اطبع هذه الصفحة


كفى تهريجاً يامرتزقة الصحافة

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
الإعلامُ في أي مكانٍ في العالم قد يُبتلى بطفيليات وصولية ومرتزقة تقتات على وأد الحقيقة ،وتفتيت عظام الخصوم المناوئين في مقابل تجميل صورتهم وإضفاء الهالة والقدسية على كل مايُطرح من قبلهم وكأنه الحق الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.
وصحافتنا المحلية هي جزءٌ من المنظومة الإعلامية في هذه البلاد المباركة ويُفترضُ فيها أن تسير على نفس النهج والسياسة الذي ارتضته دولتنا لنفسها.
صحافتنا المحلية نقولها وبكل صراحة أُصيبت ببعض المتسلقين والمرتزقة ،نقول ذلك دون أن ندسَّ رؤوسنا في التراب خوفاً من الاتهام بالإرهاب من قبل بعض متنفذي الصحافة والذين امتطوا صهوة هذه التهمة لتكميم أفواه مخالفيهم في استغلالٍ بائسٍ ورخيص للأحداث الإرهابية التي تمرُّ بها بلادنا.
إنَّ مصدر ثقتنا في أنفسنا هو سلامة منهجنا ولله الحمد،وكذلك ثقة دولتنا وولاة أمرنا وفقهم الله في أبنائها ولذا نقولها لمرجفي الصحافة وبصوتٍ عال كفوا جشاءكم عنا فلم يعد بإمكانكم خداعنا وخداع الآخرين بهذا الأسلوب الرخيص.

لدينا فئةٌ مريضةٌ بداء النرجسية ، وهي وإن كانت أقليةً على مستوى النسيج الاجتماعي إلا أنها مؤثرة لسيطرتها على مفاصل مهمة من صحافتنا المحلية.
قبل أيام عُقدت ندوةٌ على هامش منتدى الرياض الدولي بعنوان:"الرقابة الإعلامية ومتغيرات العصر"،والمؤسف أن هذه الندوة أُديرت بعقلية ما أريكم إلا ما أرى التي تتعمد خنق أصوات المخالفين ومصادرة آرائهم وممارسة الوصاية لكونها عقلية لاترى إلا بألوان طيفها المحيط بها.
لقد حاولت تلك العقلية التي أحاطت نفسها بهالةٍ كاذبة ومنذ وقت مبكر أن تصادر حقوق الآخرين بمنع المداخلات الصوتية واقتصار ذلك على الورق،ولكنها أيضاً مع الورق مارست الأسلوب نفسه الذي مارسته لسنوات في مملكتها الصحفية.
إنه أسلوب الانتقائية الفجة وهو ماحمل المداخلين على التعبير عن أرائهم لكي يوصلوا الرسالة التي يبدوا أن رئيس تحرير جريدة الرياض لم يفهمها بعد والتي تقول:"لقد ولى زمن الوصاية على العقول وتحجيم رأي الأغلبية الساحقة ياتركي السديري".

الكلمات المعسولة،والعبارات البراقة عن حرية الرأي وأهمية الحوار مع الآخر انقلبت رأساً على عقب وتحولت إلى تحريش رخيص واستعداء واضح للسلطة على من قاموا بالتعبير عن وجهة نظرهم،وكانت ثالثة الأثافي حين استخدم هؤلاء الموغلون في الأحادية منابر وصحفاً رسمية لسحق خصومهم وإرهابهم وهذا يدل دلالة واضحة على حجم إفلاسهم وتهافت حجتهم.

إن تلك العناوين الرخيصة والمستفزة التي ظهرت في صحيفة الرياض في ثاني يوم عقب الندوة هي في الحقيقة قد أعطتنا وأعطت صورةً واضحة لجميع القراء عن مستوى العقلية والتفكير الذي تُدار به بعض صحفنا.

نحن أيضاً من حقنا أن نقول إن الكتابة في صحيفة الرياض ،وما خطه أحدهم في جريدة عكاظ،،وما كتبه رئيس تحرير صحيفة سابق لم يكن من قبيل المصادفة ، بل هو عملٌ واضحٌ فيه التخطيط وهذا أسلوبٌ قديم نعرفه من هؤلاء حين يريدون دفع قضية تخص توجهاتهم للأمام فإنهم سرعان مايتظافرون بكتاباتهم على ذلك وهذا أمرٌ معلوم منهم تاريخياً وواقعياً.

كتابات وألفاظ تفتقد لأدنى درجات احترام الذات والأمانة وميثاق الشرف الصحفي وإلا كيف نفسر عبارات رخيصة سوق بها هؤلاء لصراخهم من مثل : (متزمتين-متطرفين-غوغائيين-وغيرها..)،فيا سبحان الله كيف احترف هؤلاء القوم أسلوب الازدواجية والتضليل فآرائهم وتوجهاتهم هي محض عمل إصلاحي وتنويري،وحين يتعلق الأمر برأي وفكر مخالفيهم يتحول الوضع إلى إرهاب وتطرف وتزمت وغوغائية؟؟.

هذا الصراخ لانشك في أنه على مقدار الألم فهؤلاء صدموا تماماً حين نزلوا من أبراجهم العاجية وواجهوا المجتمع الذي يرفض غالبيته أطروحاتهم العقيمة التي أكل عليها الدهر وشرب.
لقد وضع الكاتب بجريدة الحياة اللندنية الأستاذ/داوود الشريان النقاط على الحروف وأبان عن الحقيقة التي يحاول بعض المطبلين طمسها فالذي خلق الاحتقان ولم يحترم المهنية العلمية في إدارة الندوة هو مديرها والحاضرون معه والذين أرادوا أن يحولوا جماهير المستمعين إلى خشبٍ مسندة تكتفي بهز الرأس والموافقة على جميع مايقوله المحاضرون.

لقد سقط المتشدقون بعبارات الحرية والحوار مع الآخر عند أول جولة،وضربوا بجميع كلماتهم البراقة عرض الحائط وعادوا إلى حقيقتهم السابقة المتمثلة في الصراخ والتطبيل والكذب والاستعداء وتكميم الأفواه وكلها ولا شك أسلحة ملقاة في سوق النخاسة لكل ضعيف ، فشكراً لتلك الندوة التي أوضحت لنا جزءاً من الحقيقة المختفية خلف (مكاييج) العبارات البراقة.
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية