اطبع هذه الصفحة


نجاح وسلطان وسقوط القناع

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
أما المكان فيُقال أنه في إحدى استراحات الرياض،وأما الزمان فهو أمسيةُ في يومٍ من أيام الله تعالى،وأما الحضور فهم لفيفٌ من الشعراء والإعلاميين كما ذكرت المطبوعة السعودية التي غطت هذا الحدث الفريد وعلى رأس هؤلاء الشعراء الشاعرة المسماة نجاح المساعيد والشاعر سلطان الهاجري.

لو كان الأمرُ خفياً وسرياً لما تعرض المرء لهذه الأمسية وأهلها من قريبٍ ولا بعيد،وأما وقد قامت مطبوعةٌ صحفيةٌ سعوديةٌ وفي خبرٍ وُصف بأنه خبرٌ جريءٌ بنشر الموضوع وأدق تفاصيله فإنه هنا من المتعين أن تتاح الفرصةُ للتعليق على هذه الأمسية التي فعلاً تُعدُّ ظاهرةً غريبةً على مجتمعنا ينبغي الوقوف أمامها كثيراً لأنها تمثلُ بحقٍ خرقاً واضحاً وصريحاً للسياسة الإعلامية لهذا البلد العظيم والتي تنبع من الإسلام الذي يرفضُ مثل هذا الإسفاف المحمل بعبارات الغزل الصريح والمكشوف بين فرسي رهان هذه الحفلة التي مُررت في ساعةٍ نُحسِنُ الظنَّ ونسميها ساعة غفلة.

لا أدري عن ماهية السبق الصحفي الذي حققه مُحرر مدارات في تلك الصحيفة وهو ينقل لنا صور نجاح المساعيد وفي أوضاع مختلفة وحركات مختلفة وختاماً صورة للذكرى مع حضرة المحرر وهو مبتسم وفي كامل أناقته!!!.

إنني أعتقد أنه لاجديد في هذه الحادثة سوى تلك المحاولة البائسة لإضفاء شيء من الشرعية على مثل هذه اللقاءات التي أرجو ألا ينبري من كتاب صحافتنا السعودية من يقول عنها أنها أمر عادي وهي ممارسة عادية من قبل بنت المساعيد لحريتها التي هي جزء من (حرية المرأة) بما لا يمس الشريعة الإسلامية.

لقد نصت المادة الثالثة من نظام المطبوعات والنشر على ماهو آتٍ):يكون من أهداف المطبوعات والنشر الدعوة إلى الدين الحنيف ومكارم الأخلاق،والإرشاد إلى كل مافيه الخير والصلاح،ونشر الثقافة والمعرفة) كما نصت المادة التاسعة في الفقرة الأولى منها عند إجازة المطبوعة(ألا تُخالف أحكام الشريعة الإسلامية)والسؤال الذي يفرض نفسه:أليس نشر صور هذه المرأة وهي سافرة ومتبرجة بزينة ومختلطة أيضاً بمجموعة من الرجال هو استهزاءٌ وعدم مبالاة واضحة وصريحة بتعاليم الدين؟أليست هذه الصور في حقيقتها تكريس لمبدأ الإسفاف وتجاوزٌ للخطوط الحمراء ولمكارم الأخلاق؟.والسؤال الموجه أيضا لقسم المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام يقول: أليس في هذه الصور وهذا الخبر المنشور في هذه المطبوعة مخالفة صريحة لأحكام الشريعة الإسلامية التي تقوم عليها بلادنا المباركة؟.

إن هذا المنظر الذي نشرته تلك الصحيفة فضلاً عن عبارات الغزل الصريحة بين شاعري الغفلة في أمسية الغفلة يُمثلُ في حقيقته خرقاً صريحا وواضحاً للسياسة الإعلامية لبلادنا وهو ولا شك خرقٌ متكررٌ من أكثر من مطبوعة وخصوصاً ما يتعلق بصور النساء المثيرة والتي أصبحت تُظهرُ لنا الدليل الواضح والصريح من أهداف الحملة التغريبية الليبرالية العلمانية على المرأة السعودية والتي كشفت عن أن المقصد ليس كما يُقال حقوق المرأة حسب الشريعة السمحاء وإلا فكيف يتم نشر صور نساء قد حسرن عن وجوههن وأصباغ الماكياج تغطي تلك الوجوه فضلاً عن خصلات الشعر والشعر المنسرح وفضلاً عن صور الاختلاط المحرم والتي توضح بجلاء ماهو عنوان الحرية المرادة والتي استخدم خلالها بعض الأقزام عبارة الشريعة من خلال مقالاتهم وكتاباتهم التي أظهرت أنَّ الموضوع لا يعدو في رمته عن حقيقة الاستهزاء والغش وممارسة التضليل لسنوات كثيرة أنتجت في النهاية بعض من يريد أن يتمرد على دينه.

إنني أدعو بعض مشاهير كُتاب الصحافة السعودية وخصوصاً منظري حرية المرأة وحقوق المرأة إلى أن تكون لديهم الشجاعة وأن يخبرونا ماهو موقفهم من هذه الأمسية؟وماهو موقفهم من عبارات الحب والغزل بين سلطان ونجاح! وأدعوهم إلى اتحافنا بفتوى جديدة من فتاواهم حول خطبة الشاعر ابن راجس لابنة المساعيد لزميله سلطان؟وهل هذا العقد صحيحٌ أم باطلٌ؟.

هذا السؤال الموجه لهم منبعه تأريخهم الحافل بالإفتاء في كل شيء لأنهم يعتقدون دوماً أنهم أصحاب الحقيقة الوحيدة والكاملة وكل من كتب ضدهم أو خالفهم فهو ضال مُضل ويُمثلُ المنهج الخفي للإرهاب.

إنَّ الواجب علينا أنْ نُقرَّ بأنه يُوجد فئةٌ ضالةَ أخرى متدثرة بدثار الثقافة والتنوير تنتشر مثل السرطان الخبيث في بعض أروقة الإعلام وهي لاهم لها إلا إفساد أخلاق الناس وأذواق الناس وزعزعة الثوابت الدينية والنقمة على كل ما يمت للفضيلة بصلة،وقد آن الأوان لأن تُكشف هذه الفئة التي تُمارس جريمةً شنيعةً لاتقل عن جريمة الإرهاب والتفجير بل إنني أعتقدُ أنها من أوائل المستفيدين من العنف ومن أبرز من يسعى إلى تغذيته واستمراره والدليل على ذلك سفور وجهها ومحاربتها الغاشمة وفي زوايا مختلفة من صحفنا السيارة للمساجد وللحجاب وحتى طاشت أسهمها فتجرأت على العقيدة والدين باسم الحرية والانفتاح الإعلامي،بل وأصرت على إقحام الأبرياء ممن لاذنب لهم سوى أنهم ملتحون لايعجبون تلك الأقزام المتهالكة التي تتمنى بلسان حالها لو أنَّ المد يتواصل ليشمل كل الدعاة إلى الله على بصيرة وكل آمرٍ بالمعروف وناهٍ عن المنكر ومن أراد أن يعرف فليأخذ جولةً سريعةً على أرشيف بعض صحفنا ليرى الخلط العجيب والمتعمد بين الجاني وغير الجاني.

إنه ومن واقع الحال لابد أن نُقرَّ بأننا ولله الحمد محسودون على نعمة اللحمة والوحدة بين الراعي والرعية ومن هؤلاء الحاسدين خفافيش الظلام من الفئة الضالة فكرياً المتدثرة بلبوس الثقافة والتنوير الذين لم يجدوا آذاناً صاغية لصريخهم المشين المناهظ لقيم الأمة وثوابتها لأنها بإذن الله محروسة برعاية الله أولاً ثم بيقظة ولاة الأمور من الولاة والعلماء لتلك الشنشنة المعروفة من أخزم ولكن هذا لا يمنع بالمطالبة بمحاكمة كل من تجاوز واستهزأ بشرع الله في تقاريره الصحفية وأخباره ومقالاته.

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية