**
ذكر الله سبحانه وتعالى الأمطار في عدد من مواطن الكتاب المجيد مما يدل على
عظيم
نفعها على البلاد والعباد, فمن منافعها:
جريان الأنهار
( وأرسلنا السماء عليهم مدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم ) الأنعام: 6.
وسريان الينابيع في الأرض
(ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض)الزمر: 21
وامتلاء الأرض بالمياه الجوفية ليجد
الناس ماء ربهم عندما تخوي الآبار(وأنزلنا
من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض)المؤمنون: 18.
وإنبات الزرع الذي نأكل منه
(أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم
وأنفسهم أفلا يبصرون)السجدة: 27.
وسقيا الناس من العطش
(أفرأيتم الماء الذي تشربون، أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون)
الواقعة: 69
وهو وسيلة لوجود الحدائق التي تظل من
الشمس وترطب الجو (وأنزل لكم من
السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة)النمل: 60
وسيلان الأودية
(أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها)الرعد:17
وهو وسيلة للطهارة في أداء العبادة
(وأنزلنا من السماء ماء طهورا)الفرقان: 48
**
ومع عظيم نفعه وكثرة بركته فهو رحمة من الله ومنة منه على عباده (وهو الذي
ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته)الشورى:28
وهو علامة لمغفرة الذنوب( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفاراً يرسل السماء
عليكم مدرارا)ً نوح:10
**
المطر جند من جنود الله المطيعين أهلك الله به أقواماً تمردوا وطغوا وفسقوا
فأغرقهم (كذبت قبلهم قوم نوح، فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر، فدعا ربه
أني مغلوب فانتصر، ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر، وفجرنا الأرض عيوناً
فالتقى الماء على أمر قد قدر، وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء
لمن كان كفر، ولقد تركناها آية فهل من مدكر، فكيف كان عذابي ونذر) القمر: 16
25,,, وإننا نحمد الله إذ لم تكن الأمطار التي هطلت علينا أعاصير مدمرة.
كما كان جنداً من جنود الله في العقاب كان من جند الله في سبيل نصرة الدين
كما حصل في غزوة بدر: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء
ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام)
الأنفال:11
**
ويستحب أن يصيب المطر شيئاً من البدن والمتاع ففي حديث أنس رضي الله عنه قال:
أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فحسر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: لأنه
حديث عهد بربه تعالى -رواه مسلم- .
**
الدعاء مجاب عند نزول المطر، ففي حديث سهل بن سعد قال قال رسول الله عليه
وسلم ثنتان ما تردان الدعاء عند النداء وتحت المطر,, (صحيح الجامع).
**
قال ابن باز رحمه الله: لا حرج في الجمع بين المغرب والعشاء ولا بين الظهر
والعصر في أصح قولي العلماء للمطر الذي يشق معه الخروج إلى المسجد وهكذا
الرحض والسيول الجارية في الأسواق لما في ذلك من مشقة.
والأصل في ذلك ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء وزاد
مسلم من غير خوف ولا مطر ولا سفر, فدل ذلك انه قد استقر عند الصحابة رضي الله
عنهم أن الخوف والمطر عذر في الجمع كالسفر لكن لا يجوز القصر في هذه الحال
وإنما يجوز الجمع فقط لكونهم مقيمين لا مسافرين, والقصر من رخص السفر الخاصة,
(أ, هـ) -فتاوى مهمة تتعلق بالصلاة-.
**
لا يدعى بوقف المطر إن خشي الضرر منه بل يدعى بأن يكون في الأودية ومنابت
الشجر، كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد فقال: يا رسول الله
هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، قال: فرفع رسول الله يديه
ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية
ومنابت الشجر فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس (رواه مسلم).
**
رؤية السحاب لا يفرح بها لأنه يخشى أن يكون عذاباً,, قالت عائشة: يا رسول
الله أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه مطر وأراك إذا رأيته
عرفت في وجهك الكراهية فقال: يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب قد عذب قوم
بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا (رواه البخاري ومسلم).
**
كان صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما
فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما فيها وما أرسلت
به (رواه مسلم) وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا
أمطرت سرى عنه (رواه مسلم).
**
كان صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك،
ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك (سنن الترمذي).
**
كان صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال: اللهم حييا نافعاً (رواه
البخاري).
**
من الناس من اغتر بالمطر فظن أن هذا رضا من الله وما علم المسكين أن هذا قد
يكون استدراجاً من الله.
قال بعض السلف: يستدرجهم الله بالنعم، إذا عصوه ويملي لهم ثم يأخذهم اخذ عزيز
مقتدر.
**
من أي عهد في القرى تتدفق *** وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجّرت من *** عُليا الجنان جداولاً تترقرق
وبأي عين أم بأية مزنة *** أم أي طوفان تضيف وتفهق
وبأي نولٍ أنت ناسج بردة *** للضفتين جديدها لا يُخلق
تعيي منابعُك العقول ويستوي *** متخبط في علمها ومحقق
م / رياض بن ناصر الفريجي
رمضان 1420هـ
riyadh_eng@hotmail.com