صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كسرى عاد ثانية

علي بن جابر بن سالم الفيفي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


في عام -1981- وبعد قيام الثورة الخمينية بما يقارب السنتين , صدر الكتاب الشهير- وجاء دور المجوس - للكاتب الأشهر (( محمد سرور زين العابدين بن نايف حفظه الله )) وهذا الكتاب يكتسب أهمية كبرى منذ صدوره الى هذا اليوم لسببين:-


الأول :-
كونه كتاب موثق ويستند لحقائق تاريخية وشواهد واقعية.

والثاني :-
كون الاحداث - من حين إصدار هذا الكتاب إلى يومنا هذا - كل لحظة تثبت مدى مصداقية هذا الكتاب وصحة ما فيه .

وعمداً ابتدئُ الموضوع بالإشارة إلى هذا الكتاب , لأنه لم يأخذ حقه بعد , ربما لوجود بعض الطوائف التي لا تحب مؤلف الكتاب , فيحكمون على الكتاب جوراً بسبب صاحبه , على الرغم من اتفاقهم مع ما فيه , ناهيك عن الحرص المجوسي على دفن مثل هذه الكتب إن تعسر دفنُ أصحابها.

أصدر الشيخ محمد سرور هذا الكتاب باسمه المعروف (( وجاء دور المجوس)) ولكن باسم مستعار غير اسم المؤلف , وذلك لعدة أمور يهمنا هنا أن نشير إليها لما في ذلك من رسائل ضمنية مهمة للناس :-

أولها :-
أن المؤلف أصدر هذا الكتاب في وقت من يصدر مثل هذا الكتاب فهو كمن يرى الموت أمامه ثم يأتيه سعيا أو يزيد , وفي هذا رسالة للصامتين , وفيه رسالة من باب أولى للمنافقين , الذين يبيعون أنفسهم ودينهم بحفنة من مال.

ثانيها :-
كان أغلب الناس حين صدور الكتاب يسبحون بحمد الثورة الخمينية ويرفعون ويهزون رؤوسهم تبجيلا , وغابت اللغة العلمية الرصينة المستندة لمنهج السلف في الجرح والتعديل , وحل محلها إعجاب كثير مخدوع بترديد الايات والملالي أنهم لا يريدون الا عودة الاسلام , مع ما صاحب ذلك من أخطاء كبرى من جماعات كبرى أصدرت بياناتها مؤيدة للثورة الفارسية ,وهي أخطاء ليست صادرة عن عمالة أو خيانة , ولكن صادرة عن العاطفة التي تتصرف في تصرفات ومواقف الكثير بدلا من الوحيين , وفي هذا رسالة للناس عامة ولطلبة العلم والمهتمين بالثقافة خاصة أن الكثرة في أوقات الازمات والأمور الطارئة ليست أبدا دليلا على الحق أو الصواب.

وفي الكتاب دروس أخرى لمن لديه قلب , تتجلى كثيراً عند سرد المؤلف في مقدمة طبعته الاخيرة لأشياء سيطول المقال فوق طوله لو سردناها.

ومن العقل ومن الواجب أن يوزع هذا الكتاب وينشر, كونه كل يوم يكتسب قيمة فوق قيمته , كالطيب كلما قدم عمره زادت قيمته , ومن العقل أيضاً أن يطّلع عليه الشيعة العرب انفسهم حتى يفهموا حقيقة الدعوة الفارسية التي نرى بعضهم يقبِّلون نحوها على حساب أوطانهم وحكوماتهم .

ومن الغريب ولا غرابة , أن جماعة الإخوان المسلمين حينها - ويجدر الاشارة هنا أن هذا لا يعني أن نوضع في الصف المعادي للإخوان في كل تصرفاتهم - أصدرت بيانا سأكتفي بنصه من غير تعليق حتى يأخُذك العجب حيث أخذني (( إما مسلم - يعنون بكلامهم هذا من يُشكك في الثورة الايرانية- لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الاسلامي , وما زال في زمن الاستسلام فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الاسلام والله تعالى يقول " إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين " وإما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الاسلام على حساب الاسلام متشدقا بالاخوة والحرص عليها كما في قوله تعالى " وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين" وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي له ولا إرادة والله يقول " يا ايها الذين ءامنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين " وإما منافق يداهن بين هؤلاء وهؤلاء ))

أما أنا فإني أستغفر الله !

وإن لم يأخذك ما مضى إلى حيث أخذني فارجع إلى مقدمة الكتاب .

وقد استمرت كتابات اخرى , واقلام عدة ما بين علماء ورموز ومفكرين تتشدق بمثل هذا الكلام ولا زالت الى يومنا هذا مع انها أصبحت أقل ذلك كون اللغة الايرانية الهادئة التي عهدناها سابقا قد اختفت وحلت محلها الصراحة وكشر الخبيث عن أنيابه .

بالأمس القريب كانت هناك حرب دائرة في الموقف من إيران وأتباعها , المتابع والقارئ البسيط لم يكن يراها ولايعيشها ولكنه يتأثربنتائجها , هذه الحرب كانت بين فريقين :-


أنصار التحليل السياسي
وأنصار التحليل العقدي

الفريق الأول
كانوا يرددون أن إيران لم تولد إلا لنصرة الدين - ولاأدري أي دين يعنون - وأنها عقبة كأداء أمام العدو الصهيوني , ليس هذا فقط فقد زعموا أيضا أن حزب الله القابع في لبنان هو حزب للجهاد لابد أن نفخر به كونه يقف في أول الجبهة - زعموا -ضد العدو الصهيوني ,وان الخلاف العقدي بين السنة والروافض إنما هو ماض وبالتالي فقد مضى زمنه لانه كُتب في وقت غير وقتنا وقد اختلفت الأمور عن ذي قبل , ويختلف المناصرون لهذا الرأي , فمنهم من يرى أن إيران على ضلال في مذهبها ولكنها مكسب للأمة الإسلامية , ومنهم من يسرف ويغلوا في رأيه حتى زعم أن إيران دولة إسلامية والخميني خليفة مسلم بل زادوا بان من يقف ضد إيران فهو محل التهمة كما أشرنا سابقا, ويصرح احد الرموز في كتبه بكون المذهب الاثني عشري مذهبا إسلاميا خامسا لايصح ان ينعقد الاجماع إلا به ,ولا حول ولا قوة الا بالله .

وبناء على وجهة نظر هذا الفريق فإنه لابد أن نصافحهم فهم أصدقاؤنا وشوكة في حلق عدونا المشترك.

الفريق الثاني:-
كانوا يستندون في وجهة نظرهم على التاريخ , التاريخ الذي يحدثنا مرارا أن هؤلاء القوم كانت لهم مواقف متعددة تثبت مدى حقدهم على المسلمين , وفوق شهادة التاريخ فهذه عقيدتهم في الصحابة أصحاب خير المرسلين ومن نقلوا إلينا الدين وفي امهات المؤمنين بمن فيهن من طهره االله من فوق سبع سماوات , فعقيدتهم واضحة فيهم ولاينفع معها تورية ولاتخفي وكتبهم تشهد ومواقفهم , حتى أنهم يحتفلون في يوم خاص بالمجوسي أبو لؤلؤة قاتل عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه . هذا الفريق كان يرفع صوته ويصرخ بصيحات النذير والتحذير من إيران ودعوتها الفارسية المتخفية والمتسترة تحت رداء نصرة آل البيت وقيام دولة إسلامية , لقد قدموا لنا صور شتى لأفعال أجداد هؤلاء وصور أخرى من الواقع المشاهد , وتحدث العلماء وعلى رأسهم فضيلة العلامة الشيخ عبدالله ابن جبرين رحمه الله عن حقيقة حزب الله - في وقت كان الناس يسبحون بحمده - أنه مجرد عميل للفرس , ومعركته المصطنعة مع يهود ليست إلا جدارا يخفي وراءه الكثير من الحقد الدفين على المسلمين .

ولأن قضية فلسطين
هي قضية المسلمين الأولى فإن صيحات هؤلاء الغيورين المستبصرين قد ضاعت ولم يسمع لها الكثير من الناس كون حزب الشيطان كان يرفع شعار نحن مع فلسطين وكلنا ضد يهود وبالتالي فالناس سيقفون ولو بمشاعرهم مع كل من يقف ضد يهود في ظل تخاذل الدول المسلمة في حل القضية الفلسطينية.

وشاء الله سبحانه وتعالى بعد هذه الحرب بين الطبقة المثقفة أن تاتي حرب الحوثيين مع دولتهم ثم ماتبع ذلك من الحرب بين الحوثيين وبين الدولة السعودية , وكان الحوثيون انفسهم يرفعون نفس تلك الشعارات التي ترفعها إيران وأذنابها في المنطقة رغبة في اللعب على وتر العواطف , فرفع الحوثيون الله , القدس , الموت لامريكا والعملاء , ولكن أمريكا على ما يبدوا تحولت فأصبحت السعودية , ولا أدري أين ضاعت القدس من أولوياتهم؟!

ثم إن الله رد كيدهم في نحورهم , وفي تلك الفترة تراجع بعض مناصري إيران الذين تحدثنا عنهم تراجعوا عن ما يعتقدونه في إيران , وفهموا حقيقة اللعبة التي تحاك من فارس الحاقدة على كل مسلم وكل عربي بما في ذلك العرب الروافض أنفسهم .

اليوم , وأمام أعيننا في شاشات التلفاز , وفي مقاطع اليوتيوب , وعبر القنوات , والقصص التي تروى , نرى ونسمع ما يحدث في سورية وقبلها العراق , قصص وأحداث لايمكن أن تخطرعلى عقل بشر فيه ذرة من رحمة , رحم الله أيام الشيشان , والبوسنة والهرسك , وداغستان , أي رحمة تلك التي كانت في قلوب النصارى الصليبيين والروس قياسا بما نراه ونسمعه عن ما يفعله أبناء فارس بإخواننا في سورية.

مذابح تستخدم فيها المناشير الكهربائية لقطع أعضاء الاسرى والأبرياء بدون تفريق بين صغير او كبير , وتحفر الحفر ويوضع فيها الاسير مقيدا ثم يدفن حيا جرمه الوحيد انه يقول لا اله الا الله , حرب تؤخذ فيها النساء أمام أعين أهاليهن الى تجمعات الشبيحة ثم يغتصبن امام اهااليهن و ازواجهن ثم يقتلن وتبقربطونهن , هذا بعض مارأيناه وسمعناه فمابالك عما خفي وغاب عنا؟

هذه الأحداث اعطتنا الحكم العادل والفصل بين الفريقين المتخاصمين حول حقيقة دعوة إيران الفارسية وأنصارها , ومن هوعدوهم الحقيقي .

المؤسف والمخجل أن أكثر هؤلاء المنظرين والمفكرين والكتاب الذين كانوا يوما يدافعون عن إيران وأتباعها لم يتراجعوا عن خطئهم حتى الان ولم ينطق احدهم بأي كلمة وهم لازالوا أحياء ولايزالون يُقدمون على أنهم رموز للأمة , والغريب أننا نرى الاغلب منهم اليوم يركبون موجة الحرية ويقدمون انفسهم وكأنهم روادها ومنظريها وهم يعتمدون في هذا على نسيان الناس السريع لمواقفهم الماضية , وكل يوم يركبون موضة جديدة إن نجحت صاحوا أنهم هم روادها ومنظريها وإن ثبت خطؤها تواروا أو تحولوا إلى موضة جديدة يركبونها وينظرون لها بتنظير بارد سخيف لايقدم ولايؤخر وآخر مايفكر فيه أحدهم أن يُراجع ماوقع فيه من أخطاء ماضية !

إن الواجب علينا ان نوقفهم ونسألهم عن مواقفهم وتنظيراتهم الماضية تلك التي اثبتت فشلها وخطاها, وفي كل يوم نجني نحن الشعوب سلبياتها ونيرانها , لابد أن نحاكمهم إن لم تحاكمهم العدالة حتى نعرف حقيقتهم ,,,,

إن هذه الحرب الدائرة اليوم في سورية , ليست بين بشار وشعبه , فبشار سقط بسقوط أول شهيد سوري , وهي ليست حرب مصالح سياسية ونفوذ إيراني في المنطقة فحسب , ولكنها حرب ياسادتي بين الإسلام والكفر , والتوحيد والشرك , والعرب والفرس , وسورية التي تدار فيها المعركة هي مركز ونقطة سينبني على نتائج معركتها تغير جذري بين القوى في الشرق الاوسط بل في العالم بأسره , فسورية بموقعها ستكون إما الحامي لدولة يهود وإما طريق الفاتحين إليها , وسورية ستكون معقل وقوة الدول المسلمة إذا ماسقط بشار إنشاءالله , وهي ايضا ستكون شوكة في خاصرة هذه الدول إذا ما استمر بشار.

وعلى هذا فالحرب هناك حرب كبرى لايجوز باي حال ان تقاس على ثورات تونس ومصر واليمن وليبيا . إن قضيتنا الاساسية فلسطين وعدونا الرئيسي من يحتلها , وقضيتنا المرحلية سورية وعدونا المرحلي من يحتلها , وقضيتنا المرحلية لها علاقتها بقضيتنا الرئيسية كما أن عدونا المرحلي له علاقاته بعدونا الرئيسي.

إن إيران المجوسية تستميت بكل طاقاتها للحيلولة دون سقوط نظام بشار , وفي سبيل ذلك ستضحي إيران بكل شيء , ولهذا فإن من يقود الحرب هناك ضد الشعب السوري الأبي جزء من الحرس الثوري الايراني مع بعض الفيالق العراقية إضافة الى حزب الشيطان الذي كان بعضنا يتغنى ببطولاته في لبنان !

إن الوضع في سورية على ما يبدو لن يخرج عن أمرين :-


الاول :-
سقوط بشار ونظامه النصيري وهو مايعني أن تتراجع إيران إلى خندقها الأول وهي لن تقف صامته حتى يحدث ذلك بل سوف تستميت في سبيل بقاء مشروعها الصفوي ولو بالسعي إلى نشر الفوضى في الدول المسلمة إما بالتفجير او الثورات او حتى بترويج المخدرات إضافة إلى زيادة الفوضى فوضى في الدول التي وقعت فيها الثورات حتى تبقى الامور في هرج ومرج . وسيكون في سلم اولويات إيران بالطبع مصروالسعودية, بصفتهن الاكثر تاثيرا في المنطقة.

الثاني :-
القضاء على الثورة السورية المباركة وإحياء حكم الاسد من جديد ولو على جثث الالاف من شعبه وحينها فلانستطيع ان نقول الا ويل ثم ويل ثم ويل للمسلمين والعرب من دولة المجوس , وذلك لأن إيران كما هو المشاهد قد استولت على العراق وجعلته اأشبه بمدينة تابعة لها , وهي التي كانت يوما سدنا المنيع وبابنا المحكم أمام الاحقاد والاطماع الفارسية الصفوية وإضافة للعراق فهي أيضا تأخذ نصيبها في السيطرة على لبنان عبر الابن المدلل نصرالله الزعيم حزب الشيطان ولئن ظفرت بسورية مرة اخرى فالنتيجة تعني بكل بساطه اننا على موعد مع استعباد فارسي للدول المسلمة وفي مقدمتها دول الخليج التي لن تسطيع ان تفعل شيئا أمام دولة حاكمها في طهران واتباعها يمتدون الى العراق ولبنان وسورية مع عملائهم الذين ينتظرون الفرص في الدول الاخرى .

وفي المقابل فلو انتصرت الثورة السورية فإن حزب الله في لبنان سوف يتلاشى أو على الأقل يتقهقر وسيعود العراق ان شاء الله كما عهدناه عربيا قويا خاصة اننا نرى حجم الغضب الشعبي العراقي ضد اذيال ايران القابعين في الحكم .

إن إيران المجوسية تسير قدما ليس عبر تحالفاتها السياسية وقوتها العسكرية فحسب , وإنما هي تسعى سعيا حثيثا في نشر مذهبها المحرف وهي تحقق نجاحات باهره في ذلك رغم مايعتري مذهبها من تناقضات لايتقبلها حتى عقل الطفل الصغير , ويأتي هذا الانتشار والتوسع في ظل خلو الفضاء الدعوي من المنافس السني الذي اختفى أو أوشك أن يختفي بعد أحداث 11 سبتمبر وما تبع ذلك من محاربة للدعوة الاسلامية الصحيحة حتى أصبح المذهب السني يقاتل في سبيل ان يحافظ على مكتسباته وهو الذي كان قبل ذلك يبعث الحياة في غيره ويتقدم خطوات كبرى الى الامام , فخلت الساحة للدعوة المجوسية لنشر دعوتها في أنحاء افريقية واوربه والدول الاسلامية بلا استثناء باعتمادها على ركائن اساسية في نجاح دعوتها وهي تتلخص في عدة امور :-

تصنع حب ال البيت وادعاء محبتهم والحزن على ماتعرضوا له من ظلم ووصم من يخالفهم بمعاداة ال البيت .

ترويج أن إيران دولة إسلامية وهي تقف في مواجهة العدو الصهيوني والدليل على ذلك العقوبات التي تتعرض لها من الدول العالمية الكبرى مما يدل على انها دولة مسلمة وهذا والذي قبله يسهم كثيرا في تعاطف الناس معها خاصة من يجهل حقيقة دعوتها .

الترويج عند نشر الدعوة المجوسية لفكرة ان الخلاف الجاري بين الراوافض والسنة إنما هو خلاف في الفروع وليس في الاصول ويدعمون هذا بأقوال وتصريحات بعض المنتسبين للعلم والفكر من اهل السنة الذين يصرحون بهذا اما عن جهل واما عن حسن نية

الدعم المادي الهائل الذي يحصل عليه المعممون في إيران وغيرها من مريديهم الشيعة بما يسمى الخمس وهو مايبلغ عشرين بالمئة من دخل الفرد الشيعي مما يعني معينا لا ينضب وهو بالتالي سيسهم في دعم الدعوة المجوسية وانتشارها , ولا أدل على ذلك من فتح أول حسينية في أرض الكنانة التي كانت في فترة ماضية بسيطة خالية من أي رافضي يحمل الجنسية المصرية , إضافة إلى عملهم الدؤوب في تونس رغم تصريحات حزب النهضة الذي ينفي ذلك, إضافة إلى توسعهم الكبير جدا في العاصمة التركية وتنشر مذهبهم هناك في غفلة وسطحية في التعامل من الرئيس أردوغان سدده الله .

الكلام المسطور أعلاه لم يعد - في أغلبه - خافيا ولله الحمد على أحد اليوم , وليس هناك عاقل اليوم يتجاهل الخطر الايراني على المسلمين ودول الاسلام عامة , ولقد مضى زمن كنا نقول فيه مثل هذا الكلام ونشير له وكانت الردود تتوالى ضد ما نقول إما بالتعجب أو ادعاء تضخيم الامور أوالتهمة الجاهزة المعلبة ((عقدةالمؤامرة)) , ومع ماكان يسنده من الحقائق إلا أنه كان يضيع ويتلاشى . اما اليوم فإن ما كان مرفوضا وغيرمصدق بالامس أصبح اليوم حديث المجالس والقنوات والندوات والصغار والكبار ومرتادي الثقافة والبسطاء من الناس.

ومع ان الناس أصبحوا يشعرون بمدى الخطر الايراني إلا أن كثيرا منهم لازال يتصور أن الخطر فقط من دولة إيران نفسها , وبعضهم غير ملم بحقيقة الخلاف بين الروافض والسنة , بينما الحقيقة اكبر من والخطرالمحدق بنا هو خطرفارسي مجوسي يختفي خلف شعارات حب ال البيت وعودة دولة الاسلام ليلعب بذلك على عواطف الناس , الحقيقة أن الخطر الايراني ليس فقط على السنة بل الخطر هنا على المسلمين عموما والعرب أيضا بما فيهم الاثني عشرية والاسماعيلية من جنس عربي .

إن الثورة الايرانية من حين قيامها الى يومنا هذا تحاول هي واتباعها في العالم الاسلامي أن تخفي حقيقة دعوتها وتقضي على كل يد تحاول أن تكشف هذه الدعوة الفارسية المجوسية الحاقدة على كل عربي وكل مسلم , وتحاول بشتى الطرق أن تخفي ذلك في منتدياتها وأدبياتها وانشطتها .

ولا أدل على ذلك من قصة الشاعر اللبناني ( العربي ) موسى شعيب وهومن عائلة ( شيعية ) عريقة وقد زار العراق في سنة 1980 والقى قصيدته أمام الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله :-


أسرج خيولك إن الروم تقترب ووجه أمك قتالٌ به العتب
أسرج خيولك كسرى عاد ثانية وشهوة الملك في عينيه تلتهب
وفي الشام خيول الغزو جامحة تدوس قبلتك الاولى وتغتصب


إلى آخر ماقال من قصيدته الجميلة , والتي وإن كانت تستعين بحزب البعث , إلا أنها تشير بوضوح إلى حقيقة ما لمسه الشاعر من حقيقة الدعوة الخمينية المجوسية الفاسدة , وكانت هذه الابيات في بداية الثورة الخمينية , ولم تمهل الدعوة المجوسية قائل هذه القصيدة كثيرا فقد اغتيل الشاعر بعد عودته الى لبنان , مع أنه شيعي , ولكن الدم العربي مجرد قذاره عند الدولة الخمينية, وهذه حالهم مع كل من يكتشف حقيقتهم ويسعى لنشرها , فياليت شعري متى سيفهم الشيعة العرب أنفسهم أنهم أيضا لن يكونوا بمأمن في حال سيطرت إيران على دولهم!

إن إيران تتمدد ونحن نتمدد , تتمدد قوة ونتمدد نوما , فمتى سنعرف حقيقة الخطر المحدق ؟

دعونا نستيقظ قبل أن نقول في أنفسنا كما قال شاعر العراق عن عراقه المسلوب :-


مالي أرى العاصفَ الجبار تُعجزُه في أرضٍهِ قشَّةٌ او ريشٌةُ زغبُ

إن العراق الذي كفٌّ على فمِهِ إليهِ أبدو خجولاً حين أنتسبُ

كانت لهدأته فيما مضى صخبٌ واليوم لا هدأة فيه ولا صخبُ

امسى عراقاً بليداً كل محنته تحت المنابر والاقدام ينتحبُ

يرى ويسمع لا عينٌ ولا أذنٌ ما للسليب اعتراضٌ حين يستلبُ

من أبدل الله بالاصنام ثانية فما لمثلي على أمثاله عتبُ

ومن يرى الفرس آباء يمجدهم لابد كان له من هؤلاء أبُ

لكن عتابي على من يصمتون فلا صوت فيسمع او خطو فيقتربُ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية