اطبع هذه الصفحة


الغارة على المرأة السعودية

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


لقد كتبت جريدة الوطن في عددها رقم 2682 وبتاريخ 24/1/1429هـ خبراً بالخط العريض عن تقرير صادر عن هيئة الخبراء التابعة لمجلس حقوق الإنسان ،وكان العنوان بالشكل التالي:( التقرير الأممي يطالب بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وإلغاء نظام المحرم) ، والملفت في صياغة الخبر أنك تلمسُ فيه روح الاحتفاء وكأن هيئة الخبراء هذه جاءت بالفتح المبين الذي تنفست معه شلة الردح السعودي الصعداء لأن كلام هيئة الخبراء قد حول أمر الله عزوجل وحكمه وحكمته في اشتراط المحرم للمرأة إلى مايشابه النظام الوضعي الذي يحق لكل أحد التغيير فيه حسب شهواته ومستوى فكره وضحالة مستواه الروحي والعلمي.

لم يكن الكثير من الغيورين مخطئين حين ألمحوا إلى أننا نعيش فصول مؤامرة ضخمة يتداخل فيها دور الداخل مع الخارج حسب سياقات مفصلة لا يمكن أن تكون من قبيل الصدفة أو توافق الأفكار غير المقصود ؛ بل العكس من ذلك هو ماتوحي به هذه الأحداث وواقعها الذي يقول إن التنسيق جار وبدقةٍ متناهية بين التغريبيين المنظرين المنظمين داخل مجتمعنا وبين جهات ومنظمات وجمعيات وشخصيات دولية مشبوهة تدعم هدم الدين والقيم والأخلاق في المملكة العربية السعودية وتسعى بشكل حثيث إلى نوعٍ خاصٍ من الحرب الناعمة التي تناسب الظروف الجارية ، وهو ما يعزز أن القبضة المستخدمة في حربنا هي القبضة الناعمة التي تطرق أبوابنا صباح مساء وتعمل في مجتمعنا ما لا يعمله ألف مدفع ومليون دبابة وطائرة.

المؤسف جداً أن هذا التقرير الذي احتفت به جريدة الوطن ووضعت له عنواناً كبيراً ملفتاً واحتفت أيضاً به بعض الصحف الأخرى ولكن بشكل أقل هو نفسه الذي يحمل بين طياته مطالبات بحفظ حقوق المثليين ، والمثليون هم الشاذون من السحاقيات ومن يعملون عمل قوم لوط فما لكم يا متنفذي صحافتنا كيف تحكمون؟.

إن هذا التقرير المشبوه والصادر من هيئة خبراء منظمة مشبوهة لا يعنينا في شيء ، وقد يعني من طبل له لأن هذا التقرير مبني على أسس جاهلية هي ردة فعلٍ لقومٍ ثاروا على دين محرف ونحن نعلم أن السياق العلماني الغربي إنما جاء كردة فعل لتسلط الكنيسة وفسادها وانحرافها ولذا قامت عدة ثورات عليها من أشهرها الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية.

نحن أمةٌ مسلمةٌ نعتز بديننا ونعلم أن أمريكا والغرب عموما لديه الكم الهائل من منظمات الضغط التي تحقق أهدافه ، ولديه حفنة كبيرة من المأجورين والمرتزقة والمقتاتين على فتات مائدة حظيرته البائسة يسيرون في نفس الركاب ويحلمون بأن تكون السعودية دولة إسلامية بزي علماني خالص تختلف فيه النظرية مع التطبيق والمبادئ مع ما هو ممارس في الأرض ، ولذا كان الهجوم شرساً على المنظومة القيمية والأخلاقية في بلادنا واستخدمت في ذلك كل وسائل الحرب الناعمة عبر الجنس والمخدرات وبقيت أمامهم بوابة المرأة السعودية الحقيقية المؤمنة بربها والواثقة بمنهج شريعته والتي استعصت على منظمات الضغط الدولية سنوات رغم تعدد أساليب التخطيط الجهنمي.

هذا الهجوم الكاسح على المرأة يهدف إلى هدم الأصول الشرعية والكليات المرعية المتعلقة بالمرأة وخصوصا رفع الوصاية عنها كما يقولون من خلال رفع يد وليها عنها ومن خلال توهين مكانة المحرم بحيث تصبح المرأة حرة التصرف في نفسها فتهب نفسها لعشيق أو لزوج أو حتى لإبليس دون أن يكون لوليها أدنى سلطة وهذه من الأمور التي قررتها المؤتمرات الدولية المتعلقة بالمرأة وهو ما لا يمكن أن يرضى به من في قلبه أدنى ذرةٍ من رجولةٍ فضلاً عن دين وإيمان وخلق فبنات السادة وهم أهل الإيمان وأتباع الرحمن لسن كبنات العبيد وهم أرباب الشهوة وعبيد الشيطان وإذا كان القديم قد قال:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال

فإن أهل الدين والغيرة والمروءة يصونون أعراضهم بالأموال والأرواح وكل غال ونفيس لأن الموضوع بالنسبة لهم خط أحمر ممنوعٌ المرور من فوقه إلا على أجسادهم....ودمتم بخير.

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية