اطبع هذه الصفحة


الأمير نايف ووجهة وطن حقيقية

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


في البداية لا بد أن أوجه الشكر الجزيل بعد شكر الله تعالى إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لأنه وضع النقاط على الحروف في دفاعه عن ثوابتنا تجاه من استمرأوا الكذب فأصبح ديدنا لهم في تقاريرهم الصحفية وكتاباتهم التي سممت الفكر وتسببت في خروقات كبيرة خلال السنوات الماضية.

قبل فترة يسيرة دشنت صحيفة الوطن حملةً دعائيةً بان كذبها من أول وهلة حين استخدمت صورة ملك هذه البلاد ، والذي يمثل رمزا للدولة وكتبت عبارتها الشهيرة (وجهة وطن لا وجهة نظر) ، وكأنها تريد أن تقول لنا أن الكذب الذي يمارسه بعض ، وتزيين التغريب الذي يمارسه بعض كتابها ، والهجوم على العقيدة الذي يمارسه بعض أصحاب الأهواء المنحرفة ممن استكتبتهم ما هو في حقيقته إلا وجهة عامة للوطن لا تقبل النقاش كما تقبل وجهةُ النظرِ الأخذَ والردَ.

الكذب حبله قصيرة ، ولا أشك للحظة واحدة في أن الكثيرين من الغيورين من أهل هذه البلاد قد وجهوا نصحهم لجريدة الوطن ، وللقائمين عليها من مسلكهم الخطير الذي سيجلب عليهم وعلى البلاد الكثير من الويلات خصوصا وهي مؤسسة إعلامية رسمية تنتمي إلى بلاد ترتضي كتاب الله عزوجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهاجا للحكم في جميع شؤون الحياة والدليل على ذلك تلك الغيرة المتنامية التي لا تعرف الكلل ولا الملل لأهل هذه البلاد المباركة.

إن الأمير نايف وفقه الله لكل خير قدم درسا تربويا بليغا لصحيفة الوطن ولغيرها من الصحف الأخرى ، وقدمه أيضا لبعض الكتاب أصحاب المنطلقات المشبوهة ، ومفاده بأن أصحاب التوجهات المنحرفة والسيئة والمشبوهة لا مكان لهم من الإعراب وأن استخدام أسلوب الحلم لا يعني بحال من الأحوال أن يستمر الضال على ضلالته بل هي في الحقيقة فرصة ذهبية للمراجعة ، وإنني أعتقد أن ما حصل هو فركة أذن قوية يجب أن يعيها جيدا من وُجهت لهم ولا يكونوا كمن لا يفقه الحق بمحاولة تجاهله لأن الحقيقة لا يمكن بحال من الأحوال أن تغطى بغربال.

صحيفة الوطن وغيرها من صحفنا ليس مطلوبا منها سوى التقيد بمنهج هذه البلاد ، ونشر الفضيلة وتعزيز القيم ، وإشاعة المصداقية ، واحترام عقول الناس ومشاعرهم ، وعليها وعلى بقية صحفنا أن تعي أننا في بلد مستهدف والواجب عليها وعلى مثيلاتها ألا يصطفوا في خندق من يحاولون زعزعة ثوابتنا والنيل من عقيدتنا ، وتدمير أخلاقنا ومحاربة مؤسساتنا الشرعية والتربوية الحكومية منها والأهلية.

إنني أتعجب حين أنظر لصحفٍ أخرى في مشارق ومغاربها كيف تسعى بشكل حثيث للدفاع عن قيم شعوبها ، وثقافة شعوبها ، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تبرز تراثها للعالم في الوقت الذي تأتي بعض صحفنا بكتاب لهم توجهات مشبوهة وأجندة خفية خاصة يتطاولون من خلالها علينا في أخص وأعز ما نملك وهي عقيدتنا كما ذكر سمو الأمير.

المؤسف أنه خلال فترة السنوات الأخير تعرضت كثير من مؤسساتنا التربوية والشرعية فضلا عن رموزنا الشرعية الممثلين في علمائنا الكرام إلى كثير من الظلم والتجريح والغمز والهمز والتطاول الرخيص على يد حفنة من الكتاب الجهلة الذين نصبوا من أنفسهم مفتين ، ومحللين اقتصاديين ، ومنظرين تربويين ، وسياسيين ، وأصبحوا يصولون ويجولون في كل شيء دون احترام لمشاعر القراء ، ودون تقدير للظرف الدولي الحساس الذي يستوجب الحفاظ على الثوابت ، وتأليف القلوب ، وجمع الكلمة ، ولكن للأسف اتجه بعض هؤلاء الكتبة إلى خندق آخر لا علاقة له بما عليه أهل هذه البلاد الذين يؤسفهم والله ذلكم التطاول على الثوابت ، وما حصل موازيا له من تسفيه للعلماء وتزهيدٍ للناس فيهم

لقد وصلت الجرأة إلى حد كنا نحتاج معه وبالفعل إلى مبضع الجراح الذي يستأصل الداء من جذوره ، ونرجو أن يكون في مثل هذا التصريح عبرةٌ وعظةٌ ووقفةٌ تقوم المسار ، وتعيد الخارج عن الجادة إلى صوابه وأحسب أن هذا التصريح يدشن لمرحلة جديدة بإذن الله في علاج طرف آخر ، وعلاج صورة أخرى من صور التطرف التي تحتاج إلى وقفة حاسمة.


ماجد بن محمد الجهني- الظهران

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية