اطبع هذه الصفحة


المستنقعات وتكاثر البعوض

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
تفاعلاً مع الخبر الذي نشرته جريدة اليوم في عدد يوم الخميس الموافق12/3/1426هـ حول استخفاف المدعو نجم "ستار أكاديمي" برجال هيئة المعروف والنهي عن المنكر في الرياض وتلفظه عليهم بالسباب والشتائم التي تتلائم مع مستوى أخلاقيات رواد هذه الأكاديمية الإبليسية فإنه يسرني أن أشارك بهذه المشاركة تعليقاً على هذا الغزو المنظم الذي بدا ينتج لنا مثل هذه النماذج التي نسأل الله لها الهداية والصلاح.

إنَّ هذا الخبر قد أعطى لنا صورةً مصغرةً عن الأخلاقيات التي تعلمها هذه الأكاديمية التي صدق بعض الدعاة حينما أطلق عليها مسمى أكاديمية الشيطان، وقد أعطى الخبرُ لنا نموذجاً صارخاً للقدوات التي يُراد لأجيالنا القادمة التشبه بها، فبدلاً من تفكير الشاب أو الشابة في أن يكونا من النوابغ في علمٍ من العلوم أو ميدانٍ من الميادين التي تساهم في رفعة أمتهم إذا بنا نرى هذا الترويج الأعمى لمستنقعات تكاثرت حولها مجاميع الذباب الباحثة عن الشهرة واللاهثة خلف بريقٍ زائفٍ لا يقود إلا لمزيدٍ من النكسة الأخلاقية والتخلف على جميع الأصعدة.

"ستار أكاديمي" مهزلةٌ أخلاقيةٌ ومنحدرٌ موبوء ماكان له أن يظهر في عالمنا العربي والإسلامي لولا مانعيشه من حالة التشرذم واللاوعي الذي أدى إليه انفصامٌ في الشخصية الإسلامية التي تتعلم المثل في المسجد والمدرسة والبيت وترى خلاف ذلك على مستوى ممارساتنا كأفراد أو على مستوى ماتتناوله وسائل إعلامنا العربي.

حين يتمكن الإعلام بوسائله وتقنياته المثيرة من عقول الناس،وحين تكون تلك العقول وخصوصاً الغضة منها في أيدٍ غير أمينة،وحين تروجُ تلك الأيدي المتحكمة في وسائل الإعلام وتقنياتها للتزهيد في الدين وفي الأخلاق وفي المثل فإنََّ النتيجة ولا شك ستخرجُ في النهاية ممثلةً في شابٍ مثل نجمهم المسكين الذي ظنَّ أنه قد آن له الأوان أن يعود إلى بلاده محملاً بتلك المثل التي غرست بماء الطيش تحت أشعة النزق منتظراً مثل هذه الاستقبال الصبياني الذي حمله على عرض وفرد عضلاته أمام جماهيره تجاه جهاز من أجهزة بلادنا الحكومية.

قد يقول البعض إنَّ هذا الكلام قد يتعارض مع مبدأ الحرية،وأنا أقول لامرحباً بحريةٍ تكون على حساب تعاليم ديننا وملتنا وعقيدتنا، ولا مرحباً بحريةٍ يكون وقودها أخلاق المجتمع وقيم المجتمع وفلذات الأكباد في مجتمعنا الحبيب، ولا مرحباً بدعوى حريةٍ يُروجُ لها لتكون شيطاناً يُعبدُ من دون الله تبارك وتعالى.

إنَّ مثل سلوك هذا الشاب المسمى بنجم"استارهم" هو في الحقيقة إساءةٌ للبلاد التي تبنت الإسلام ديناً،وجعلته منهاج سياستها في الداخل والخارج ، وكما نحاربُ فكر التطرف ونسعى إلى إصلاح من غلا بوسائل عدة قد يكون منها السجن فإنه أيضاً لابد من تأديب من يتجاوز في فكره التغريبي ويسئ إلى البلد مثلما أساء ذلك الفتى لرجال الهيئة وهي مؤسسة حكوميةٌ معتبرة.

إنّ مثل تلك التصرفات الخرقاء تدل دلالة واضحة على المستوى الأخلاقي والقيمي الذي يُراد لهذه الأكاديمية الإبليسية أن تغرسه في أجيالنا الحاضرة، فهي إذاً مشروعٌ تربوي منحط يربي على الاستطالة في الإعراض والإغراق في الإسفاف،ويُريد أن يقتل معنى القدوة الصالحة في عقول الناشئة بنين وبنات حتى يُصابوا بعمى الألوان الذي يصبح المرء معه يرى حسناً ماليس بالحسن.

إنني أقولها وبصوتٍ عالٍ إنَّ حُرمة عقول أجيالنا تنتهك بشكل صارخٍ لم يسبق له مثيل،ونتائج هذا الانتهاك بدأت تطفو على السطح بشكل متسارع لم يكن أشدُّ المتشائمين يتوقعه وهو الأمر الذي يحتاج إلى مُراجعة قويةٍ وعاقلة تُستصحبُ فيها تجارب العقول التي أنارها الإسلام بعيداً عن تجارب المنغمسين أصلاً في وحل الانبهار بالحضيرة الغربية...فمن يُعلقُ الجرس؟؟.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية