بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
زمنٌ يتوالد بالعجائب، وساعات تنفجر بالمضحكات، وحياة لا تنفك عن أوابد
وغرائب، وشرور البلايا ما أورث لك الضحك ،،،! وكما تقول العرب: عِشْ رجبا
ترَ عجبا،،،!
ولقد رأينا العَجب العُجاب، وعايشنا الغم المذاب،،،! من صحفيين جهلة، او
مهرجين فشلة،،! لاغاية لهم، إلا التخريف والدجل، او التهريج والدخل ، او
السخف والخبل،،،!!
ومن عجائب بعض الإعلاميين ، لا سيما وهم ابرز واظهر من يثيرك هذه الايام،
ما يتبنونه او يثيرونه بلا وعي، او يؤجرون انفسهم له بكل رخص، !!! فقد فجّر
الاعلامي الشريان في برنامجه مؤخراً ، تواجَعه على شبابنا المغادرين الى
سوريا، فانهمرت ادمُعه ، ورقّت عواطفه ، ولانت مشاعره ، واتهم دعاةً
معروفين بالتحريض على ذلك، وهم بُرآء، ،،!!فأطلق مصطلح ( الحرب الكافرة
)..!
وهو مصطلح متفرد عزيز في الحلقة ، لا يلفظ به الا كبار القادة الشرعيين او
العسكريين والسياسيين !!
فلكي ينبذ مصطلح الجهاد الشرعي، وينفر منه مطلقا، سمى الحرب هناك (كافرة)،
وكأن الاخوة السوريين، لا يخوضون حرباً ذات قضية عادلة، مع نظام مجرم طائفي
حاقد، هو من بدأها، يذكرك بجرائم هتلر واستالين ضد الانسانية،،! فلكي يشوّه
المعركة ، ولا يعترف بانهم مظلومون مضطهدون، زعم ان اولئك الدعاة محرضون
يجب محاكمتهم ،،،!
طبعا طرح مضحك، ومثير للاشمئزاز في نفس الوقت،!! لانه يتجاهل كل الحقائق،
ويصادر على المطلوب ، وكان رد الشيخ الدكتور العودة سريعا،،،،
(الاعتذار او الإثبات او الاستعداد للمحاكمة) ؟!!
واتمنى الثالثة، لأنهم لا يملكون الشجاعة على الاعتذار لفساد اخلاقهم، وليس
لديهم عناصر وأدلة للإثبات إلا الجعجعة والصراخ، وفي مثل انجليزي لائق
بهؤلاء: (الأصوات العالية، إنما تنبعث من الأوعية الفارغة)، !!ولانه قد
تجاوز حدوده، وارتكب الكذب والتزوير، وجعل من نفسه مصلحا باكيا، وواعظا
شفيقا ،،،،!!
وهي مفاصلة تاريخية مع التيار الليبرالي التغريبي، ليحاكم شرعيا وشعبيا،
ويبين كذبه وتلاعبه بالمعايير، وتخفيه خلف الوطنية والحرص والغيرة، مع غضه
الطرف عن المد الرافضي وقضايا جوهرية اخرى،،،!!
وتجاهل دعم الدولة ايدها الله في الثمانينيات لأفغانستان ، وتخفيضها
التذاكر آنذاك ، وتهممها بالعراق، ومناصرتها للقضية السورية ، ودعمها للجيش
الحر،،،،!!
وتجاهل التآمر الدولي، والأيدي الإيرانية الوالغة، وحمل هؤلاء الأخيار كل
المشكلة،،،!
ومع ان خطابات كل الدعاة المذكورين رفض السفر، وتحذير الشباب منه، وهو عين
الحق والصواب، الا انه قفز على ذلك واتهمهم ظلما وتزويرا،،،،!
ولم يخصص حلقة من (ثوامنه المنخولة)، للتلاعب الدولي، او العبث الإيراني ،
او التقصير العربي، او العمل الاغاثي،،،!!
وكأن القضية لا تعنيه ولا الليبراليين بأية صلة ،،،!
حتى عروبتهم فنيت، ونخوتهم تلاشت ..!!
وكما قيل:
مات العرب،، لما استُلبْ،،!
منهم معانٍ للرجولةِ والغضب،،!
ماتوا وماتت فيهمُ،، كلُّ المكارم والرُتب،،!
عشِقوا المذلةَ،، كالفواكه والطرب،،،!
يمضون في صنع البطون مصانعاً لا تكتئب،،!!
وطبعا تفسير الشريان للحرب الكافرة ، أنه لا يُعرف فيها الحق من الباطل، أو
أنها ملتبسة، وجنَف هنا،!! بل الحق فيها أبلج ناصع، ولكن ذوو الأنفس
المريضة، تعمى عليهم البراهين ، وتغشاهم الشياطين فلا يبصرون ضوءا، ولا
يعاينون شعاعا،،! فيخلّطون ويخلِطون ويخالفون،،،!
او انه قصد أن كل فريق يكفر الاخر، وهذا ليس بصحيح !!
أو أنه أراد أنها بلا مبادئ وقيم كما هو ظاهر مكشوف!!
أو فظاعة ما فيها،،،؟! وما قصد ذلك ،،!!
لكن الأصح انه قصد أنها حرب ملتبسة عُمّية جاهلية، لا يعرف الحق فيها،
ولذلك كرر،،، لا تدري من ابتدأها ممن انتهاها،،،؟!!
مزيفا على الجماهير والسذج،،،!! والصواب بكل جلاء، أن النظام الفاجر هو
ابتدأها، والراد عليه (منشقو جيشه)، الذين أدركوا قبحه وسفالته، وأنه لا
مفر من المواجهة دفاعا عن العرض والدين والنفس ،،،! فانتهى الحال الى ما
يُشاهد الان،،! من صيرورة الصراع وتجاوزه السنتين، بلا زلزلة للطاغية، او
دمدمة لزبانيته وشبيحته،،،!
ولولا الوهن العربي وفقدان زمام المبادرة لسقط النظام النصيري من الأشهر
الاولى، لان عدته انتهت، ولم يبق له الا الدعم الروسي والإيراني ، وهم من
يقاتلون عنه، ،،،!!
ولذلك يطلق هو وغيره من الجهلة عليها، الحرب الكافرة، ولو حصلت الموآزرة
العربية من البداية، لما كانت حربا كافرة في ذهنه،،! ولو تغير الموقف
العربي غداً ، لاعتبرها حربا مقدسة شريفة، وُضعت لصون الانسان وحماية
حقوقة... ولطلت ثوامنه بقصائد المديح والاكبار،،،!!
ولذلك صار المشهد تآمريا محبطا خبيثاً،،،! ولكن أملنا في الله كبير ، وسننه
في الكون والظالمين لا تتبدل،،،،
(( حتى اذا استيئاس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا جاءهم نصرنا فنُجي من نشاء
ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين )) سورة يوسف.
والمضحك المبكي هنا أيضاً أنه طلب محاكمتهم، وأن لا يفلتوا هذه المرة،،،!
لأن الحرب كافرة، بزعمه !!
ونحن نقول بل يجب ان لا يسامحك الدعاة والشعب هذه المرة ، لأن الخطاب فاجر
خاسر، زائغ جائر، وفي الحديث (( واذا خاصم فجر ))، وان تُحال الى المحاكم
الشرعية لإثبات ما ادعيت او تحمل تبعات تقولاتك،،! ولا اقل من طردك من هذه
القناة، وكف لسانك عن التدخل في الأمور العامة والكبرى،ومالا تحسن،،! والتي
لا ناقة لك فيها ولا جمل،،،!!
ولتأكيد جبن تلك الأصناف دعته (قناة دليل) والأستاذ الفاضل عبد الله
القرشي، للمناظرة الفكرية مع الدكتور العواجي، ولكنه هرب ونكص، !! وهذا إن
دل على شئ، فإنما يدل على هلعهم وخورهم الدائم، وأنهم عديمو الحجج، مفلسو
البراهين، ليس لديهم سوى الصراخ الأجوف، والتهمة الباهتة،،،! وهي بضاعة
الليبراليين والعلمانيين في كل الأزمنة والأوقات ،،،!
ولو صدقوا في ادعاءاتهم وتمسكهم بمبادئهم لحضر او حضّر شخصا ينوب عنه،
ويسجل موقفا أدبيا شجاعا، وكما قال بعض الفلاسفة ( يجب أن تذهب الى الحقيقة
بكل روحك )!!
ولكنهم أقل من ذلك وأهون ،،!!
لأنهم يعيشون غالبا خلف أسوار الحقيقة، ولا يستطيعون اقتحامها او استنشاق
عبق أريجها الضافي،،،! والسلام،،،
1435/3/28
محبكم/ ابو يزن،،،