اطبع هذه الصفحة


وأد المرأة

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
في اعتقادي أن هناك قنوات وجهات وذواتٍ وأفرادا يتسابقون في مضامير شتى من أجل تحقيق هدف غير شريف ، وله انعكاساته الخطيرة على مستقبل مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومنها مجتمعنا السعودي المحافظ.
إن الدوران المريب حول المرأة- فكرةً وموضوعاً- تتناوله وسائل الإعلام بشكل مستمر يوضح لنا بجلاء أن فكرة وأد المرأة من جديد بعد أن أحياها الله عزيزةً بالإسلام بدأت في العودة ولكن بصورةٍ أبشع من القتل الجسدي الذي كان يُمارسُ عليها في الجاهلية حيث يُرادُ لها أن تُوأد وهي حيةٌ ترزق لكي تعيش جسداً بلا روح ولا هدف ولا شرف ولا غاية.
يحرص الكثيرون من أدعياء الفكر والثقافة على إفهامنا أنهم دعاة تحريرٍ للمرأة لتنهض بدورها الجديد في الحياة الجديدة بعد سيطرة الفكر المادي على كثير من جوانب الحياة في العالم ، ولكن الحقيقة تقول:إن هؤلاء الأدعياء الذين يزهدونها في دينها وحجابها وعفافها ، ويفتحون أمامها أبواب الانفلات ماهم إلا دعاة على أبواب جهنم من أجابتهم قذفوها فيها دونما مبالاة.

لقد أسفتُ جداً وأنا أقرأ قبل أيام في إحدى الصحف لقاءً مع فتاة يافعة كأول فارسة سعودية-كما يقال- ؛ وقد كان اللقاءُ يحملُ في طياته الكثيرَ من صور التمرد على الدين والشرع التي استغلها المحرر والصحيفة أبشع استغلال خصوصاً أن الفتاة مراهقةٌ وخليةٌ من العلم الشرعي والفقه فشرقت مع المحرر وغربت.

إن الذي صنعته تلك الصحيفة وذلك المحرر وعشرات من وسائل الإعلام والمحررين ومن يسمونهم بالمثقفين المروجين للانحلال والاختلاط والتبرج والسفور إنما هو ممارسة في حقيقة الأمر للوأد ، والذي نعده طعناً للمرأة وللمجتمع وللأمة في أعز ما تملكه وهو دينها أولاً ، وأخلاقها ثانياً.

إنهم شاءوا أم أبوا يقولون للنساء بلسان الحال : ارفضن الدين ، وارفضن الحجاب ، وارفضن الأحكام الشرعية التي تحرمُ عليكن الاختلاط والخلوة بالأجنبي والخضوع بالقول ، ومصافحة الرجال ، ومزاحمتهم بالأكتاف.

يقولون لهن بلسان الحال عبر الصحافة والفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام: المتبرجة منكن سنثني عليها ، والخالعة لحجابها وجلبابها سنجعلها في الصفوف الأولى ؛ ويقولون أيضاً : سنفرد الصفحات الكبيرة والملونة لمن تكون صاحبة السبق منكن في الانقلاب على دينها وعلى قيم مجتمعها ، وسنضع جائزةً لأول متبرجة سعودية ، وأول راقصة سعودية ، وأول مغنية سعودية ، وأول لاعبة كرة قدم سعودية ، وأول فارسة سعودية...وهكذا حتى تنجح الخطة التي طُبخت سنوات وسنوات في دهاليز الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات المشبوهة والتي ظلت تضغط لسنوات عديدة لتدمير المرأة السعودية وقيادتها إلى حضيض المستنقع الذي تورطن كثير من نساء العالم فيه.
وآخر هذه الصرعات ماقامت باختراعه اللجنة الأولمبية الدولية من منع الدول التي لا يوجد بها اتحادات نسائية ورياضات نسائية من المشاركة في الدورات الأولمبية ، وهو الأمر الذي حمل بعض صرعى الفكر عندنا على التنادي وبصوت عالٍ : أن أنقذونا من هذه الكارثة بتشكيل فرق واتحادات نسائية قبل أن نُمنع من المشاركات الأولمبية وكأننا قد منعنا من دخول جنات النعيم!!!.

هذا الذي يحصل كله –والذي بعث محمداً بالحق-ماهو إلا رجوع بالمرأة للوراء ، ونكوصٌ على الأعقاب ، وتلاعبٌ بدين الله ، وتحقيقٌ لمبدأ الوأد من جديد للمرأة ولكن بشكل أفظع....ودمتم بخير.

لقد كشف لنا التقرير الأخير لمؤسسة راند المشبوهة جزءً من حقيقة المشبوهين في إعلامنا بمختلف توجهاتهم حيث أثبتت المؤسسة-بقصد أو بدون قصد- أن الكثير من المعلومات التي تصلها ، والكثير من العمل الممارس ضد التدين والعفة والأخلاق والقيم إنما هو تنفيذ لتوصيات وأجندة مشبوهة تُدار بالخفاء ولكن الله عز في علاه شاء بقدرته أن يكشف خيوط اللعبة شيئاً فشيئاً لمن لا تزال الغشاوة على أعينهم.

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية