اطبع هذه الصفحة


أعداء الحجاب في خندق الماسونية

ماجد بن محمد الجهني
الظهران


لقد شهدت الأزمنة المتأخرة هجوماً سافراً على الأحكام الشرعية من قبل بعض بني جلدتنا ممن يتكلمون بألسنتنا ويجيدون لحن القول ويتفننون في زوره.

ومن القضايا التي تقدم المخذولون من أبناء هذه الأمة للطعن فيها هي قضية الحجاب التي مثلت هاجساً مخيفاً لأرباب الفكر المنحرف أو الفكر الببغاوي إن صح التعبير ، وقد استخدموا من أجل هدم هذا الحكم الرباني كل الوسائل بما فيها الأساليب القذرة التي تتمثل في إرسال التقارير السرية إلى المنظمات المشبوهة كالحركة النسوية العالمية التي تستهدف المرأة المسلمة في دينها وفي جميع ما يمسها من أحكام ربها عزوجل.

لقد تدرج هؤلاء في الحديث عن الحجاب فكانوا يتحدثون عن الخلاف في مسألة تغطية الوجه ، ثم بعد ذلك دخلوا صراحةً في الحديث عن أن الحجاب برمته يمثلُ عائقاً أمام تطور المرأة وإبداعها قبل أن يقدموها في الإعلام -والحديث عن إعلامنا المحلي والعربي-بصورةٍ سيئة تزاحم الرجال بالمنكب في التغطيات الإخبارية ، وتظهر في التلفاز متبرجة بزينة يعلوها كل أصباغ التجميل حاملةً وزرها معها ووزر من يضل بسببها ، وقبل ذلك يحملُ وزرها من سعى لإخراجها بهذا المنظر ومكنها من ذلك دون أن يلتفت لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ودون أن يجد من يضرب على يده ممن أعطاه الله القدرة على ذلك.

لقد تبنت بعض الدول الغربية سياسة الحرب والحظر على الحجاب ضاربةً بدعاياتها حول الحرية عرض الحائط كما فعلت هولندا حين قررت منع النقاب في الأماكن العامة باعتبار أنه زي خطر على الأمن ، وكما فعلت بلجيكا التي قررت بعض ولاياتها منع حجاب المعلمات اللاتي في مدارسها ، وقد تبع الغربَ في ذلك بعضُ العرب فدولة مثل تونس مثلاً كانت من أوائل الدول التي أصدرت قانوناً بمنع الحجاب في المدارس والجامعات والمؤسسات العامة ، والمغرب أصدرت شركة الطيران الملكية فيها أمراً إدارياً يمنع موظفاتها اللاتي يتعاملن مع الجمهور من ارتداء الحجاب ، وسار على هذه الدعوة الظلامية الكثير من فاسدي العرب والمسلمين وقد نالنا في بلادنا السعودية من غبار هؤلاء المفسدين فتحولت أحوال بعض بنات المسلمين في هذا البلد إلى حالٍ تحزن كل غيور على دينه وأمته.

الغربيون لم يكفهم ما يقومون به في بلادهم من قوانين مسنونة خصوصاً للحرب على الحجاب حتى أصبحوا يتدخلون في شأن المرأة في بلادنا وكأن لسان حالهم يقول: نحن من نحكم بلدانكم فعلياً ونحن من يحدد ما يصلح لكم وما لا يصلح في منطقية مقيتة سايرها المنهزمون التائهون الذين سعى بعضهم بأسلوب أشد تطرفاً من الغرب نفسه في قتل روح التدين عند الشاب المسلم وعند الفتاة المسلمة.

إن العجيب أن الفاتيكان وهو أكبر سلطة دينية عند النصارى قد صرح بعض مسؤوليه بأنه يجب على المسلمين أن يحترموا القوانين التي تمنع ارتداء غطاء الرأس في الدول الغربية ، وهم الذين لا يحترمون ديننا وشريعتنا ويتدخلون في شؤون حياتنا الداخلية حين يطالبون المرأة المسلمة في بلادها وعبر منظماتهم وأبواقهم الداخلية بخلع الحجاب ، وإذا حضروا إلى بلداننا لا يحترمون الدين الذي يحكمها ويمنع كشف الوجه والرأس فأي ازدواجية أعظم من هذه الازدواجية في المعايير.

تحطيم الحجاب وهدمه هو هدفٌ استراتيجي ماسوني يخدم مصالح اليهود والنصارى في هدم كيان هذه الأمة عبر بوابة المرأة وكل من عمل على هذا الخط ، وفي ذات السياق فهو شريك في هذه الجريمة وهو منسجمٌ تماماً علم أو جهل مع من خطط للكيد للمرأة المسلمة عبر حرب الحجاب وسوف يتحمل وزرها أمام الله عزوجل أولاً ثم أمام الأجيال القادمة...ودمتم بخير.

 

صليل القلم
  • صليل القلم
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية