اطبع هذه الصفحة


ورحل رجل العلم والحلم والدعوة

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
لقد فقدت المنطقة الشرقية علماً من أعلام العلم والدعوة فيها ، ورجلاً جمع الله له بين العلم والزهد ودماثة الخلق وذلكم هو فضيلة الشيخ حمد بن محمد الزيدان مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام سابقاً والمستشار بمركز الدعوة وإمام وخطيب جامع الرضوان.

الشيخ حمد رحمه الله من مواليد عام 1371هـ وقد وُلد في بلدة غاف الجوى بمنطقة القصيم وفيها نشأ وترعرع حيث درس في المعهد العلمي في مدينة بريدة قبل أن يلتحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالرياض حيث تخرَّج منها عام1394هـ وعُين معلماً بالمعهد العلمي بالدمام في عام 1395هـ ثم أصبح بعد ذلك مديراً للمعهد العلمي بالدمام وكان رحمه الله متميزاً بأسلوبه الفريد وحسن خلقه مما أكسبه حب طلابه وزملائه الذين رأوا فيه رجلاً صالحاً لم تغير المناصب من طباعه الحميدة ، وفي عام 1411هـ انتقل عمله إلى مركز الدعوة والإرشاد مديراً ثم مستشاراً لشؤون الدعوة والإرشاد إلى أن وافته المنية مساء يوم الخميس الموافق25/10/1427هـ بعد معاناة مع مرض تليف الكبد حيث أُجريت له جراحةٌ لم تتكلل بالنجاح فرحمه الله رحمةً واسعةً وأسكنه فسيح جناته.

لقد تعرفت على الشيخ رحمه الله قبل مايقارب الخمس عشرة سنة فرأيت الخبر ليس كالمعاينة فقد كانت ابتسامته لا تفارق محياه ، وكان عظيم الاهتمام بجلسائه وزواره يسأل عنهم وعن أحوالهم ، كما كانت له عناية فائقة في نشر العلم وتعليمه وكان رفيقاً بطلابه شديد الحرص على تعليمهم السنة متغافلاً عن زلاتهم وكثيراً ماكان يمازحهم حيث يقول أحد طلابه: لقد رُزقت بمولودٍ في يومٍ من الأيام وكانت رغبة والدي أن أسميه(ناصر) ورغبة خالي أن أسميه(عبدالله) مما جعلني أُصاب بحيرةٍ من أمري فجئت إلى الشيخ مستشيراً فقال لي : كلاهما غاليان وعزيزان ولكن أنا أنصحك أن تسميه الشيخ/حمد ثم ابتسم.

وأما عن كرم الشيخ وحسن مكافأته لمن أسداه معروفاً فحدث ولا حرج حيث يقول أحد طلابه: لقد طلب مني الشيخ في يومٍ من الأيام أن أرافقه إلى سوق الأغنام لمساعدته في شراء بعض الذبائح حيث لم يكن أحدٌ من أبنائه الكبار متواجداً حينها فذهبت معه وقام بشراء ثلاثة من الذبائح وعندما عدنا ووصلت إلى بيتي قام بإنزال واحدة منها وألحَّ عليَّ في أخذها ولكنني رفضت فألحَّ بشكل شديد ثم إني أجبته إلى ذلك وقبلت.
وقد كانت للشيخ رحمه الله عنايةٌ بالضعفة والمساكين وربما زاره بعضهم وأخذ يطلب منه مع أن الشيخ لا يملك ما يعطيه ولكن مع إصرار السائل يقوم بالاستدانة من المؤذن ليعطي السائل ثم يبادر بعد ذلك بالسداد.

والشيخ رحمه الله ذو قلب رقيق وربما وعظ من حوله بموقف دون أن ينطق ففي إحدى المرات تأخر المؤذن عن الأذان لعذر ألمَّ به فلما قيل للشيخ: نؤذن عنه؟ قال: أنا من سيقومُ بالأذان لأنني أريدُ أن أشرحَ صدريَ بالأذان.

بقي أن أشيرَ إلى أن الشيخ من أعلام الدعوة في المنطقة الشرقية ، وهو مدير أول مركز صيفي أقيم بالمنطقة الشرقية حيث كان ذلك في المعهد العلمي إبان عمله فيه ، كما كانت جهوده واضحة للعيان طيلة فترة عمله بمركز الدعوة والإرشاد وكذلك من خلال منبره الذي عرف في الشيخ حمد رحمه الله داعيةً إلى الله عزوجل بالحكمة والموعظة الحسنة وفق منهج السلف الصالح رحمهم الله ، فجزاه الله خيراً عما قدمه وأسأل الله تبارك وتعالى أن يأجرنا في مصيبتنا في الشيخ ويخلف لنا خيراً والحمد لله رب العالمين.

ماجد بن محمد الجهني
mm_gohani@hotmail.com
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية