اطبع هذه الصفحة


منهجية حسن فرحان المالكي وميوله المذهبية من خلال كلامه في مقتل حسن شحاته

د. بندر بن عبدالله الشويقي
@Drbandarsh


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


بسم الله .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. هذه تعليقاتي على ما كتبه المالكي عن مقتل حسن شحاته.

وللعلم فأنا هنا لا أناقش تلك الواقعة، وإنما أريد أن ألقي الضوء على منهجية المالكي وميوله المذهبية من خلال معالجته لهذا الحدث.

(1) ذكرت في حلقة قناة وصال: أن الرجل بعيد كل البعد عن العدل والإنصاف في أحكامه، رغم كثرة كلامه عن العدالة التي ينتهكها من يسميهم بـ (الغلاة)

(2) ميول الرجل المذهبية هي التي تحكم آراءه مهما حاول إخفاءها، وهذا ما أكدته تغريداته الأخيرة عن حادثة مقتل المجرم حسن شحاته.

(3) الرجل كتب تغريداته بعد الحدث بسويعات، ولم ينتظر حتى يفهم تفاصيل ما جرى. فالتفاصيل لا تعنيه بقدر ما يعنيه استثمار الحدث استثماراً مذهبياً

(4) المالكي بادر إلى كتابة أكثر من خمسين تغريدة تحت عنوان حاسم جازم قا ل فيه: (بعد حدث مصر: الإسلاميون غير مؤهلين لاستلام الحكم).

(5) وقد ضمن هذه التغريدات حكماً عاماً شاملاً جازماً بالإدانة على جميع الإسلاميين الذين يحكمون مصر.

(6) قارنوا هذا الموقف الجازم، بموقفه الرخو من نظام بشار الأسد، ومن نظام الهالك الخميني، ومن جرائم نصر الله الأخيرة

7) قارنوا لتعرفوا أثر النزعة المذهبية في صياغة مواقف الرجل، بعيداً عن تنظيراته المخادعة.

(8) هو حين يتحدث عن (سوريا) يقول: إنه لا يعرف بشاراً، ويذكر أن بشاراً قدم إصلاحات، فلا بد أن نعطيه فرصة قبل أن نحكم عليه.

(9) يقول هذا عن مجرم ظل قابضاً على السلطة قبضة محكمة مدة (13) عاماً، ملأ البلد فيها ظلماً و جوراً وفجوراً وعهراً وحرباً على الدين.

(10) وحين تحرك المظلومون يتظاهرون سلمياً مطالبين بالعدالة واجههم بالرصاص والمعتقلات، ثم بالطائرات والصواريخ والقنابل.

(11) المالكي يتحدث عن إصلاحات قدمها مجرم فتح المعتقلات، وأطلق شبيحته يذبحون الأطفال، ويغتصبون النساء، ويقتلون الشيوخ، ويمثلون بالجثث.

(12) كل هذا لا يثير حفيظة (الشيخ!!!) حسن المالكي أستاذ الإنسانية، المهتم بالعدالة والحقوق والقيم المشتركة.

(13) كل تلك الجرائم ليس فيها ما يجعل بشاراً من الغلاة، وليس فيها ما يكفي لتحريك مشاعر الأستاذ وإنسانيته ليحكم بأن (بشار غير مؤهل لحكم سوريا)

(14) المالكي عدو الغلو، ونصير الإنسانية المالكي حين يسأل عن جرائم بشار التي شاعت وانتشرت واستفاضت أخبارها، يقول: إنه لا يثق في الإعلام!!

(15) ثم يزيد في الاستغفال، فيقول: إنه لا يعرف بشاراً حتى يحكم عليه!! ثم يضيف، فيقول إن بشاراً قدم إصلاحات، فينبغي على معارضيه أن ينتظروا.

(16) يقول هذا عن رجل ظل يحكم البلد حكماً مطلقاً ظالماً جائراً مدة (13) عاماً ختمها بحرب شاملة على شعبة.

(17) لكن موقف الأستاذ المالكي يختلف حين يقتل (شيعي) بمصر في ردة فعل شعبية عفوية، تحت حكم مرسي الذي لم يستقر به كرسي الحكم بعدُ.

(18) هنا لا مجال لإعطاء فرصة، بل ينطلق قلم أستاذ العدالة حسن المالكي ليكتب تحت عنوان: (بعد حدث مصر: الإسلاميون غير مؤهلين لاستلام الحكم)!!

(19) نظام بشار يذبح ويفجر ويغتصب، ويظل صالحاً للحكم، وينبغي ان يعطي فرصة. لكن مرسي وجميع الإسلاميين بمصر لا يصلحون للحكم، ولا يستحقون فرصة.

(20) هكذا هي عدالة حسن المالكي العوراء التي أعرفها عنه منذ قرابة العشرين عاماً. وهكذا هو تجرده من النزعات المذهبية، واحتكامه للقرآن الكريم.

(21) عشرات الألوف يذبحون بسورياً ،،،الأمر لا يهم ، ومشاعر الأستاذ المالكي لا تتحرك، لأن الضحايا هنا ليسوا شيعة مثل العبد الصالح حسن شحاته!!

(22) ومع ذلك يصر الأستاذ على براءته من النزعة المذهبية التي تفوح رائحته من كل حروفه مهما حاول المخادعة والمخاتلة.

(23) ذنب مرسي وحكومته أنهم ليسوا شيعة، وأن الذي قتل تحت حكمهم ليس سنياً... هذه هي القصة باختصار.

(24) وبعيداً عن حادثة مقتل شحاته، دعونا نعود لما كتبه المالكي، لنرى منهجه المضطرب المخادع يطل من جديد، ليكشف المزيد من عبثيات التي لا تنتهي.

(25) الرجل كتب منتقداً ردة فعل جموع القرويين الذين أثارتهم شتائم حسن شحاته بحق أم المؤمنين وصحابة رسول الله، فأقدموا على قتله.

(26) لست هنا بصدد التعليق على الحادثة بقدر ما أريد إلقاء الضوء على منهجية المالكي العجيبة في الاستدلال بآيات القرآن الكريم.

(27) هو يقول عن الذين قتلوا حسن شحاته : (الغلاة يظنون أن الله يريد أن يكون الناس كلهم على منهج واحد ليس فيهم كافر ولا منافق ولا مبتدع =

(28) وهذا الظن منهم تكذيب للقرآن الكريم فاسمعوا). ثم أخذ يتلو الآيات التي تضمنت تقرير وجود الكفر والإيمان على أرض الواقع وجوداً قدرياً.

(29) ثم يعلق قائلاً، وتنبهوا معي لطريقة تعليقه الغربية :

(30) (يقولون: طيب كيف نسمح بوجود من يطعن في الله ويكفر به على وجه الأرض؟ يقال لهم: إذا كان الله قد سمح أفلا تسمحون؟ أأنتم أعلم أم الله؟؟).

(31) ثم يستمر في الاحتجاج بالقدر بهذه الطريقة الغبية فيقول:

(32) (الغلاة لا يثقون في الله بأنه استوفى حقه كاملاً... ويريدون هم استكمال الدين باستيفاء ما قصر الله في إنزاله أو قصر الرسول في تبليغه!!!).

(33) ومعنى هذا الكلام أننا يجب أن نسمح بوجود الكفر والفسق على الأرض ما دام أن الله قدره.

(34) حسب وجهة نظر صاحبنا فإن كل ما يقع من شر، فلا بد أن نسكت عنه، لأن الله قدره وأراده...هكذا رأي الأستاذ المحقق المدقق.

(35) ثم يأتي أستاذ العدالة والإنصاف، عدو الغلو، ومحارب الغلاة، لينهي تغريداته بحكم تكفيري صريحٍ، يختم به تعليقه عل قتل حسن شحاته فيقول:

(36) (عندما يجعل المتشدد نفسه قيماً على الشرع ولا يجعل للشرع قيمومة عليه فقد بلغ من الكفر مبلغاً عظيماً من حيث لا يدري). هل لاحظتم العدالة؟!

(37) ومقتضى هذا القول أن الذين قتلوا حسن شحاته بلغوا من الكفر مبلغاً عظيماً من حيث لا يدرون. هذا الكلام يقوله: عدو الغلو!!!

(38) بل مقتضى كلامه أن من يطالب بمعاقبة شاتم أمهات المؤمنين فهو واقع في الكفر العظيم، لأنه لم يجعل الشرع قيماً عليه –حسب وجهة نظر المالكي-.

(39) هكذا هو الاعتدال عند المالكي ... حسناً دعوناً الآن نخاطبه بنفس اللغة ونقول له على سبيل الجدل والتنزل.

(40) النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن النبوة ستتحول إلى ملك عضوضٍ، فلماذا تعترض على قدر الله، ولماذا لا ترضى بحكمه؟

(41) لماذا لا تجعل الشرع قيماً عليك ... أأنت أعلم أم الله؟! حاذر أن تبلغ في الكفر مبلغاً عظيماً من حيث لا تدري.

(42) أيضاً: النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبر أن عماراً تقتل الفئة الباغية. ففيم اعتراضك على شيءٍ قضاه الله وقدره ... أأنت أعلم أم الله؟

(43) لا تكن من الغلاة، واجعل الشرع قيماً عليك، واحذر أن تبلغ في الكفر مبلغاً عظيماً!!

(44) أيضاً تذكر أن كل ما جرى من بني أمية من ظلم وجور، كله قد تم بقدر الله ، كما أن شتائم حسن شحاته لأمهات المؤمنين تمت بقدر الله.

(45) بل حتى مقتل حسن شحاته إنما وقع بقدر الله . فارض بما قدر الله، واحذر أن تجعل نفسك قيماً على الشرع ، فتبلغ في الكفر مبلغاً عظيماً.

(46) بل كل ما يقع في الأرض من قتل وسفك للدماء، ليس لك أن تطالب بمحاسبة أحد عليه. لأنه تم بقدر الله. فهل أنت أغير من الله.. أأنت أعلم أم الله

(47) إياك أن تعارض حكم الله وقضائه، فتكون من الغلاة الذين بلغوا في الكفر مبلغاً عظيماً من حيث لا يدرون.

(48) أحبتي ... بالطبع هذا كله منطق سخيف .. لكنه منطق الأستاذ الإمام حسن بن فرحان المالكي، الذي اعتمده لتبرير السكوت عن شتامة الصحابة.

أستودعكم الله ...

 

مقالات الفوائد