اطبع هذه الصفحة


الحداثيون والعداوة مع الله

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


الحداثة كلمةٌ جميلةٌ لها سحرها الخاص وبريقها الأخاذ ، وهي عبارةٌ يستخدمها البعض في عصرنا للترميز عن اتجاهه الأدبي.

ديننا العظيم لم يكن في يومٍ من الأيام عقبةً أمام إبداع المبدعين ، ولغتنا الجميلة لم تكن كذلك حاجزاً أمام تألق المتألقين ، والتاريخ يحفظ لنا سيرةَ هامات وقامات عظيمة من المبدعين الذين وجدوا كل احتفاء من الأمة ، وكل تقدير من الأجيال المتعاقبة ، والكلمة الجميلة التي تخدم الدين وتحتفي بالقيم ، وتغرس الأخلاق الفاضلة كانت ولازالت محل التقدير والتعظيم والإجلال.

إن الحداثة التي أتحدثُ عنها في هذا المقال لا علاقة لها بالإبداع الأدبي الفني البحت من قريبٍ ولا بعيد بل هي اتجاه فكري خطير اتخذه البعض من منحرفي هذه الأمة مطيةً للتنفيس به عما يحتوي عليه قلبه المريض من العداوة مع الله جل جلاله ، ثم مع الرسل والملة وكل ماله له صلة بمعالي الأمور التي حفز إليها الدين ووعد عليها رب العالمين بالأجر والثواب.

قد يستغرب البعضُ هذا الطرح ويقول بلسان الحال قبل القال : لقد بالغتَ كثيراً فيما طرحته!،ولكنني لا أتحدثُ من فراغٍ أو من هوى بقدر ما أتحدث من حقائق دامغة تصدقها كتابات مخطوطة بأقلام رموز الحداثة الذين سودوا بتلك الأقلام صحائف تنطق بالخزي المبين ، والزندقة الصريحة ، والفجور العظيم.

ولكي أضعك أخي القارئ الكريم في الصورة فضلت أن أضرب الأمثال تدليلاً على ما أقوله وسيراً على طريقة القرآن الكريم في إيراد القصص وضرب الأمثال والشواهد.

الحداثيون ولا شك أعداء الله جل جلاله ، والذين أعنيهم هنا هم من تبنوا قلة الأدب مع الله أولا ثم مع رسله ثانياًً ثم مع الخلق ثالثاً منهجاً وسيرة ، ونحن ندينهم من أفواههم فهذا رشيد بوجدرة في روايةٍ عنون لها بالعنوان التالي:"ألفٌ وعام من الحنين" يقول قولاً أستغفر الله العظيم من إيراده وإيراد ما يليه من الشواهد حيث يقول قاتله الله:"المنامة بلدةٌ تعودوا أن يقولوا عنها بأن الله تبرزها في يومٍ من أيام الغضب".

ويقول حداثي آخر يُقال له أنسي الحاج:"تقتل الكلمة جسد الله بعد قتل الله روحاً وجسداً" ، ويقول صنم الحداثة المعاصر أدونيس المنكوس:"الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من الله ، وتنبعُ من هذا الخوف.الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت الله".

وهذا هو مربط الفرس الحقيقي الذي يدندن حوله الحداثيون وهو أن يقتلوا كل توقير لله جل جلاله في نفوس المؤمنين ، وأن يهدموا حصن الإيمان الحصين في صدورهم قبل أن يحولوهم إلى بهائم لا تعرف للحياة معنى سوى مايتهيأ لها من الشهوات.

ويقول سميح القاسم وهو صنمٌ حداثيٌ كبير:"مأساتك السوداء كانت منذ قال الله فليكن الوجود ، وكان ثم بدا له أن يصنع الشمس اللعينة والحياة".

وأما محمد الماغوط فيقول:"لماذا خلقني؟وهل كنت أوقظه بسبابتي كي يخلقني؟".فيا سبحان الله هل يشك بعد ذلك عاقلٌ في عداوة هؤلاء الأوباش مع رب العباد جل وعلا.

هؤلاء الظلاميون وغيرهم كثير يعيشون مطلقي السراح ولم تتم مساءلتهم أو محاسبتهم عن هذه الجريمة المروعة التي ارتكبوها تجاه الدين المتمثلة في قلة أدبهم مع رب العالمين جل وعلا!.

إنني أتساءل كيف سيكون مصير هؤلاء لو أن أحدهم تعرض لحاكم من الحكام بالسباب والقذف والشتم واللعن ماهي العقوبة التي ستنزل به؟.

إن هؤلاء المجرمين لا يستطعيون أبداً شتم النصارى واليهود ولاشتم عقائدهم أتدرون لماذا أيها القراء الكرام؟الجواب :لايستطيعون ذلك لسببين اثنين:

الأول لكونهم سيعرضون أنفسهم للملاحقة القانونية ، وللمحاكمة والسجن لو فعلوا ذلك وهم لا يستطيعون فعل ذلك أصلاً ولا يرغبون.

ثانياً وهو السبب الرئيس والجوهري في اعتقادي ، وهو كونهم أذناب لليهود والنصارى صنعوهم على أيديهم ، وقدموا لهم الحماية التي تمنع من محاكمتهم في بلاد المسلمين أو في أي مكان في العالم مادام الشتم موجهاً لدين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولأخلاقها وقيمها.

إنني أتساءل هل ما زال بعض بني أمتنا لا زالت تنطلي عليه الحيل فيصدق أن هؤلاء الأشقياء هم رواد أدب ، ودعاة تحديث ، ودهاقنة تجديد ، وأئمة ثقافة وتقدم.

إنني لم أذكر إلا النزر اليسير مما يدل على شدة عداوة هؤلاء الحداثيين لله عزوجل ، وسوء ما يتقربون به إلى شياطينهم من قلة الأدب مع الله جل جلاله وعظيم الجرأة عليه وعلى حرماته.

لقد جاءت الشريعة الإسلامية بأحكامٍ عظيمة فيها من الحفظ للمجتمع والضرب على أيدي السفهاء ما يجعل مثل هؤلاء يقفون قبل أي يفكروا في الحديث عن زندقتهم ، ومن هذه الحدود العظيمة حد الردة الذي يقيمه ولاة المسلمين عبر عصورهم المختلفة تطهيراً للأرض من الأنجاس الذين أعلنوا عدواتهم لله رب العالمين وذلك بعد أن يقيموا عليهم الحجة ويرفعوا عنهم المحجة.

ماجد بن محمد الجهني-الظهران

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية