اطبع هذه الصفحة


باسم الإرهاب سقط القناع

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
الله سبحان وتعالى لا يقدر شراً محضاً لأنه أرحمُ الراحمين وهو الذي له مقاليد الأمور فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن.
هذه المقدمةُ تُقالُ وأنا أنظر إلى تهافت الفراش المحموم،وجرأةِ كل دعي وموهوم على جناب الملة وعلى كل ما يمثلها في صورة من أبشع صور النكوص عن ثوابتنا وقيمنا تحت مسميات وألقاب مختلفة تتبلورُ في مجموعها لتُخرج لنا في النهاية طروحات ممجوجة وأفكاراً تجنحُ بنا بعيداً إلى وادي المخطط الأخير بخصوص الدين الإسلامي الجديد الذي تريدُ أمريكا أن ترسمه لنا على يد أحبابها الموغلين في عداوتهم لدينهم أكثر من أمريكا نفسها.

في هذه العقيدة الجديدة يُمنعُ منعاً باتاً التمييز بين المؤمنين والكافرين،وبين المتقين والفجار وبين أهل الجنة وأهل النار لأن الكل سواسية كأسنان المشط فهم إخوةٌ في الإنسانية حاديهم قول ذلك المخبول:

سلامٌ على كفر يوحدُ بيننا****وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم

في العقيدة الجديدة لا ثوابت قطعية فكل الثوابت يجب أن تكون مجال نقاش وأخذ ورد ولذا لا يحرم الاعتداء على الذات الإلهية ولا سب الرسول صلى الله عليه وسلم وأما الشرك فإنه غير موجود لأن الجميع يلتقون على دين واحد وهو دين الإنسانية ويتوجهون إلى قبلته التي تنادي به لأن بيتها أبيض وإلهها الذي يدعوها إلى ذلك قد صرح بأن الرب قد بعثه وأوحى إليه بحرب الإرهاب ونشر قيم جديدة لدين جديد تلتقي عليه كل النفوس وهكذا قال كبيرهم الذي علمهم الكذب فتبعه في عالمنا العربي ألف مسيلمة ومسيلمة.

في العقيدة الجديدة الكل له أن يعتنق ماشاء وأن يفكر كيف شاء فلا يوجد شي اسمه بدعة أو ردة أو كفر أو جهاد أو ولاء وبراء أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر لأن ذلك معناه تخلف ورجعية وانتكاسة عن سبيل المتحضرين لأن الحضيرة الحضارية تقتضي المرونة والتبعية المطلقة وعندها فقط نكون مؤمنين إيماناً كاملاً لا لبس فيه ولا شرك؟؟؟؟!!!.

في العقيدة الجديدة الكاذب هو الصادق والصادق هو الكاذب والخيانة أمانة والأمانة خيانة فالولاء للكافرين والبراء من المؤمنين ، واتهام الأبرياء وتبرئة المتهمين وجلد المظلومين والدفاع عن الظالمين والحزن على مصائب المعتدين الغاصبين لأراضي المسلمين والفرح بإزهاق أرواح آلاف المستضعفين كل ذلك يا سادة ياكرام

هو من لوازم المعتقد الجديد والدين البليد الذي يبشر به مجرمو الحرب وأتباعهم من مجرمي الكلمة والحرف.

وتطبيقاً لهذه المنظومة العقدية والفكرية الشمولية التي تمت صياغتها منذ فترة ليست بالقريبة وتسرب بعضها لوسائل الإعلام –أقول تطبيقاً- انطلق التلامذة النجباء والمروجون الخبثاء في عالمنا العربي عبر وسائلهم الإعلامية إلى تحويل الأقوال إلى أفعال وتحت راية الاستغلال القذر للأحداث المؤسفة التي جرت أعمال التفجير والعنف رفع القوم عقيرتهم وسرعوا وتيرتهم في الحرب فرأينا وسمعنا ما تشيب له الرؤوس وما تدمع منه العيون في صورة من أبشع صور الكذب والتحريف والتلفيق والتزييف وبنفس الأسلوب الذي تمارسه سيدتهم في سياقة مبررراتها في الحرب على الشعوب وتدمير بلدانها ونهب خيراتها.

حوارات وملتقيات وكتابات ولقاءات وصحفٌ وفضائيات ظهر فيها ماظهر من النيل من الدين والحيف عليه وعلى كل ما ينتمي إليه مع تغاض فاضح عن جنايات الخونة على أمتهم وكيف أنهم يسعون لدى أوليائهم ليسلبوها أعز ما تملك وهو دينها الذي هو عزها وشرفها بين الأمم.

هذه الغربان الناعقة بخراب الدين والخلق لم تكن لتتحدث بتلك الصفاقة لولا أنها أمنت العقوبة بعد أن أخذت وعداً قاطعاً بالنصرة والتأييد وبعد أن قبضت الثمن كاملاً وبالدولار حسب مخصصات وزارة الخارجية الأمريكية للمفكرين والكتاب الذين يدافعون عن الرؤية الأمريكية ويساهمون في دفع عجلة التغريب والإفساد والزندقة والإلحاد في منطقة الشرق الأوسط.

لقد انكشف القناع يا أيها الليبراليون وفي فترة وجيزة ولم يعد بإمكانكم أن تحسنوا من صورتكم الكالحة وقد انتهت كذبتكم حول التغيير وفق الشريعة السمحاء فقد عرف القاصي والداني مع من حربكم ومع من عدائكم ولماذا صياحكم وماهو هدف صراخكم ، وقد اتضح ما وراء الأكمة يا مدعي الوطنية والقومية والحرية .

لقد فضحتم أنفسكم بأنفسكم فما زادكم ذلك إلا مقتاً ولا أورثكم من الأمة إلا بُعداً وإن تكلمتم بلسانها ودبجتم القصائد في مدحها لأن الزور سلعة الأغبياء وكفى بكم غباء أنكم عاديتم أمتكم وهادنتم عدوها بل وسعيتم للتمكين له على ترابها فشاهت الوجوه يا معاشر الرويبضة.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية