اطبع هذه الصفحة


جمال وزفة الشلة

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


على الصعيد المهني لا تحظى جريدة الوطن لدي ولدى الكثيرين ممن أقابلهم وأعرفهم بأدنى مصداقية لأن تاريخها مليء بالكذب ويكفيها عارا أن الأمير نايف قد وصفها بالسوء واستكتاب أصحاب التوجهات السيئة.

وصحيفة الوطن يكفيها عارا أنها تعتمد في الترويج لنفسها على الكذب ، ويبدو أنها تريد أن تختطف الوطن عنوة لتجيره لصالح توجهاتها التي تعتمد على الكذب والمراوغة والتأليب والتحريش وتريد أن تثبت قسراً أن ما تقوله هو بالفعل رأي الوطن بأسره ، وهو توجه الوطن برمته تنفيذا لدعايتها الرخيصة المضحكة(وجهة وطن لا وجهة نظر).

وأما رئيسها جمال خاشقجي فحكايته حكاية أخرى ، وأنا أعتقد أنه هو ومن هم على مثل شاكلته آخر من يتكلمون عن مصلحة الوطن وعن أكذوبة الرأي والرأي الآخر ، وذاكرتنا ولله الحمد لم تنس بعد ماحرره هذا التيار الأمريكي الذي يريد أن يكمم أفواهنا باسم الغيرة على الوطن.

لقد نسي خاشقجي أو تناسى هو وغيره ممن يماثلون توجهه أنهم كانوا سببا رئيسا في اتهام بلادنا بالتطرف في الوقت الذي كانت فيه البلاد تدافع عن نفسها وعن توجهها ومنهجها وتنفق لأجل ذلك الملايين كان جمال وغيره يكتبون ويستعدون الغرب على بلادنا ويقولون لهم بلسان الحال يجب عليكم أن تتدخلوا في شؤوننا لأن البلد برمته ساحة كبيرة للإرهاب ولي هنا أن أتساءل فأقول:

يادعاة التيار الليبرالي الظالم أين كنتم حينها عن دعوى التشويش على ولي الأمر؟ بل ما هو دوركم الذي اضطلعتم به في الحرب الإعلامية العالمية على هذه البلاد؟.

ومن الذي كان يزود السفارات الأجنبية ودور النشر الغربية ، والصحف المغرضة بكل نقيصة وبكل مايسيء إلى هذه البلاد؟.

أين كانت المصلحة الوطنية حين كنتم تبعثون وتراسلون جماعات الضغط الغربية المتطرفة لكي تشن حربها الظالمة على مناهجنا وحياتنا وعلى كل صغير وكبير فيها؟.أين كان مفهوم التشويش على ولي الأمر حينما ساندتم الإعلام الغربي المغرض في نيله من قضاء هذه البلاد في قضية فتاة القطيف؟.

يعلم الله ياجمال خاشقجي أنكم ومن لف لفكم أكثر من مارس الوصاية على هذه البلاد وأهلها ، وأنكم أكثر من شوش على هذه البلاد وولاة أمرها وعلمائها وعلى شعبها.

يعلم الله ياجمال أنكم من أكثر الصامتين على الاعتداءات السافرة على دين أهل هذه البلاد وعلى رموز الإسلام وعلى رأسهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وحادثة الدنمارك وموقفكم المخزي شاهدٌ على ذلك.

ويعلم الله ياجمال خاشقجي أنك ومن لفك من أكثر من جلسوا يتفرجون على الهجوم على أعز ما تملكه هذه البلاد ولم تدافعوا بربع كلمة عن كل هذا الغثاء الذي يحصل وليس من حقك بعد ذلك أن تمارس علينا المزايدة مع علمي بأن كلمة الشيخ العلامة الشثري -وفقه الله لكل خير- في التحذير من الاختلاط قد أصابتك أنت وجماعتك التي تعرفها في مقتل لأن هدفك الاختلاط وليس العلم والتقنية وإذا أردت أن تقول لي كيف عرفت؟.فسأجيبك بأنني عرفت من خلال مقالتك التي بديت فيها منزعجا جدا من كلام علمي للشيخ لا ينزعج منه من سلمت سريرته أبدا.

نحن نعلم أن المصالح التي تتحدث عنها أنت وجريدة الوطن وبعض الكتاب ممن يماثلون توجهك هي نفس المصالح التي تحدث عنها تقرير راند الخطير لعام 2007م والتي يريد من خلالها أن يسقط العلماء والدعاة والمحتسبين ، ويكمم أفواه الناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ويريد من خلالها أن يضحك على الذقون من خلال وصفه لما تحدث به الشيخ سعد الشثري بأنه تشويش على ولي الأمر ، ونحن نعلم أن تلك الكلمة المباركة تسقط مصالح شخصية نفعية تخدم توجهات الخاشقجي ومن لف لفه وليس للوطن فيها ناقة ولا جمل.

الشيخ الشثري كان واضحا ، ونحن أيضا واضحون كذلك في مسألة الترحيب بتطوير البلد على جميع الصعد علميا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا مع المحافظة على المرتكزات الشرعية والأسس التي قامت عليها البلاد ، وأما الخاشقجي وبقية المجموعة التي تسير في نفس السياق فإنهم مرعوبون وخائفون على عدم تحقق حلمهم بالتعليم المختلط بسبب أصوات المحتسبين والناصحين وعلى رأسهم علماؤنا الأجلاء ، وذلك لأن هذه المجاميع تبشر بالانفتاح الذي يصرحون به في وسائل إعلام الغرب والتي قال بعضهم في تصريح لها بأن الحياة الجامعية في جامعة الملك عبدالله ومافيها من حرية وانفتاح واختلاط يشبه إلى حد كبير لما يحدث في بعض ولايات أميركا. الليبراليون لديهم قاعدة تقول(الغاية تبرر الوسيلة) ، والحروب القذرة هي لفظة ليبرالية بامتياز ، وهي منهج ليبرالي خفي أصبح ظاهرا لمن قرأ القوم جيدا ، وكل ما يحدث من حروب على العلماء ، واستثمار سيء للحرب على الإرهاب هو ولا شك من الأساليب الليبرالية القذرة التي تريد أن تدمر وترهب كل من يتوجه إلى نقد الممارسات التغريبية والمحاولات التذويبية التي يقوم بها التيار الليبرالي سيء السمعة والسيرة في العالم أجمع وليس في بلادنا فحسب.جمال خاشقجي ومجاميعه الأخرى يريدون أن يقولوا لنا كمواطنين لا تتكلموا ، ولا تتنفسوا ، ولا تنتقدوا ويقولون لنا بلسان الحال والقال نحن فقط من يتكلم ، ونحن فقط من يحدد ماهو مفهوم الحرية وما هو سقفها ، وكل من يخالفنا سنؤجج عليه صحفنا ، ونسلط عليه الآلة الإعلامية التي تملكنا ناصيتها واستوينا على عرشها ، وهذا لعمر الحق هو ما أوصى به تقرير راند أيضا لعام2007م والذي أصبح واقعا منفذا لا مناص من فضحه ومواجهة أتباعه بالحجة والبيان.حين تكون الأمور موافقة لأهواء أتباع التيار الأمريكي في المنطقة فإن النقد عندها يصبح أمارةً على التحضر ودلالةً على الرقي والتقدم ، وأما إذا كان الأمر متعلقاً ببيان قضية شرعية لا يجوز تأخير بيانها عن وقت حاجتها فإن الأمر يصبح غوغائيةً ، وتشويشاً على ولي الأمر ، وهكذا تُدار اللعبة بواسطة مجموعة من المغرورين الأقزام الذين يظنون بأنهم أعلم الناس وأحلم الناس وأفهم الناس وأكثرهم حنكةً ودراية وهم في الحقيقة ليسوا سوى بياعين للكلام متاجرين بالأوهام متسللين إلى حمى المقدسات لواذاً دون بضاعةٍ من علم أو بقيةٍ من مروءة وحلم ومن تأمل في تعقيب جريدة الوطن على تعقيب الشيخ الشثري وفقه الله لمس مدى الجرم الإعلامي الذي تُذبح على عتباته المصداقية والمهنية الإعلامية فيا حسرةً على إعلام تسلط فيه من وجه خنجره إلى خاصرة وطنه ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ماجد بن محمد الجهني- الظهران

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية