اطبع هذه الصفحة


إكسير الشهرة الخالد (سبع خطوات مضمونة)

د حبيب بن معلا


الشهرة وخلود الذكر مطلب الكثيرين .. ومافتئ البشر عبر العصور يبحثون أو يبحث كثير منهم عن هذه الشهرة حتى لوكان ذلك على الطريقة الإبليسية ..وغير بعيد عن أذهاننا ذلك الذي بال في زمزم ليصبح بعد ذلك أشهر من نار على علم ..أو هؤلاء الذين ادعوا النبوة ومخرقوا على الناس وهم أنفسهم أول من يشهد على دجلهم وإفكهم ..أو ذلك الأفاك الذي ادعى الألوهية وانتهى مصلوبا على جذع ببغداد في نهاية القرن الخامس ..أو ذلك الذي طلب الشهرة وخلود الذكر بمعارضة القرآن وادعاء وجود اللحن فيه وصنف في ذلك كتابا كان وبالا عليه .. أو ..أو..أو.. الأمثلة كثيرة جدا ليس هذا مقام حصرها ..
ومع يقيني التام أن العاقل لايطلب الشهرة وأن الإمام أحمد( سقى الله قبره غوادي المزن ) كان يتعوذ بالله منها ومع نصيحتي لكل قارئ أن يفر منها فرار العلماني من الحوار .. مع هذا كله أقدم هذه الأفكار للقراء على اختلاف أطيافهم ليحقق من شاء منهم حلمه بالشهرة عطفا على واقعنا الإعلامي المخزي وقياسا على الحبل الذي يربط كل قارئ بمبادئه التي يؤمن بها ..

عزيزي القارئ

إليك هذه الخطوات التي لوحققت بعضها فستفتح لك أبواب الشهرة وتصبح بين عشية وضحاها حديث القنوات الفضائية ونجمها المفضل، وستصبح صديقا لكثير من رؤساء التحرير والمتنفذين في القنوات الفضائية :

1- حاول بأي طريقة من الطرق مصادمة الأمة في دينها ؛ بحيث تشكك في القدر ، أو تطعن في مسلّمة من مسلمات الشرع ، أو تمجد رمزا وثنيا ، أو تثني على محاد لله ولرسوله.. عندها ستصبح رمزا للتحرر والتفكير المستقل، وستصبح حديث المجتمع ؛ بحيث يلعنك الناس ويحذر منك الخيّرون ، ومن جهة أخرى ستهتم بك الصحف والمنتديات والقنوات اهتماما خاصا، وستفتح لك أبواب النشر.

2- إن كان مظهرك يوحي بانتمائك للمتدينين ويصعب عليك الترويج لأي رذيلة فالمسألة ليست صعبة كما تظن بل هي سهلة جدا .. يمكنك أن تشكك في الجمعيات الخيرية أو حلقات تحفيظ القرآن أو المحاكم الشرعية أو هيئات الأمر بالمعروف أو تشكك في الفتوى أو تطعن في عالم أو داعية أو تنفر الناس من كراهية الأعداء وتدعو للتعاون مع أعداء الأمة أو تندلق بخطاب (التسامح )المخزي مع اليهود ، أو تصبح (تنويريا ) فتسخر من المجتمع المحافظ وتدعو لمزيد من (الانفتاح).

3- إن كنت (فتاة) فالأمر أسهل من هذا كله .. بحيث لا تتطلب الشهرة سوى كتابة قصيدة شهوانية أو مقالة ساقطة أو رواية منحرفة ؛ عندها تصبح حديث الصحف كلها في تزامن مقصود وستكون ضيفا على القنوات الفضائية حتى لوكانت كتابتك ضعيفة وأسلوبك مهترئا ، وربما يكفي للشهرة أن ترضى هذه الفتاة بنشر صورة لها في صحيفة أو مجلة .

3- اكتب مقالات متنوعة ؛ مرة تنصب نفسك مفتيا فتجيز الغناء والاختلاط وكشف المرأة وجهها، ومرة تحلل أبعاد جسد راقصة داعرة، ومرة تمجد أدونيس، ومرة تنقد هيئة كبار العلماء، ومرة تتابع ( ستار أكاديمي)، ومرة تنصب نفسك مفكرا فتكتب عن الإرهاب ويتفتق عقلك الضخم عن فكرة توسوس بها أن سبب الإرهاب هو التدين ، ومرة تثني على حمامة السلام (شارون ).. وهكذا .

4- احفظ مجموعة من الكلمات ؛ مثل :

( الانتلجنسيا- الأزمة – الخطاب العقلاني –الإسلاموية- الصحويون – التسامح – التنوير- المؤسسات الدينية- التطرف- الأصدقاء اليهود – الأصولية).

ورددها في مقالاتك ومداخلاتك بأي طريقة ولو بأن تحشرها حشرا ؛ عندها ستصبح مثقفا حتى لو لم تكن تجاوزت الثالثة المتوسطة.

5- شارك في أي مؤامرة تدبرها الصحافة المنحرفة ؛ فإذا وجدت مجموعة من الصحف تكتب فيها مقالات متزامنة تتباكى على العدالة حين يحاكم المجتمع منحرفا ما أو توقف الدولة مجرما ما .. أو مقالات تثني على مسلسل مشبوه مدعوم من أعداء الأمة أو ممثل ساقط يسخر من القيم .. شارك مع هذه الجوقة .

6- حارب أسلمة الأدب والفكر والاقتصاد والثقافة وإياك أن تكون لك يد فيها .

7- حرّف مفهومات القيم؛ فالحرية يجب أن تكون لنشر الإلحاد، والحوار يجب أن يكون مع اليهود والنصارى، والتسامح يجب أن يكون مع من يسب رب العزة جل جلاله .. أما المجتمعات المسلمة الطاهرة فيجب ألا تتمتع بهذه القيم أبدا أبدا .

هذه خطوات سبع تجعل (أويجعل بعضها ) منك نجما قنواتيا مشهورا ..وسواء عليك أكنت الآن متطرفا تكفيريا أو سكيرا متشردا أو تلاحق محارمك جنسيا أو نزيل مصحة نفسية .. فإنك بهذه الخطوات أو بعضها تجب ماسبق وتبدأ حياة جديدة وربما تكون لك زاوية في صحيفة يومية ..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون .
 

مقالات الفوائد