اطبع هذه الصفحة


(مفارقات الأشاعرة لعقيدة السلف) وفيه كشف زيف بيان مؤتمر الشيشان

عبد الله بن غلاب المطيري
@mu1102_abdullah


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

بسم الله والحمد لله،

وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن نصره وآزره ووالاه، وبعدُ :

لم يخفَ على كل متابعٍ للساحة العلمية والفكرية بيان-مؤتمر الشيشان- أولئك الذين ارتموا في أحضان بوتين وأئمة الكفر من علماء السوء والضلالة،

وقد خرجوا ببيان فيه إخراج أهل السنة وخصوصا ابن تيميّة وتلامذته من دائرة أهل السنّة.!

ولا يظنّ ظانٌ أنّ الغضبة الشديدة التي أتت بعد بيانهم لأجل إخراجنا من أهل السنّة فقط.

بل نحن والأشاعرة متفقون على أن الخلاف بيننا جوهري وحقيقي، ولا مواربة في هذا ولا نزاع، بل هو الحق.

ومع هذا الخلاف الجوهري= لا يجوز لأحد أن يخدم الكفار وأن يظاهر الكفار على المسلمين، ولو كان غارقا في الابتداع.

فضلا عن أقرب الطوائف لأهل السنة.

ولو فعل هذا الفعل أحد يُحسب على المدرسة التيمية وذهب بين ظهراني المشركين ليخرج الأشاعرة من السنة وفيه خدمة للكفرة = لأنكر عليه علماؤنا ولشنعوا عليه فعله، قولا واحدا.

فغضبتنا إنما هي لأن هذا المؤتمر لا يخدم إلا أعداء الله ورسوله، ولإظهار النزاع بين عامة المسلمين، في موطنٍ أحوج ما تحتاجه الأمة هو رصّ الصفوف،وحماية ثغور المسلمين من الكفرة والمجرمين.

فانتبه لهذا يا حصيف.

وأما وقد وقع المحظور ؛ كان لزاما على كل قادرٍ أن يكشف زيف بيان هذا المؤتمر..

وأن يظهر الحقيقة لكل جاهلٍ اغترّ بزخارف هؤلاء...

وهذا جهدُ المقل الضعيف في إظهار البون الشاسع بين الأشعرية -وخصوصا المتأخرين- وبين السلف من لدن الصحابة إلى عهد الأئمة الأربعة رضي الله عنهم جميعا.

وسأقتصر على سرد كل قول من أقوال أئمة السلف، وأضع تحته قول الأشعرية؛ ولن أتعرض لقول الأشعرية لا بنقضٍ ولا بتعليقٍ،

بل ظاهرُ بطلانها وبونها عن ما كان عليه السلف يغني عن إبطالها.

*إثبات صفة العلو الذاتي*


قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

هذه امرأة سمع الله شكواها *من فوق سبع سموات* هذه خولة بنت ثعلبة.

أخرجه ابن قدامة في إثبات صفة العلو ص 149
والدارمي في الرد على الجهمية ص 54
والذهبي في العلو ص 77

# أم المؤمنين زينب بنت جحش:

قال أنس: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول:
زوجكن أهاليكن وزوجني الله *من فوق سبع سموات*
رواه البخاري (7420) في كتاب التوحيد.

#قال الصحابي الجليل ابن مسعود :

إن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإمارة حتى إذا تيسر له *نظر الله إليه من فوق سبع سموات*فقال للملك: اصرفه عنه... إلخ
أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية ص 55

قال الإمام أبو حنيفة :

من قال لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض فقد كفر.

الفقه الأكبر برواية أبي مطيع البلخي عن أبي حنيفة ص 49.

قال الإمام مالك :

(الله في السماء، وعلمه في كل مكان،
لا يخلو منه شيء.)

أخرجه الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة (1/106)
وابن عبد البر في التمهيد (7/138)

وقالت الأشعرية :

الله ليس فوق سبع سموات.!

*إثبات صفة الاستواء على العرش*


# قال ابن مسعود صاحب رسول الله رضي الله عنه :

ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء.
*والله فوق العرش*

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/290)
وابن خزيمة في التوحيد (3/885)

قال الإمام الأوزاعي رحمه الله :

(كنا نحن والتابعون متوافرون نقول إن الله فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته)
رواه البيهقي في الأسماء والصفات (2/304)

قيل للإمام مالك (الرحمن على العرش استوى)

كيف استوى.؟
فقال مالك :
*استواؤه معقول، وكيفيته مجهولة*
والإيمان به واجب.

أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات
ص (2/304)

قال الإمام الخلال (أخبرني عبد الملك الميموني أنه سأل الإمام أحمد : ما تقول فيمن يقول إن الله ليس على العرش.؟
فقال أحمد بن حنبل :
(كلامهم كله يدور على الكفر)

وقالت الأشعرية :

الله ليس على العرش.!

*إثبات صفة الرحمة*


أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة

عن ابن عباس في قوله تعالى :

(وحنانًا من لدنا) قال: رحمة من عندنا.

وقالت الأشعرية :

ليست لله صفة رحمة.!

*إثبات صفة اليد*


قال التابعي حكيم بن جابر الأحمسي (ت 82 هجري)

قال :(أخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء :
غرس الجنة بيده، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده.

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (13/96) وصححه الذهبي .

وقالت الأشعرية :

ليس لله يدُ.!

*إثبات صفة النزول*


وسُئل الإمام أبو حنيفة عن حديث النزول فقال
(ينزل بلا كيف)
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/337)
والصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص 222

وقالت الأشعرية :

الله لا ينزل.

*إثبات صفة الكلام بصوت وحرف*


قال الإمامابن قدامة الحنبلي في الصراط المستقيم ص 49 :

فإذا ثبت هذا لم يجز أن يكون الكلام الذي سمعه موسى إلا صوتا وحرفا،
فإنه لو كان معنى في النفس وفكرة لم يكن ذلك تكليما لموسى ولا موسى يسمع، ولا يتعدى الفكر، ولا يسمى مناداة.

وقالت الأشعرية :

كلام الله نفسي بلا حرف ولا صوت.

فتأمل يا رعاك الله شدة غربة هذا الزمن ؛

أصبح من يأخذ بأقوال هؤلاء مجسمٌ حشويٌ منبوذ من دائرة السنة وأهلها.!

وأصبح أذناب الطواغيت والمشرعين لهم هم أهل الهدى والحق.!

ولا أقول إلا كقول الشاعر :

ومن يثني الأصاغر عن مرادٍ
وقد جلس الأكابر في الزاويا.؟
إذا استوت الأسافل والأعالي
فقد طابت منادمة المنايا.!

تمت.

كتبه :
عبد الله بن غلاب المطيري
 

مقالات الفوائد