اطبع هذه الصفحة


المستفيد من تضييع اليمن...!

د.حمزة بن فايع الفتحي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم


الايمان يمان، وصمتنا يوتره ، والحكمة يمانية، ولا نتلقفها، والفقه يمان، وبعضنا يصادر عليه، ويتفقه بضده، وهو حديقة خلفية، ونتركها جرداء مشرعة للعبث الخارجي ،!! إذ إن الخناق الإيراني المفروض الآن على منطقة الخليج، والمسهم في التفكك العربي، ليس مزاحا، ولا لعبة اطفال يتسلى بها،،،! لقد بات ذلك حقيقة، وأضحى بادياً للعيان، كيف استولى الفرس الصفويون على العراق، ومزقوا النسيج السني، واغتصبوا الأعراض، وارتكبوا أسوأ المجازر في العصر الحديث،،.!
ولا يزال بعضنا يسبح في خياله الطافح المضلل، ويرمي بمستقبل اليمن الشقيق الى مرتع الخونة السفاحين، والذي كان يمنى بالضم للمجلس الخليجي،،،!
وتباد سوريا كل يوم، ويستبيح حزب الله اللبناني أراضيها، والعين السنية لا تبصر ولا تعي،،،!!
ويتغافل عن التمدد الحوثي الملاصق بصنعاء،،،!!
وتعبث ايران بالسياسات وتحسن اللعبة، ونظم الخليج لا تزال متوجسة من نظام الكونفدرالية،اي الاتحاد الخليجي ، والذي يعني( اتحاد دائم للدول ذات السيادة للعمل المشترك فيما يتعلق بالدول الأخرى، دفاعا وخارجية واقتصادا ) وربما أضيف لها الدستور وقضايا اخرى جوهرية،،،! وعادة ما تبدأ بمعاهدة ولكنها مع مرور الأوقات تتضخم تلكم المعاهدات حتى تبيت كونفدرالية موحدة، لا سيما عند ظهور الأخطار، كنموذج ايران والخليج، والاختراق الشيعي لأكثر تلك الدول،،،،!
وقد دعا اليه أكابر المفكرين الغَيارى، من أمثال الدكتور المفكر النفيسي وغيره،،! وأنه الحل السريع والأخير لتدارك الأوضاع، وحمايتنا من التمزق والانهيار، ومحاولات العبث الإيراني المستديم،،،،!!
فهلا تفكرنا، وأخذنا بزمام المبادرة، قبل دورة الدوائر، وتحولنا الى ملفات اسخن وأشنع،،،؟!
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى// فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ !!

بدأت الحوثية كحركة دينية وتمرد، عادية عام 92م، وخاضت اولى معاركهم عام 2004م، وهم أقلية زيدية، لا تتجاوز 30٪، وكانت لا تشكل خطرا على اليمن، فضلا عن ان يمتد ضررها الى دول الجوار،!! فدارت الأيام، وطالت الغفلة، واشتُغل بما هو أقل شانا، او ما يضرنا، فبتنا الآن في منعطف تاريخي مرعب، وفي لحظات حسم مفصلية،،،،! لأن العدو الإيراني لن يرحم المتغاقل والمتواطئ، لا سيما والسعار الديني مهيأ، والتاجيح العاطفي على قدم وساق، وقد تجلت أطماعهم تجاه ارض الحجاز، وكأنها ارض الميعاد لهم،،،!
قبحهم الله،،،،.!
والذي لا يكاد يتصوره الخليجيون، او لا يريدون إدراكه أن ايران مستأجرة لجزر (هدلك ) في البحر الأحمر،من اريتريا، ويتم فيها تدريب الشباب الحوثي من قبل الحرس الثوري الإيراني ،،،!
ولا ريب أنها طريق إمداد عسكري وتقني وفكري وروحي،،،!

المستفيد من ضياع اليمن وأحكام القبضة على صنعاء عدة فرق:

- الأخطبوط الإيراني الذي يطوق الخليج من عدة جهات، ويطمح في التمدد إلى ارض الحرمين .
- الكيان الصهيوني والذي يبارك تحالفاته مع كل مناوئ للمسلمين والعرب، لا سيما الدولة الفارسية الصفوية .
- مشروع الفوضى الخلاقة الاجنبي، والذي يغري العدو الغربي بمزيد من التسلط، ويمنح الصهاينة حلم تحقيق اسرائيل الكبرى ،،،!
- الفرق الضالة وعصابات العنف والجريمة، وانعدام الضمير، فهي تتنامى في أجواء من التفرق والخراب، مما هو موذن بحرب أهلية قاتلة،،،!
- بقايا نظام صالح، وتلاعبهم بالظروف وبناء شراكات سياسية واقتصادية، والبعث برسالة لثوار اليمن بأن صالحا كان خيرا لكم،،،،!

والآن تصطلون بنيار التطاحن والتمزق،،،!
والخاسر الأكبر دول الخليج، والتي لا تزال تتفرج في المشهد، وكأنه شبه سار، لئلا تبتلى بوجوه جديدة، او تعاين مشهدا مختلفا ، عما مضى، وبالتالي يؤثرون العنصر السابق، ولو تحول ذلك الى بناء علاقات جديدة، على حساب فكر وأيديولوجيا مناقضة تماماً مذهبا وفكرا وعلاقلات،،،!

ولكن كيف تؤمن ايران وميليشياتها التي تشق الامة، واطماعها مكشوفة،،،؟! بل كيف يضحى باليمن وهو اقرب الى السنة وبيننا وبينه روابط اللغة والدين والتاريخ والمصالح والجوار،،؟!

إننا بمسلسل الاضاعة، نسهم بسحق إيمان اليمن وحكمته وفقهه، ونستبدله بمصير مجهول، ستكون الأحظ بالكعكة فيه المد الصفوي الرافضي، المناقض لنا من كل وجه، ولا يوجد نقطة اتفاق معه،،!! فالحذر الحذر،،،!

فإما أن يكون ظهيرا سنيا لنا، أو أننا سنصومله سياسيا، وننتهي به الى دولة فاشلة، او نضعفه كلبنان، فيصبح الحوثية فيه كحزب الله الرافضي،وبالتالي خنجر دامٍ في ظهرنا، او مرتعا لبؤر التطرف، وانتشار السلاح بكل الوجوه،،،! وكلها خيارات لأعدائنا ، ليس لنا منها إلا الشقاق والطوق الخانق،،،،!

فاللهم نصرك وفتحك لإخواننا في اليمن، وجنبنا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن،،، والسلام..

1435/11/26

 

مقالات الفوائد