اطبع هذه الصفحة


( أخبارُ الثقلاءِ والمُسْتثقَِلين )

أبو الهمام البرقاوي


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
 

بسم الله، والحمدُ لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد .
فقد أبصرَتْ عيني كتابًا حافلًا بذكر طبيعةٍ يستثْقَلُ منها، قد تكون في أحدنا جبلَّةً فلا يلحظها، وإن لحظَهَا فلا يلفظُها، وقراءة الكتب ( أعني كتب الأدب ) تعرِّفكَ بمقدار نفسِك، وتخبرُك عن طبائع وصنائع الناس، فستقبح كريهها، وتتخلق بكريمها.
وإن كُثُر الروَّادُ عليك من الناس، فإنك تزكنُ جوهرهم، وتفطَنُ لفضلهم أو مكرِهم، وهذه المكارم أو المكاره مسبوقةٌ بتنويه الشارع الحكيم عليها، وقد يحفظُ القارئ هذه الإرشادات النبويَّة عن ظهر قلب، ولكن إذا نظر إلى نفسِهِ نظرة متفحِّص، وجدها عاريةً عن العمل بها، وهو على حالين:
إما أن يكون قصد العلم بها، لا العمل، ففيه نفَسٌ يهودي!
وإما أن يكون قصد العلم بها، مع العمل، ولكن هوتْهُ نفسه للعصيان، فذاك أجدرُ بأن يُنصح، ويذكَّر، لا أن يُفضحَ، ويُهجر.

وهذا الكتاب هو لـ
: أبي بن محمد الزمزمي، واسمه : أخبار الثقلاء والمستثقلين، يقع في ثمانين صفحة، عرَّف فيه الثقيل، وذكر أصنافهم، وعدَّدَ أخطاءهم، وذكر طَرَفًا من طُرَفهِم، وأبياتًا هُجيت فيهم.

وقد انتخبتُ من الكتاب أصفاه وأنقاه، راجيًا الاستفادة ثم الإفادة، وأرجو أن تشارَك صفحتي هذه من الأعضاء المباركين - بإذن الله - في ذكر أخبار الثقلاء والمستثقلين.

 

كتبهُ =

أسيرُ الخطايا، وصاحبُ الهفوات والرزايا
-أبو الهُمام البرقاوي-.
 



(الثقلاء والمستثقلون)

منشؤُ الثقالةِ الغباوة، وينبغي للمؤمن أن يكون كيّسًا فطنًا، فيُعرب لهُ اللحظُ عن اللفظ، والكناية عن الإيضاح.

وألخّصُ الكتاب إلى أبواب :


(1) تعريفُ الثقيل، والمستثقِل، وأسماؤُهُ.

قال رجلٌ لبعضِ الحكماءِ " إني لا أعرفُ الشرَّ " فقال له " ذاك أجدرُ أن تقعَ فيه ".
تعريف الثقيل = هو من يكون ثقيلًا على القلوب، من حيثُ طبعه، وكلامه، أو عمله ومنظرُه، والمستثقل: من يكون ثقيلًا عند بعضِ النّاس دون الآخرين، لمزاحمة، أو حسد.
وهو ثقيلٌ على النفسِ في المعنى، كثقل الصخرِ على الأجسامِ من حيثُ الحسُّ, ويسمّى " الحامض " و " الباسل" و " البارد ".
ويرى ابنُ حبان البٌستي المحدث = أن سبب الثقيل (1) تعديه أوامر الله، وانتهاكه حرماته (2) تقلُّدُه بالصفات الكريهة للناس.


(2) صفاتُ الثقيلِ، والمستثقَِل.

من صفاته :

(1) الفضُول، وقلَّةُ الحياءة = وهي أبرزُ صفاتِه الكريمة، والميمُ هاء!.

(2) السؤالُ عما لا يعنيه، أين تذهب؟، فيجيب: لقضاء الحاجة، فيسأله عنِ الحاجةِ، فيحرجه، ويحوجهُ إلى الكذب! أو يسأل عن شؤونِه الخاصة!.

(3) التأخرُ عن المواعيد، وقيل ( ثلاثةٌ تهلك –وربما قتلت-: الانتظار عند الطعام، والرسول البطيء، والمصباح الذي لا يضيء).

(4) كثرةُ الضحكِ أمامَ من ينقبضُوا عنه، ويظنّون أنّه يضحكُ عليهم.

(5) الضحك من غفلة العقلاء، كأن يضحكَ لضراطته، أو لعثرته على وجهه، قال معاذُ بن جبل = ثلاثةٌ من فعلهنّ فقد تعرّض للمقت = ضحكٌ من غير عجب، نومٌ من غير سهر، أكلٌ من غير جوع، وقال الشافعي = الكيسُ العاقلُ هو الفطنُ المتغافل.

(6) إذا دُعي إلى إكرامٍ أتى برجلٍ معه، فيُحرج المُضيفُ، خاصةً إن كان المدعو من أكارمه، وتقع بينهما مشكلة بالثقيل، وقد قال بكر بن المزني ( أحوجُ الناسِ إلى لطمة، من دُعي لوليمةٍ، فأتى برجل آخر معه ).

(7) إذا دخل دارَ قومٍ جلسَ في مكانِ ما ينظر به وسطَ الدار، قال بكرٌ المزني = أحوجُ النَّاسِ إلى لطمتين، رجلٌ قال له صاحبُ الدّار اجلس هاهنا... فقال: لا، بل هاهنا.

(8) الجلوس في الأماكن التي يتأذى الناسُ بالجلوس فيها، كالجلوس أمام حمام المرأة، فإذا خرجت عرف أصلها وفصلها!.

(9) إطالة الجلوس عند المريض، وقد يكرهه؛ لقضاء حاجته، أو لثقل الكلام عليه.

(10) كثرةُ الترداد على الأصدقاء، وأصحاب المعارف، خاصة إن كان وقت نوم، أو طعام، أو صلاة، أو شغل!.

(11) مواجهة النَّاسِ بالكلامِ المؤذي، فيكسر قلوبهم، ويجرح عواطفهم.

(12) مصافحة النَّاس، وبيده بلل ماء، أو عرق، أو العطاس دون وضعِ شيء على فمه، فيشمئز منهُ الحاضرون، أو يسعل أثناء الطعام، فلا يضع وجهه، أو يحوله من جهة لأخرى.

(13) الأكل من قدَّامِ النَّاس، وأخذُ اللحم، أو تكلّمٌ على الطعام عن صديد المريض، ودود الميت!

(14) إذا استدعى قومًا للطعام، تأخر عليهم .

(15) الاستماع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو العبث في أغراض الآخرين، قال الجاحظ = أجمعَ النَّاسُ على أربعٍ، أنَّه ليس في الدّنيا أثقل من أعمى، ولا أبغض من أعور، ولا أخف روحًا من أحول، ولا أقود من أحدب = ويصفُ المصريّون الحجامَ بالبردوةِ، لكثرة كلامِه، وثرثرتِه.

(16) أنْ يتكلم َ باللغة ِ الأجنبية، أمام محضر من النَّاسِ، وهو عربيٌّ!.

(17) من يتكلم، وهو يضحك = كأنه رأى أعجوبة من العجائب.

(18) أن يُنهي المُضيف من الطعام قبل الضيوف.

(19) المزاحُ الثقيلُ، وقد أُسقِطت حملُ امرأةٍ؛ بسببه!

(20) من يمدح نفسَه كثيرًا، ويمدح أعمال أولاده، ومن يمدّ رجليه أمام الناس، ويصافح الناس برؤوس أصابعه، مخافة الجرب والطاعون.

 

قصص للمتصفين بالصفات الآنف ذكرُها!

(3) طرفٌ ونوادر في الثقيل والمستثقِل.

الطرفة الأولى = دخلَ أبو عثمان الزجّاجي على المتوكل، فلم يفهم كلامه، فاستبردَ، فأخْرِجَ = أي : فاستثقل.

الثانية =دخلَ رجلٌ على بعضِهِم، فرأى عنه قصعةً مغطّاةً بمنديل، فسأله عما فيها؟ فقال له الرجل: ولماذا غطيتُها؟(ابتسامة).

الثالثة = كان خطيبٌ يتعمد أن يتأخر عن موعدِ خطبتِه، ليكثرَ النَّاسُ الالتفاتَ إليه، فإذا دخلَ المسجدَ أكثرَ الناسُ الالتفاتَ إليهِ، فيضحك ضحكة بليّة! غير بليَّةِ التأخر.!

الرابعة = نعسَ الصَّاحب ابن عبّاد، فقرأ " والصافات " ثم ضرط، فقال رجلٌ " يا إخوتاه نمنا على (والصافات)ثم انتبهـنا على ( والمرسلات).( وأرجو أن لا يكون في ذكرها محذورٌ شرعي!).

الخامسة = ذُكِرَ أنّ حاتمًا " الأصم "، سمي بذلك؛ لأنَّ امرأةً جاءتْه فضرطت، فقال لها: ارفعي صوتك، لا أسمع، ففرحت؛ لأنَّه لم يسمعها، وإنما تظاهر بالصمم لئلا تخجلَ المرأة مما وقع لها.

ثقيلٌ ثقيلٌ = فارقَ بديعُ الزمانِ الصّاحب ابن عبّاد، لأن بديعا كان جالسًا على تختٍ فضرط، فقال ابن عباد : ما هذا الصرير؟ قال بديع : صريرُ التخت! قال ابن عبّاد : أخشى أن يكون صرير التَّحت! فخجل، -وفي الضحكِ نهيٌ نبويٌّ-.

وأعتذر إن جاوزتُ الحدَّ فيما ذُكِر؛ لكننها كثيرًا ما تمرُّ بالنَّاس، فيليق لهم الانتباه لمثلها!

السادسة = استأذنَ رجلٌ على حذيفة، وقال " آدخل؟ " فقال له حذيفة " أما عينُك فقد دخلت، وأما استُك فلم تدخل!".

السابعة = قال رجلٌ لداود الطائي : لو أمرتَ بسقفِ البيتِ فنظِّفَ من العنكبوت، قال : أما علمت أنهم كانوا يكرهون فضول النظر، نبِّئتُ أن مجاهدا مكثَ العنكبوتُ في بيتهِ ثلاثين سنة، لم يشعر بها!.

الثامنة = استأذنَ ثقيلٌ على مالك، وكان لمالك بطيخة رمى بمنديلٍ عليها، فدخل الثقيل، فقال له مالك: هاهنا، فقال: لا، بل هاهنا، وجلس على المنديل فتفسّختِ البطّيخة، فقال له مالك: كنا أبصر بعوارِ منزلنا منك!

التاسعة = مرضَ الأعمش، فعاده بعضُ أصحابه، فأطالوا الجلوسَ عندَه، فقال له: قد شفى اللهُ المريض، فقوموا إلى منازلِكم.

العاشرة = دخلَ قومٌ على السري السقطي خال " الجنيد " وهو مريض، فأطالوا الجلوس ثم قالوا له: هلا دعوتَ لنا؟ فقال: اللهم علمنا أدبَ عيادةِ المريض!.

الحادي عشرة = كان أزهرَ الباهلي صاحب أبي جعفر المنصور، قبل أن يلي الخلافة، فلما وليَ ترصّد له! فزاره أزهر مهنئًا فأعطاه ألف دينار، ثم زارها عائدًا مرضه، فأعطاه مثله، ثم زاره متعلما لدعاءٍ عند أبي جعفر مستجاب، فقال له أبو جعفر : يا هذا ... إني في كل سنةٍ أدعو الله أن لا تأتيني، وأنت تأتيني!.

الثاني عشرة = ذهبَ رجلٌ مع ثقيلٍ لزيارةِ وزير الأفغان بالقاهرة وقتَ الغداء، فأطالا الجلوس، ثم كلم الوزير ابنَه، فلما خرجا قال الرجل للثقيل : ماذا قال لولده بالأفغان؟ قال: قال له ولدُه = نأتيهم بالغداء، فقال الوزير = لا!-ليوضح لهم أن لا غداء!-

الثالثة عشرة = دخلَ رجلٌ على ( رقْبة الكوفي ) وهو مريض، فنعى رجالًا اعتلّو مثل علتِه، فقال له رقبة : إذا عدت مريضًا فلا تنعَ إليه الموتى، وإذا خرجت من عندنا فلا تعدْ علينا!.

الرابعة عشرة = كان رجلٌ يأكلُ مع جماعة، فسعل، فوقع منه مخاطٌ على ثوب أحدهم، فظنَّه صاحب الثوبِ طعامًا، فلما وضعه في فمه تبيّن أنّّه مخاطٌ ممزوجٌ بطعام الكسكس.

الخامسة عشرة = وصفَ ثقيلٌ لمريضٍ دواءً، فقال له : خذ منه كذا ( مقدار أذنِ القطة ) وصب ( مقدار المحجمة ) من الماء، ثم حرّكه حتى يصير كـ(المخاط)، ثم اشربْه، فقال له المريض = كرَّهتَ إليَّ الدواء!.

السادسة عشرة = قال محمد بن الجهم لشعيب بن زرارة = هذا الدواء الذي جئت به، قدرَ كم آخذ منه؟ قال: قدر بعرة!.

السابعة عشرة = استدعى ثقيلٌ رجلًا لطعامٍ، فتأخر عليه في الطعام، ثم أتاه بالخبز البارد، والزبيب، فقال له الضيف = الخبر عندك من البارحة، والزبيب له أعوام، فلماذا هذا التأخر؟!.

الثامنة عشرة = كان إياس بن معاوية كثيرَ الكلام، فقيلَ له ما عيبُك يا أبا واثلة؟ قال: الإكثار ... أما والله ما تدبر كلامي رجلٌ عاقلٌ إلا وجدَ فيه ما (بعض) ما ينفعه.

التاسعة عشرة = زارَ صديقٌ أخا له، فمكثَ عندهُ شهرًا كاملًا، فقال صاحبُ الدار = ألا تظنّ أن عائلتك قد اشتاقتْ إليك؟ قال: أعرف ذلك، وقد كتبتُ لهم أن يقدموا إليَّ هنا!

العشرون = أقامَ قتادة عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام، فقال له في اليوم الثالث : ارتحل يا أعمى، فقد أنزفتني .

الواحد والعشرون = قال بديع الزمان في الضيف الثقيل ( الماءُ إذا طال مكْثُه ظهر خُبْثُه، وإذا سكنَ متْنُه تحرّك نتـنُه، وكذلك الضيفُ يسمُجُ لقاؤه، إذا طالَ ثواؤه، ويثقلُ ظلُّه إذا انتهى محلُّه، والسلام).

الثانية والعشرون = قام المأمون من الليل، ليشرب، قال يحيى بن أكثم = فكان يمشي على رؤوس أصابعه، ثم أخذتْهُ سعلةٌ، فجعل يضع ثوبه على فمه؛ لئلا يوقظ النائمين.

الثالثة والعشرون = حُكِيَ لي أنّ امرأةً من الأثرياء، دخلت على النساء، فضجَّ الناسُ من رائحةِ جواربها، ولم تكترث بهم!.

الرابعة والعشرون = تكلم رئيسٌ مغربي مع مغربيٍّ ثقيلٍ باللغة العربيةـ فقال له الثقيل: لماذا تكلمني باللغة العربية، وأنت تتقن الفرنسية! قال له : كيف أكلمك بالفرنسية، وأنت مغربيٌّ مثلي؟! وهذا كثيرٌ عند المغاربة، أما المصريون فإنهم يعتزون باللغة العربية.

الخامسة والعشرون = جاءَ رجلٌ ثقيفٌ إلى الأعمش بابن له، وبدأ يمدحه، ويثني عليه، ثم سألَ الوالدُ الأعمش مسألة شرعية، فقال له: سل ولدك، فإنَّهُ عالمٌ.

السادسة والعشرون =قيل للشعبي هل تمرض الروح؟ قال : نعم ، من رؤية الثقلاء، وكان يقول حماد بن سلمة إذا رأى الثقلاء ( ربّنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ).

السابعة والعشرون = قيل للأعمش : مم عمشت عيناك؟ قال : من رؤية الثقلاء، وفي الطب ( مجالسة الثقلاء حمى الروح ).

الثامنة والعشرون = دخل على الأعمش ثقيلٌ يعوده، فقال الثقيل: ما أشدّ ما وجدتَ في علتك هذه؟ قال : دخولك!

التاسعة والعشرون = ذهب ثقيلٌ إلى عزاء فقال لهم ( أجركم الله ) وإن شئتم ( آجركم الله ).

الثلاثون = لقي ثقيلٌ ممن يتكلف بالنحو، رجلًا فقال له : أخاك، أخوك، أخيك، هاهنا ؟ فقال له : لا، لو، لي،ليس هنا!

إحدى وثلاثون = كتبَ بعض الثقلاء = هذا الكتاب جاء من طيس ( طوس ، المدينة المعروفة) فقيل له: لم لم تقل من طوس؟ قال: لأن من، حرفُ جر يجر ما بعده، فقيل له: من تجر كلمةً واحدة، لا تجر بلدًا فيها خمسمائة قرية!

الثانية والثلاثون= قال رجلٌ للأعمش، كيف بتَّ البارحة؟ فجاء بفراشٍ ووسادةٍ، وقال: هكذا!..

الثالثة والثلاثون = روى الشعبى حديث " تسحروا ، ولو أن يضع أحدكم أصبعه على التراب، ثم يضعه في فيه " فقال رجل: أي الأصابع؟ فقال الشعبي: إبهام رجله، وهي أكبر الأصابع.

(4) أبياتٌ في الثقيل والمستثقِل، مع الأمثال.

إنّي كثُرتُ عليه في زيارته ** ** والشيءُ مستثقَلٌ إذا كثرَا
قال الكريزي :
ليتـني كنتُ ساعةَ ملِك الموـ ** ـت فأفني الثِّقالَ حتى يَبيدوا
ولو أنّـني وأنت في الجنَّة لقلـ ** ـتُ : الخروجَ منها أريـدُ

قال أحدُهم في الضحك :
إذا نامتِ العـينانِ من متيقّـظٍ ** فلا شـكّ ترتخي سفاريجُ فقحتِه
فمن كان ذا عقلٍ فيـعذرُ نائمًا ** ومن كان ذا جهلٍ ففي جوفِ لحيتِه

قال ابنُ الوردي في " التغاقل " :
وتـغافلْ عن أمـورٍ إنَّـهُ ** لم يفُـزْ بالحمدِ إلا من غَفَل

قالت بنت المهدي العبّاسية، لكثرة ترداد أزهر =
إني كثرتُ عليه في زيارته ** فملّ، والشيءُ مملولٌ إذا كثرا

قال ابنُ أبي أمية : شهدت الرقاشي في مجلس، - وكان بغيضا – فأنشدتُ :
قال: اقترح كلَّ ما تشـتهي ** قلتُ : اقترحتُ عليكَ السكوتا

قال أبو حنيفة :
عُدمنا ثقالَ النّّـاسِ في كلِّ بلدةٍ ** فيا ربِّ لا تغفرْ لكل ثقيلِ

يقال " أثقل من ثهلان " وهو جبلٌ ضخمٌ في نجد، ويقال " إذا تخفف الثقيلُ صار طاعونًا "، وذلك لأنّه يتثاقل على النّاس، وهو يظنُّ أنَّه يتخفف، فهو أعظم ضررا من الثقيل العارف بنفسه.

ويقال " أثقل من الحمى " و " أثقل من الرصاص " و " أثقل من البرذون، وأضرُّ من الجرذون " و" أثقل من الجبل ".

وقال القارئ أبو بكر بن مجاهد = الناسُ أربعة (1) مليحٌ يتـبغَّضُ لملاحتِه، فيُحتمل (2) بغيضٌ يتملّح، فذاك الحمى والداء الذي لا دواء له، (3) بغيضٌ يتبغّض، فيُعذر لطبعه (4) مليحٌ يتملّح، فتيك الحياة الطيبة.

(5) وفيات وردت في الكتاب.
هارون الرشيد ( 224 ) بشار بن برد ( 167 ) أبو منصور الثعالبي عبد الملك بن محمد ( 429 ) سعيد بن أوسِ البصري (215) الأديب الحامض، سمي لشراسته! ( 305) ابن خلّكان ( 681 ) أبو عثمان الزجّاجي (249) أبو حفص الحلبي ( 794 ) بكر بن عبد الله المزني ( 108 ) يحيى بن أكثم ( 242 ) المأمون ( 218 ) .

إلى هنا = يكون المقام قد انتهى، وأرجو من القارئ أن يضع نُصب عينيه (وذكِّر فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين) و( ما كان الرفقُ في شيء إلا زانه ) وهناك من النصائح ما تذكر بانفراد، ما لا يليق ذكرها في جماعة، ومن النصائح ما تذكر في جماعة، ما كان أليق مما لو ذُكرتْ بانفراد.

 

(26/ 10/1432) شوال
(24/ 9/2011) أيلول

 


 

بحوث علمية
  • بحوث في التوحيد
  • بحوث فقهية
  • بحوث حديثية
  • بحوث في التفسير
  • بحوث في اللغة
  • بحوث متفرقة
  • الصفحة الرئيسية