إن هذه الدنيا عجيبة بأخبارها وحوادثها التي لا تكاد تنتهي ، وأعجب ما فيها
أن هذا الإنسان الذي خلقه الله من ضعف (فأصله من تراب وفرعه من نطفة من ماء
مهين ، فمع تواضع أصله وقذارة مخرج فرعه ) يشمخ بأنفه ، ويتيه بسلطانه
وكبريائه على بني جنسه ويتجرأ على خالقه ويتكبر على دينه وشرعه ويتنكب الصراط
المستقيم ، في حالة غريبة وشاذة من العقوق والتنكر لقيوم السموات والأرضين
ولا يعلم أنه لايضر إلا نفسه ، فهؤلاء اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى
يوم الدين قالوا بأن الله فقير وهم أغنياء تكبرا وجهلا وعنادا فما كان جزاؤهم
الا الطرد من رحمة الله ، قال تعالى : {الذين قالوا اٍن الله فقير ونحن
أغنياء سنكتب ما قالوا ..........} كلمات تفوهوا بها تكاد السموات يتفطرن
منها لهولها وهم أحقر الناس وأذل الناس فكان الجواب رهيبا لمن كان له قلب أو
ألقى السمع وهو شهيد { سنكتب ما قالوا ..} وسيواجههم ربهم بها يوم القيامة ،
ويا ويلهم من الله . وهؤلاء النصارى ادعوا لله الولد – عياذا بالله تعالى –
فكان الرد حاسما صارما أخزاهم الله { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا
إدّا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا أن دعوا للرحمن
ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ٍان كل من في السموات والأرض إلاّ آتي
الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدّهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } آيات تنخلع
لها القلوب خوفا ورهبة من غضب الجبار جلّ جلاله ، وتقدست أسماؤه وحسنت صفاته
.
وتوالت الافتراءات والأكاذيب من أقوام وأفراد
وزعماء وكتّاب إلى أن وصلنا إلى قرننا هذا وياله من قرن تكلم فيه الرويبضة ،
واستنسر فيه البغاث وغابت درّة عمر رضي الله عنه ، ولم يخذل الإسلام من طرف
فئة مثلما خذل من طرف الكتّاب والاْدباء في هذا العصر ، فلقد صرفوا وجوههم
لكل ناعق واْسلموا قيادهم لكل فاجر وفاسق ، وافتروا على دين الله الأكاذيب
وباعوا أنفسهم للشيطان في تجارة خاسرة بائرة لا يباركها أهل الأرض ولا أهل
السماء ، وإن نسيت فلن أنسى ما حييت ما خطته يمين ذلك الكاتب المدعو ( كاتب
ياسين ) في كتبه حينما قال إن المآذن هي الصواريخ التي لا تنطلق ، استهزاءا
بها ، وقال عن المؤذّنين إنهم (كلاب الريف ) وختم الله له بخاتمة سوء حيث عند
ما قارب على الهلاك أوصى أن لا يدفن في مقابر المسلمين وأن لا يصلّى عليه ،
فيقول عنه الشيخ محمد الغزالي ( إن كاتب ياسين عاش مخاصما لربه ، لم بذكر
دينه يوما بخير ومات ميتة جاهلية ) وهكذا اختار لنفسه طريق الكفر والعياذ
بالله تعالى ، فكم من كاتب وأديب يعرّض بآيات الله وأحكام الإسلام مستهزءا
بها فإنّنا نبشره بقوله تعالى (سنكتب ما قالوا .....)
والله اْكبر والعاقبة للمتقين.
ابو علي