اطبع هذه الصفحة


كذابون على صفيح ساخن

ماجد بن محمد الجهني

 
لاشك أن الكذب سلاح العاجز الذي لا يقوى على مواجهة الحقيقة بكل حزم وجرأة ، ولذا تجد معاشر الكذابين كثيراً ما يستخدمون الكذب لتبرير كثير من الأعمال والتصرفات المشينة التي يقومون بها ، كما أن هؤلاء الكذابين لا يتورعون عن استخدام الكذب عند تحليلهم للأحداث التي تقع منهم ومن حولهم.

هذا الكلام يقال في نفس الوقت الذي نشاهد فيه (جوقة الكذب) في البيت الأبيض سابقاً والبيت الأكذب حالياً وهي تمارس التزوير والضحك على الذقون منذ أن تمكنت من زمام الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية وراحت تتفنن في إذلال الشعوب والاعتداء على كرامات الأمم وعقائدها وأخلاقها في صورة من أبشع صور الفاشية والنازية التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً إلا على يد أمريكا راعية البلطجة الدولية الحديثة.

إنه ومنذ أن وصلت مجموعة الصقور السود إلى البيت الأبيض والعالم يشهد طفرةً عجيبةً في هرمونات الكذب الأمريكي المخلوط مع شيء من ماء الصفاقة المغلي على نار امتهانت عقول الناس وتفكيرهم وافترضت الذكاء فقط في إدارة الصقور التي شابهت كثيراً غربان البين الناعقة بالخراب على رأس كل شرف وكرامة.

إن العجيب الغريب في تكوين تلك المجموعة الخالية من كل معاني القيم والإنسانية ، بله ومن أدنى درجات الرحمة الحيوانية – أقول- العجيب أنها كانت ومازالت تخرج علينا عند كل مسرحية هزلية من مسرحياتها الإجرامية بجملة من التبريرات الخيالية التي نستطيع أن نطلق عليها دون تردد ( الكذبة الكبرى) والتي اعتاد بعض الناس سماعها في إبريل كما يقال ، وإذا بإدارة الصقور أو صقور الإدارة ولافرق يحولون السنوات التي حكموا فيها أمريكا إلى أكبر موسم ابر يلي لم يشهد التاريخ له مثيلاً.

لقد قاموا بتدمير وغزو أفغانستان تحت ستار الكذب العريض الذي تدثروا به دون أن يبدوا شيئاً مما خططوا له عبر سنوات وعندها خدعوا من خدعوا ، وبعد ذلك ثنوا بالعراق بعد أن ساقوا جملةً من التبريرات تبين كذبها فيما بعد فلا أسلحة دمار شامل ولا العراق يمثل تهديداً لأمريكا إلا إذا كان المقصود بأمن أمريكا هو أمن إسرائيل فهذا شيء آخر وهو عين الحقيقة فهي حرب بالوكالة عن إسرائيل وكل ذلك كان تحت تبريرات تقنعت بالكذب وعليه تغذت حتى انتفخت الأدواج واقترب الكذابون من مسلخ الفضيحة.

والحقيقة أن العراق دشن لأمريكا جملة من المسالخ التي عرت وجوه طغاة البيت الأكذب وأماطت لثام الزور عن وجوههم الكالحة وأيديهم القذرة الملطخة بدماء الأبرياء من أبناء المسلمين ولعل من أبرز هذه المسالخ ما حصل في الفلوجة التي كرست وبوضوح وللعالم أجمع أن الثور الأمريكي يغوص في الوحل العراقي يوماً بعد يوم وأن واقع القوات الأمريكية في العراق مختلفٌ تماماً عما يصوره كذبة البيت الأكذب وبوقه الإعلامي المتواطئ.

ثم جاء المسلخ الكبير الذي أسقط ورقة التوت عن سوءة المتشدقين بمعاني الحرية وحقوق الإنسان التي دشنها مجرمو الحرب الأمريكان بواسطة جنود البلشفية النازية الجدد عبر المشاهد المرعبة والمناظر المقززة في سجن أبي غريب التي أماطت اللثام عن الوجه الصليبي الكالح لبوش المجرم وأعضاء إدارته النازية الذي جاءوا إلى بلاد المسلمين تحت رايات الصليب في حملة صليبية جديدة مازال كثير من الغافلين أو المتغافلين يوهمون أمتنا بأنها ليست كذلك.

وبدلاً من أن يبقى في وجوه هؤلاء المجرمين المارقين شيء من الحياء ويقوموا بالاعتذار عن غزو العراق والانسحاب منه حالاً حدث العكس وخرجت علينا ذئاب البيت الأكذب في لبوس الضأن تتباكى وتعبر عن تقززها من تلك المناظر وأنهم فوجئوا بها وأنهم لم يكونوا على علم بتلك الأمور وأنهم سيعاقبون ويحاكمون المتسبب وأنهم وأنهم وأنهم ولكنهم مع ذلك لن يخرجوا من العراق ويصرون على إرساء الديموقراطية فيه حتى لو أدى ذلك إلى أن يسحلوا شعب العراق برمته.

وهكذا يستمر مسلسل الكذب الأمريكي على العالم الذي يقف مشدوهاً من هول مايرى من حجم الدعاية والكذب والمتاجرة الأمريكية التي لا يصدقها عاقل ، فأمريكا هي التي رفضت أن يخضع جنودها لمحاكمات جرائم حرب مما يعني أن الأمر مبيت بليل ، وأمريكا هي التي أوعزت لجنودها ودشنت لهذا التعامل بدءً من معتقل جوانتاناموا وسجن قلعة جانجي وانتهاءً إلى أبي غريب ، بل إن إحدى المجندات قالت بلسانها إن المخابرات طلبت منا أن نحول سجن أبي غريب إلى جحيم لا يطاق فعلى من يضحك بوش ورامسفيلد وزمرتهم المجرمة.

هؤلاء الكذبة واهمون كل الوهم إن هم صدقوا أن حيلهم قد تنطلي على البشرية التي شهدت لهم بالهمجية والولوغ في أتون السادية والحقد والعربدة .
إنني أعتقد أن هذا الافتضاح الأخلاقي الكبير لأمريكا ليس بالأمر السهل ، بل هو فيما أعتقد والعلم عند الله أنه مقدمة لعقوبة ربانية ستحل بهذه الإمبراطورية الغاشمة وهو مقدمات انهيارها الكبير لأنها بلغت في الظلم مبلغاً فاق الوصف والخيال.

وإن شعب العراق الأبي قادرٌ بإذن الله تعالى أن يزيد صفيح هؤلاء الكذبة سخونةً ، وقادرٌ بإذن الله تعالى أن يفتق لهم من بين رحم الأيام القادمة ما تشيب له رؤوس غلمان أمريكا .
وإنني أقول لهذا الشعب الأبي : دونكم يا أسود الرافدين لحوم بني الأصفر فأنتم مظلومون والمظلوم منصور بإذن الله متى ما استمد حبال نصره من السماء ووجه الوجه للمولى فعلى الله توكلوا إن كنتم عازمين وعليكم بمن اعتدوا عليكم في دياركم عليكم بهم فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان فإن القوم عزموا على طول المكث ولن يخرجهم بإذن الله إلا توكلكم على الله وصبركم وجهادكم واعلموا أن الله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية