اطبع هذه الصفحة


الإسلام يعلو ولا يُعلى عليه

ماجد بن محمد الجهني
الظهران

 
يقول الله جل جلاله:(( إن الدين عند الله الإسلام))،ويقول سبحانه وبحمده:((ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)).
يتحدث البعض في هذه الأيام عن الحوار بين الأديان وخصوصاً مع أهل الكتاب ، ويصفون الأديان الثلاثة التي يقولون عنها بأنها رئيسة وهي المسيحية واليهودية والإسلام بهذا الترتيب ثم يسكتون ويقولون هي أديان سماوية ندعو لاحترامها والتعايش بين أتباعها.
هذه اللغة المتراخية التي نسمعها هذه الأيام امتد بها أصحابها إلى ديننا حيث لم يكتفوا بكم التنازلات الهائل الذي تقدمه هذه الأمة في ظل ما يُصبُّ عليها من كوارث حتى أصبحت معتقداتنا مجالاً للبيع والشراء والتفاوض والمساومة وهو الأمر الذي يأباه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان حيث نرضى أن يُتاجر بالمال والأرض والأملاك ولكن لا نرضى بأن تتم المتاجرة بعقيدتنا وديننا وسر عزنا وسعادتنا.

حين يسمع الناشئة عبارة حوار الأديان السماوية ماذا سيفهمون منها؟ إن الخطورة تكمن في ذلك الفهم الذي قد يترسخ لدى أجيالنا بأن الإسلام هو أحد تلك الأديان السماوية التي فيها حق كما في غيره حق ، وأن الإنسان يسوغ له أن يعبد ربه على الطريقة التي يراها ولا عليه بعد ذلك في أن يكون يهودياً أو نصرانياً أو مسلماً فالأهم من كل ذلك هو الأخوة الإنسانية التي هي لبوس جديد ومقياس جديد للتفاضل بين الناس بعد أن كان التفاضل بالدين والتقوى.
إذا كان هناك من حوار مع أهل الكتاب فالصحيح أن يكون على قاعدة الدعوة لهم إلى الحق وعدم الإقرار لهم بباطلهم فلا نقول لهم إن ديننا سماوي ، ودينكم سماوي ونحن نعلم علم اليقين أنه لم يعد سماوياً بل صار أرضياً باطلاً محرفاً لعبت به أهواء الأحبار والرهبان فضلاً عن كون الإسلام يجبُّ ما قبله فلا دين يملك الحق المطلق غير دين الإسلام.
لقد بين الله جل وعلا لنا كيف نتحاور مع أهل الكتاب حيث يقول جلا وعلا :(( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)).

الأساس والأصل هو دعوة أهل الكتاب بالتي هي أحسن إلى دين الإسلام الذي قصرنا في بيان محاسنه والتمسك به والاعتزاز به.
إن تقصيرنا بحق أنفسنا وأمتنا حين ضعف تمسكنا بهذا الدين هو الذي أوصلنا إلى هذه الحالة من الضعف والذلة والمهانة حتى أصبحنا نقصقص ديننا ونهدمه عروةً عروةً لكي يرضى عنا اليهود والنصارى ولن يرضوا حتى نكون يهوداً ونصارى مثلهم.
العالم المسيحي الذي تهرول نحوه ونطلب رضاه عنا هو الذي يدعم اليوم منظمات الردة عن الإسلام ففي ألمانيا مثلاً هناك منظمة اسمها(المجلس الألماني للمرتدين عن الإسلام) ، وفي بريطانيا هناك أيضاً( المجلس البريطاني للمرتدين عن الإسلام) ، وفي هولندا تم إنشاء مجلس هولندي للمرتدين عن الإسلام في رمضان من عام 1428هـ.

إنهم في الوقت الذي يخادعوننا بالعبارات البراقة يقومون بدعم كل ما من شأنه هدم هذا الدين في نفوس أتباعه ، ولو لم يكونوا يعتقدون ببطلان ديننا لما أسسوا هذه المجالس للمرتدين وقاموا بدعمها حكومياً وأهلياً.
اليهود والنصارى يتبادلون الأدوار في حرب ديننا ويريدون مع ذلك أن ينتزعوا منا اعترافاً بأنهم يملكون شيئاً من الحق كما نملك نحن شيئاً من الحق أيضاً وهذا ولا شك تنازلٌ يأملون بعده في الكثير.

إننا نعتقد عقيدةً لا تزلزلها الجبال بأن اليهود والنصارى هم المغضوب عليهم وهم الضالين ولا لقاء بيننا وبينهم على أرضية واحدة لأنه لا يستوي عند الله الموحد والذي يقول إن الله ثالث ثلاثة ، ولا الذين شتموا الله جل في علاه فقالوا:(( إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء)) ، ولن يخيف أهل الإيمان هذا العلو الكبير لليهود والنصارى لأنهم يعلمون أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ، وأن هذا الدين العظيم لا يزال في زيادة وأعداؤه في نقص وثبور إلى قيام الساعة.

إن ولائنا التام هو لأهل التوحيد والإيمان ، ونبرأ إلى الله جل وعلا من أهل الشرك والتثليث فهذه عقيدتنا ودعوتنا لهم هو أن يسلموا لتستقيم لهم دنياهم ويصلح لهم أمر آخرتهم ((فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)).


ماجد بن محمد الجهني-الظهران
 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية