محمود لإكثار أهل الحق ولكنه ليس مطلوبا في ذاته , ولا ينبغي أن يكون يوما على حساب الحق , ومما يدل على هذا ما نجده من الايات والاحاديث التي تشير الى هذا , كثناء الله سبحانه وتعالى في مواطن على قلة العدد , وتحذيره من اطاعة الكثرة فقط لمجرد أنهم كثرة , ((وان تطع أكثر من في الارض يضلوك )) (( وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله )) (( وما آمن معه الا قليل )) ومما ورد في مثل هذا من أنه يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط ويأتي النبي ليس معه أحد . وهذه قضية مهمة ينبغي أن يستحضرها المسلم , فإن البعض ربما طار برأي واستعجبه ودعا إليه لا لشيء الا لكون الكثرة عليه , والبعض الاخر ربما انكسر واصابه بعض الهم بسبب ما يراه من صولة للباطل أو علو صوت , فليتنبه لمثل هذا , وأشيرُ لهذا الأمر هنا , لكون من أعدوا البيان ظنوا -وظنهم خاطئ - ان محاولة جمعهم لعدد كبير من التواقيع سيحق باطلهم او سيبطل الحق , مع العلم أنه ليس هناك أسهل من جمع عدد كبير من التواقيع على امر معين , خاصة في ظل انتشار وسائل الاتصال الكثيرة كالفيس بوك وغيرها , ثم إن أهل العلم والدعوة مثلا عندما ينشرون بيانا في أمر ما , ثم يُقعون عليه , فإن هذا البيان يكتسب قوته أولا من محتواه الذي سيكون مليئا بالايات والادلة الناصعة الواضحة , ثم بعد ذلك نستطيع أن ننظر في الأسماء الموقعة عليه ممن حباهم الله بالعلم والفقه في الدين , والذين يضعون أسمائهم لغرض إبراء الذمة أمام الله والناس , أما أن تجمع لي مئات من الاشخاص ظنا منك أنك تتحدث باسم شعب لم يعرف ديناً غير دين الاسلام ثم تبدأ تتحدث بكلام طويل , أوله تهمة لاهل العلم والدعوة في العشرين السنة الماضية , وآخره تناقضات , وهو يخلو من أي آية من الذكر الحكيم أو حديث من كلام سيد المرسلين , ثم تريدنا أن نصفق لك ونصدقك ان هذا رأي الشباب السعودي فأنت واهم .

إن لغة البيان تُشعرك بتلك اللغة او الحالة التي يعيشها المراهق عندما يحاول الثورة على تعاليم والده فهوا يتحدث عن فهمه لمعنى كبير هو من اكبر الاصول واكثرها تفصيلا وتعقيدا , أعني مقاصد الشريعة , فيزعم فهمه لها بكل بساطة , ثم هو أي البيان – أو ربما كاتبه فقط – لا يقبل أي وصاية كانت أو أي دفاع عنه بدعوى حمايته !
يا إلهي هذه نفس حالة التفكير التي مررت بها في الصف الثاني المتوسط , عندما تشعر أنك كل شي ثم تكتشف أنك لا شيء , كيف أستطيع أن اجمع بين دعوى فهمي لمقاصد الشريعة وبين رفضي لأي شكل من أشكال الوصاية او منعنا أو الدفاع عنا باسم حمايتنا ؟ وأين ذهبت مقاصد الشريعة إذن ؟ ومن أنت يا سيدي يا صاحب البيان ؟ أشك بل أتيقن أن هذا البيان إنما كتبه أحد اولئك الذين لم يروا مثل أنفسهم وإلا فلا يعقل أن أحد الموقعين مثلا – محلل مالي – ارشاد سياحي – اخصائية نساء وولادة – فني مختبر – والقائمة تطول , لا يعقل أبدا أن كل هؤلاء يفهمون مقاصد الشريعة الاسلامية !؟ شي مضحك والله .
وهو – أعني كاتب البيان الغاضب – لا يرضون أيضا بالنصيحة ولا حتى بالارشاد , ((ولا نقبل أن يتحدث أي تيار أو اتجاه باسمنا بشكل يدعي فيه احتكاره لحق تعليمنا وإرشادنا ونصحنا والوصاية علينا بحجة حمايتنا وتحصيننا من الافكار التي تختلف مع منظومته الفكرية ))
(( فنحن نستطيع أن نستمع للجميع ونحكم بانفسنا دون وصاية لا تثق بعقولنا وتدعي التخوف من ان يتم التغرير بنا )) مثل هذا الكلام ليس غريبا وهو ملاذ كل من يريد أن يفعل ما يريد بدون موانع ولا قيود تمنعه ونحن – الشباب السعودي المسلم – لدينا دين يضبطنا ويمنعنا وليس من المعقول أبدا أن نُهمل نعمة الله علينا بان أرشدنا الى طريق الحق ثم نبدأ من جديد وكاننا نعيش في حالة تيه , فنسمع للجميع – هكذا الجميع بدون أي استثناءات ثم نحدد الصالح لنا ! – وهل كلنا يا عزيزي كاتب المقال بحجم عقلك الكبير حتى نستطيع ان نسمع للجميع ثم نحدد ماهو الصالح من غير الصالح ؟ هل تعتقد مثلا أن أخصائية ولادة لديها الوقت الكافي لقراءة كتب محمد عابد الجابري ثم الحكم عليها بناء على خبرتها في التوليد ؟ هل هذا كلام عاقل ؟ أين ذهبت (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))

ثم أنت يا عزيزي تقف مستنكرا لكل محاولة لقمع الاخر وإيقاف مشاريعه ((إننا حتما يجب أن نقف وقفة حق نعبر فيها عن قناعتنا في رفض واستنكار أي محاولة لقمع الاخر وإيقاف مشاريعه ))
أرجوك لا تقمعني ولا توقف مشاريعي والتي على رأس أولوياتها منع كل الدعوات التي التي تدعوا للانحلال والتفسخ او تدعوا لتحييد الشريعة وتحجيمها حتى تكون مجرد حركات تؤدى في المساجد وليس لها أي أثر ولا مردود في سلوك الفرد والمجتمع .
ثم يقول صاحب البيان (( إن عودة ثقافة التحريض التي ما زال يمارسها البعض ضد من يختلف معهم فكريا والسعي لالغائه والتحريض عليه سياسيا وأمنيا والتشكيك في ديانته ووطنيته لهو امر مؤلم , ولا يبشر بخير))
حسنا يا عزيزي ماذا تريدنا أن نفعل عندما نرى شخص يعمل لسحب المجتمع الى متاهات ستزيده ضياعا وفرقه وتبعده عن دينه الذي هو أقوى ما يملك وبه توحد وبه سيبقى ؟ هل نقول له تفضل أيها الاخر , والمجتمع ينتظرك ليسمع منك ثم يختار ؟ أم الواجب أن نبين حقيقته ؟ وحقيقة دعوته التي يدعوا إليها ؟ ثم قضية التحريض على المخالف امنيا وسياسا التي ازعجتمونا بترديدها ؟ هذا واجب يا عزيزي على كل مواطن يحمل هم دينه ووطنه أن يحذر من كل يسعى لهدم الدين الذي في هدمه هدم للوطن , ونحن اذ نحذر من شخص لديه مثل هذا الفكر فنحن نحاول استخدام السلطان , وإن الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقران , وان تهاون السلطان عن هذا فإنه بتهاونه لا يلغي أن نبين حكم الشريعة فيه , والسلطان حسابه على الله , وشتان بين من يبين الحق سواء أعجب السياسي أم لم يعجبه , وبين من يتوارى حتى اذا راى من السياسي أي اشارة ظهر ورفع صوته , وكانه المجاهد الاوحد في سبيل الحرية .
وكاتب البيان بكلامه هذا إنما يريد ان يلمز بعض أهل العلم , عندما وافق رأيهم رأي السياسي في رفض ملتقى النهضة , ولأن إيقاف مشروعه وتعريته أمام الناس قد اوجعه كثيرا فإنه يريد أن يشير ولو إشارة ضمنية إلى أن عالم الدين عندما يتصرف هذا التصرف فهذا يعني انه يتفق مع السياسي في حب التسلط والقمع , بينما الحقيقة ان علماء الدين – الموثوقين – ولله الحمد قد وقفوا مرات عديدة ضد امور لم يوافقهم فيها السياسي , لكنهم لم يصمتوا بل بينوا الحق وقد وقع لهم جراء ذلك مضايقات عديدة ما بين منع من الكلام أو السفر أو ربما الايقاف , وبعضهم لا يزال رهن السجن ولا يستطيع إنكار هذا الا مفتري أو جاهل , بينما قد رأينا بعض من يدعون انهم مع الحرية والسماح للاخرين بابداء وجهات نظرهم ومشاريعهم , نراهم في اكثر من موضع يستخدمون ما في يديهم من سلطة مرة باتفاق السياسي معهم , ومرة بسبب السلطة التي في ايديهم , ولعل أشهر تلك الحوادث حادثة ما حصل من تكاتف الكثير من الصحف لاسقاط الشيخ سعد الشثري , وأيضا ما حصل ضد الاستاذ صالح الشيحي في الماضي القريب وغيرها كثير . أقول هذا لتبيين الحقائق ولنقطع على المدلس تدليسه , واما استخدام السياسي أحيانا , فإن كل التيارات تفعل هذا بلا استثناء فلا ترمي غيرك بشيء وانت واقع فيه الى رأسك , مع العلم ان العلماء الذين يصدرون البيانات غالبا مثل من أصدروا بيان النهضة هم من العلماء الذين يعتبرون مستقلين ويعرف لهم جهادهم وصدقهم وفي مواطن كثيرة لا نجد السياسي يرضى عنهم .

ثم إن الفترة التي أشار إليها كاتب البيان (( إن ما شهدناه في الفترة الماضية بين أبناء وقيادات المجتمع ومختلف تياراته من صراعات حادة وسجالات مستمرة واستعداء لا يسر إلا من يقف عقبة في طريق التنمية والإصلاح ولا يصب في مصلحة الوطن .. هو برأينا أمر لا يمكن السكوت عنه دون تسجيل موقف , سواء اتفقنا أو اختلفنا مع ذلك الطرف أو الطرف الاخر , فإننا حتما يجب أن نقف وقفة حق نعبر فيها عن قناعاتنا في رفض واستنكار أي محاولة لقمع الاخر وإيقاف مشاريعه ))
هذه الفترة عندما تتأمل فيها تجد أن أبرز الأحداث التي وقعت فيها حدث حمزة كاشغري ثم من تبعه من المتطاولين على مقام الالوهية أو النبوة او غيرها من مقدسات الاسلام , وإيقاف ملتقى النهضة , وما حدث من حالات الاحتساب والانكار من الغيورين على ما حدث في الجنادرية , أو ما حدث في معرض الكتاب من نشر كتب الحادية , وبعضها تقدح في المقدسات , أو تروج لمذاهب مادية كفرية أو ديانات محرفة , أو تدعوا للرذيلة , وهذه الكتب موثقة بالصور ويستطيع أن يطلع عليها كل من يستخدم الشبكة العنكبوتيه. إذن يتضح من هذا ما الذي يعنيه صاحب هذا البيان الذي يرفض بكل حال ما حدث في الفترة الماضية من محاولات لقمع الاخر وإيقاف مشاريعه !
ثم يقول صاحبنا الغاضب (( إننا نحن الجيل الشبابي اليوم , نستنكر ونرفض بشدة عودة هذه الثقافة الصراعية الاقصائية التحريضية , والتي لا تؤمن بالتعددية والحرية المسؤولة , والمجتمع المدني , والوطن الواحد الذي يسع ويحتوي الجميع بكل الوانه واطيافه , فعودتها تعني أن الخاسر الأكبر هو : الوطن . ))
هكذا إذن؟ الفاظ كثيرة ومتتابعة ليس فيها إشارة عن شيء اسمه المجتمع المسلم , أو وفق الشريعة الاسلامية التي تحتوي الجميع ؟ نعم نحن نؤمن بالتعددية تلك التي أتى بها الاسلام وكفلها , نؤمن بها ما دام الاسلام هو الامر والناهي والمعيار الوحيد لتحديد الحق من الباطل , وطريقة التعامل مع المخالف كما هو موجود في كتب سلف الامة , وليس كما هو موجود لدى دعاة المجتمع المدني .

بعد هذا نذهب الى التوصيات التي كتبها صاحبنا الشاب السعودي , تجد ان جلها تصب في أمر واحد هو السماح لكل واحد أن يتحدث بما يشاء والا نستخدم معه أي أسلوب من اساليب الرفض التي تبدأ باليد ثم اللسان ثم القلب كما ورد في الحديث النبوي الشريف (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه " وذلك أضعف الايمان " ))
ثم يختم صاحب البيان بكلام يحاول فيه أن يجذب الشاب غير العارف بحقيقة هذا البيان , حيث ختمه بالتوصية (( لخلق مجتمع يقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , في ظل تعددية فكرية لا يضيع فيها حق , ولا يقوم عليها باطل )) أريد ان أفهم أين كان هذا المجتمع المحمدي الذي كان يقبل الاراء كلها ولا يقمعها ويسمح للجميع باختلاف افكارهم واعمارهم واهتماماتهم وعقولهم ان يقولون ما يشاءون ويقرأون ويسمعون لمن يشاؤون ثم يحددون ما يريدون ؟!
أما المستعصي على الفهم فهو كيف نستطيع أن نجمع بين السماح لكل الافكار والمشاريع بان تقوم وفي نفس اللحظة لا يضيع الحق ولا يقوم الباطل ؟!
عزيزي كاتب البيان , ليس من حقك كونك تتألم أن تتحدث باسمي وتجعل بيانك باسم (( الشباب السعودي )) الشباب السعودي شباب مسلم واعي رضع القران والسنة مع حليب امه من يوم ان ولد , وهو لا يرضى بأي حال ان تقام مشاريع وأفكار - في هذا البلد - تقدح في الاسلام أو تحارب الدين والاخلاق , ونحن الشباب السعودي وإن وقعنا يوما في الخطأ فهذا لكوننا بشر وليس المعنى أننا متلهفين للأفكار التي تريد أن تهدم الركن الاساس لمجتمعنا – الاسلام – فالمطلوب منك ان تجعل البيان هذا باسمك ولا تحاول ان تتحدث باسمنا وأنت الذي تقول في مطلع بيانك انك لن تسمح لأحد ان يتحدث باسمك .
وفي الختام فإني ادعوا الشباب المسلم السعودي ألا يسير خلف مثل هذه البيانات التي تبدأ بكلام عن مقاصد الشريعة وتنتهي بذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى تجذب إليها الشباب المحب لدينه بينما الحقيقة انها مليئة بالكثير من المغالطات في محتواها .
(( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))
(( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ))


كتبه :-
علي جابر سالم الفيفي


 

مقالات الفوائد