صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الخليجيون يدفعون الأموال لتقويض ممالكهم

جمعة بن عيد الخطيب


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


حالة من العويل الهستيري ولطم الخدود وندب الحظ ولعن السياسة تسود الخليج بعد التقارب الأمريكي الإيراني.

تركي الحمد يشيد بالسياسة الإيرانية التي استطاعت اختطاف أمريكا بينما عجزت دول الخليج عن الاحتفاظ بها رغم أنها كانت في حضنها.

عبد الرحمن الراشد يلقي باللائمة على أوباما وتفكيره السياسي السطحي حين يحاول عزل أمريكا الدولة العملاقة عن مشاكل رعاياها في الخليج، ويتهمه بالجبن والخوف من مواجهة إيران، والراشد ينتمي فكريا لآل بوش المحاربين المدمرين والاقتصاد الأمريكي لا يزال يترنح بسبب مغامرات بوش الأصغر الأحمق.

التوتر العلماني في الخليج بلغ مداه لأن سياسة الخليج العلمانية التي مستشارها علماني، والممارس لها علماني، والمسوق لها في الإعلام علماني قد أخفقت بامتياز، ونجحت دولة الملالي المؤدلجة في خطف الراعي الأمريكي.

ضاعت العراق من الخليج بتآمر الخليج وأمواله، وهاهي سوريا توشك أيضا أن تضيع هي ومصر وبمؤامرات الخليج وأمواله أيضا.. والمضحك المبكي أن التسويق الجامي العلماني في الخليج للانقلاب على الإسلام في مصر هو تقارب الإسلامويين في مصر مع إيران، وهاهي إيران تسرح وتمرح في مصر، وتبني الحسينيات، وتصدر الصحف، وتعلن احتفالات ومآتم عاشوراء في قلب القاهرة من مسجد الحسين لأول مرة في تاريخ مصر النظيفة من الباطنيين قبل أن يأتي بهم السيسي بأموال الخليج ليغرسهم في مصر.

وهاهي موسكو حليفة إيران في تمددها في العراق وسوريا، وعدوة الشعب السوري بل العرب والمسلمين تضع أقدامها في مصر وبأموال الخليج أيضا..

لعنة الله على المال إذا لم ينفع صاحبه فكيف إذا بلغ من حمق من يملكه أن يسخره فيما يضره..

المفروض أن يلوم العلمانيون أنفسهم لا أن يلوموا أمريكا وأوباما، والمفروض أيضا أن تلقي دول الخليج الطرح السياسي العلماني في المزبلة بعد هذه الإخفاقات المرعبة، ولكن لن يكون ذلك حتى يسير بها العلمانيون إلى حتفها فتنتهي هذه الدول الكرتونية.
لما كان المشايخ يصيحون بأن العداء الأمريكي الإيراني مسرحية لخداع أهل السنة كانت أبواق العلمانيين الصحفية والإذاعية والفضائية تسخر من هذه السذاجة والسطحية عند العقل الإسلامي.

ولما كان الفكر السياسي الإسلامي (الإسلاموي في الطرح العلماني) يقرر أن إيديولوجية أمريكا الإنجيلية الصهيونية وإيديولوجية إيران الباطنية لا يمكن مواجهتها إلا بالإسلام الحق كان العلماني الخليجي يتفكه بمثل هذه الأطروحات المتطرفة الحالمة، ويجعلها مادة عموده اليومي أو مقاله الأسبوعي للطعن في الإسلاموي الدموي، ويفردها بحلقته الأسبوعية في برنامج (صناعة الموت).

هاهي أطروحات الإسلاموي المتوحش تصح، وتخفق أطروحات العلماني المتحضر الذي درس السياسة في أعرق الجامعات الأمريكية والأوربية ثم درَّسها في جامعتنا، ونفثها في إعلامنا سنوات طويلة.

لو كان في علمانيي الخليج ذرة من حياء لتواروا عن الأنظار بعد فشل أطروحاتهم، ولو كانت حكومات الخليج تعي الخطر المحدق بها لتخلصت من كل العلمانيين، وبطشت بهم أشد البطش لأنهم ورطوها أشد ورطة. بطبيعة الحال لن يكون ذلك لأنه على ما يبدو قد ضُرب الخذلان على حكومات الخليج.

كاد قرار قيادة المرأة للسيارة أن يصدر من البلاط الملكي لولا أن المزاج الأمريكي تغير على السعودية فأرادت السعودية أن تبتز الأمريكيين بإعلان الداخلية الحازم في منع قيادة المرأة للسيارة وإنزال العقوبة لمن تحاول كسر المنع، للإلماح أن عجلة التغريب التي تضطلع بها السعودية لإرضاء أمريكا قد توقفها إذا توطدت علاقة واشنطن بطهران، لكن وزير الخارجية الأمريكية رد على الابتزاز السعودي بكل برود معلنا أن هذا شأن داخلي للسعودية، بمعنى: لا تبتزونا بمثل هذا فلن تتغير مواقفنا تجاه إيران ولن نقتلع الأسد من سوريا لأجلكم مهما فعلتم.

الانقلاب في مصر يسير نحو الفشل .. وويل لنا من المصريين وقد خربنا بأموالنا بلادهم، وويل لنا من اليمنيين ونحن من دمر بلادهم بشراء الولاءات، وويل لنا من الأتراك والتوانسة والمغاربة والجزائريين والليبيين والسودانيين ونحن بحماقتنا نرمي بثقلنا مع الأقلية الخاسرة منهم على الأكثرية التي ستربح في نهاية المطاف وقد دنت نهايته.

لقد اشترينا بنفطنا عداوة هؤلاء أجمعين. ظننا أن الراعي الأمريكي لن يتركنا لكنه عامل حكومات الخليج كما يعامل فتوة الحارة ورئيس العصابة بغيا يحميها ويستمتع بها حتى إذا ملها دفع لمن يريدها وتخلى عنها.

أيها الخليجيون الأكارم: استعدوا للأسوأ فإنه قادم إليكم إلا أن يغمرنا الله تعالى بلطف من عنده.. استعدوا لكل شعوب العالم الإسلامي وهي تتربص بكم ليس حسدا على ما أعطيتم من النفط كما تروج ذلك حكوماتكم وعبيدها ولكن لأن نفطكم دمر بلدانهم، وأفسد قادتهم، وفتح في كل بيت مأتما لا يمحو أثره إلا الدم، ولن يكون إلا دماؤكم.. وإيران في طريقها إليكم بعد أن أظهر راعي البقر حقيقة علاقته بها وقد خدع حكوماتكم ردحا من الزمن بمصطلحات لم يجن منها الخليجيون إلا الكلام وجنت إيران المكاسب السياسية والعسكرية والتمدد في العالم الإسلامي.

13محرم 1435هـ
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مقالات الفوائد

  • المقـالات
  • الصفحة الرئيسية